الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإلى أين يتجه خامنئي؟ (حوار مع محمدعلي توحيدي)

إلى أين يتجه خامنئي؟ (حوار مع محمدعلي توحيدي)

0Shares

أجرت قناة الحرية (سيماي آزادي) مقابلة مع السيد محمدعلي توحيدي رئيس لجنة الإصدارات في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بخصوص الموقف الحالي الذي يعيشه النظام وخاصة الولي الفقيه للنظام خامنئي.

وفيما يلي نص المقابلة:

المحاور: تزامنا مع العقوبات المالية والنفطية ضد النظام، اكتفى خامنئي بتصريحات عامة تقضي بأن قوة أمريكا بدأت تنخفض، غير أن الإعلان عن رفض مشروع قانون سي.إف.تي من قبل مجلس صيانة الدستور يعد نوعا من الرد من قبل النظام، ومن جانب آخر أكدت عناصر من زمرة روحاني أنه وبما أن مجلس صيانة الدستور لم يلتزم بالتأريخ، لقد انتهت المهلة ومشروع القانون المصادق عليه. كما تم النقاش حول هذا الموضوع في مجلس شورى النظام ولكن لاريجاني أكد أنه تم الالتزام بالتوقيت.

السيد توحيدي! قبل أن أطرح السؤال الأول، اسمحوا لنا أن نشاهد مشهدا من مجلس شورى النظام ورد لاريجاني.

تلفزيون النظام، جلسة مجلس شورى النظام 5نوفمبر/تشرين الثاني 2018، صادقي: «تطرح أنباء هذه الأيام فيما يتعلق بموقف مجلس صيانة الدستور حول سي.إف.تي، وفي الحقيقة لم نتلق موقفا من مجلس صيانة الدستور لهذه المعاهدة. وأود أن أعرف هل تطلعون على هذه القضية؟

لاريجاني: نعم، كانوا قد أرسلوا. وأنا قمت بإحالة الأمر إلى اللجنة كذلك.

صادقي: هل كان ذلك في الموعد المقرر؟ لقد كانوا قد قالوا إنهم لم يدرسوا بعد.

لاريجاني: نعم، كان في الموعد المقرر. إنهم عينوا فترتين بالغتين عشرة أيام».

المحاور: السيد توحيدي! لقد رفض لاريجاني بشكل صريح موقف زمرة روحاني، بينما وخلال جلسة للمصادقة على سي.إف.تي حاول جهد المستطاع أن يتم إبرام مشروع القرار. ما هو سبب هذا التغيير في الرؤية خلال هاتين الحالتين؟

محمدعلي توحيدي: لا تعود القضية وهذا التغيير في الرؤية عند هذه الحالة إلى لاريجاني، وإنما من تعود إليه القضية وهو غيّر شيئا وحالة، هو خامنئي نفسه. وهذه القضية تحظى بأهمية جادة للغاية. لأنه وحول هذه القضية وما جرى في مجلس شورى النظام حيث أتوا برسالة خامنئي إلى لاريجاني وهيأوا أجواء بحيث أن 140واحدا صوتوا. وكان من الواضح أن خامنئي يمرر نهجه في مجلس صيانة الدستور ومجمع تشخيص مصلحة النظام وما تحت سيطرته.

ولكن خامنئي رفع الستار هذه المرة في هذا المكان. وبما أن لاريجاني هو عنصر في الزمرة الوسطية ويناور بينهما وذلك من المؤشرات. ولذلك لم يترك أي فجوة وفي الحقيقة أفهم هذا النائب ما اتخذه خامنئي من سياسة، بمعنى أن الدوران والتغيير جاء من جانب خامنئي وكشف النقاب عنه كما جعلهم في حالة التعليق وعدم الحسم لفترة.

ومن اللافت أن أعضاء عصابة روحاني أعلنوا أن الوقت تأخر غير أن مجلس صيانة الدستور تدخل من موقف آمر معلنا بكل صراحة أننا نعمل طبقا للقانون كما أكد على أنه لا بد من أن لا ينتهك الشرع والدستور. فضلا عن طرح 22حالة للغموض والانتقاد ومن ثم منح ردا سلبيا.

 

المحاور: إذا ما كانت هذه الرؤية هي سياسة اتخذها خامنئي، لماذا لا يظهر إلى الساحة ويعلن القضية علنا؟ وحتى يجري الحديث عن مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهل من الممكن أن يعودوا إلى سي.إف.تي؟

محمدعلي توحيدي: أجل، تدور هذه الأقوال بالتأكيد وذلك من يوم طرحت فيه هذه القضية. كما شاهدنا في تصريحات هذا النائب. ومن ثم أتى عدد من النواب وتحدثوا وكرروا تصريحات ظريف نفسها والتي تقضي بأنه لا تعود أوروبا وروسيا والصين تعمل معنا. وكانت هناك حالة أخرى تفيد بأن جهانغيري وظريف حضرا جلسة لمجلس صيانة الدستور لإزالة الغموض. وقال أحدهم إن مجلس صيانة الدستور سجل الهدف في مرماه وهذا ضرر عظيم ضدنا. إذن تلاحظون هذه الأقوال والتصريحات.

في الحقيقة من المستبعد جدا أن يعودوا. واليوم كان ممثل خامنئي في صلاة الجمعة بطهران يقول: «إن مجلس صيانة الدستور لبّى ما كنا نتوقعه. وسي.إف.تي بمثابة استسلام». وما كان أكثر إثارة من الكل هو أنه وفي غداة هذه القضية التي تم الإعلان عن خبرها، كتب ممثل خامنئي مقالا افتتاحيا في صحيفة كيهان بجمل وعبارات واضحة وصريحة تقول: «مشروع القانون للانضمام إلى معاهدة مكافحة تمويل الإرهاب ـ سي.إف.تي ـ مرفوض من قبل مجلس صيانة الدستور بكل وعي وحصافة. وبقبول هذه المعاهدة، على النظام أن يقطع ميزانية قوات الحرس وقوة القدس ووزارة المخابرات ووزارة الدفاع وجميع حساباتها المصرفية. وهذا الإجراء بمثابة فرض العقوبات على أنفسنا. وفضلا عن ذلك، من شأن ذلك أن تتم المراقبة من جانب مفتشي المعاهدة للتأكد والاطمئنان. ويجب أن نرى ما الذي يحيكه هؤلاء ضدنا حيث يتابع بعض ويعلمون على المصادقة على ذلك؟ ونص مشروع القرار هذا كارثي إلى حد يخشى عنده النواب الذين كانوا قد صوتوا لصالحه من إعلان أسمائهم».

وهذا الكلام فيه تهديد ويدل على أنه في حالة الإعلان عن الأسماء، فيبلغ الانشقاق والتهديد بين الأفراد. وبالنتيجة وكما قرأت نقلا عن ممثل خامنئي، إنهم لا يتحملون الرضوخ لمشروع القانون هذا. ولا أعتقد إنهم يعودون ومن المستبعد ذلك.

 

سؤال: هناك إجبارات للنظام في الوقت الحاضر. وكما شاهدنا في الماضي حيث أرغم خامنئي على الرضوخ للسم النووي والاتفاق النووي والآن هو مرغم على ذلك. ولذلك اسمحوا لنا أن نشاهد معا نموذجا تذكيرا للبيان الصادر عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في يوليو/تموز 2015.

قناة الحرية، مادة 6 بيان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يوليو/تموز 2015: «لقد اشتدت الصراعات الداخلية في الحكومة في ضوء اتفاق جنيف المؤقت في يوم 24نوفمبر/كانون الثاني 2013. ودافع جواد ظريف يوم 3ديسمبر/كانون الأول 2013 في جامعة طهران عن اتفاق جنيف حيث تهكم كثيرا على أحمدي‌نجاد ومن خلاله خامنئي وتحدث عن الكابوس النووي وعدم فائدة إنتاج السلاح النووي، الأمر الذي يبين في الوقت نفسه أن إنتاج السلاح النووي كان سياسة اتخذها النظام. كما أكد ظريف أن مجرد التصور بأن الجمهورية الإسلامية تعمل على امتلاك التسليحات النووية يضر بأمننا … ولا يخاف الغربيون من بضع دبابات أو صواريخ لنا. هل فكرتم في أن أميركا التي قادرة على تقويض أنظمتنا العسكرية كافة بقنبلة واحدة لها تخشى من نظامنا العسكري؟ … ونحن جميعا راكبون في سفينة كبيرة نسميها بإيران حيث نتقدم معا في سلامة أو نتعرض معا لإصابة، نحن إما ننجح وننتصر معا أو إما نخسر في هذا المجال … وتبين تصريحات ظريف وذلك بعد اتفاق جنيف بشكل واضح أن مستنقع رتبه خامنئي، يبلعه نفسه خطوة خطوة».

المحاور: السيد توحيدي! تلاحظون أن ظريف يؤكد في عام 2013 أننا مرغمون على تجرع السم النووي الأمر الذي انتهى في نهاية المطاف بالاتفاق النووي. وبشأن إف.إي.تي.إف يقول في حالة عدم التوقيع فلا يمكن لمصارفنا أن تعمل مع روسيا والصين.

والسؤال هو كيف يمكن للنظام رفض سي.إف.تي؟ وهل لا يعود الأمر إلى هذه القضية في نهاية المطاف؟

محمدعلي توحيدي: وإذا ما نلاحظ الأمر من منطلق الإجبارات التي ذكرتموها، فيجب القول إن الإجبارات الآن أكثر من ذلك الوقت. والنظام برمته على حافة الهاوية حيث قارن ظريف الظروف مع الغرق في البحر. كما كان قد قال في وقت سابق «تم إخلاء النظام من الداخل إستراتيجيا. ونحن وصلنا إلى نهاية المطاف ومجرد التصور بأننا نعمل على امتلاك السلاح النووي يضر بأمننا». وهو يدلي بهذه التصريحات من الناحية الأمنية ولا من منطلق المبادئ.

وبالتالي لقد بات النظام الآن على حافة الهاوية بشكل أخطر. وهناك ثلاث نقاط بهذا الشأن:

1ـ لقد فقد النظام قابليته إلى حد كبير بالمقارنة مع تلك الفترة. والهاوية أخطر مما يعني لا يقدر على القيام بهكذا مناورات.

2ـ في تلك الفترة كان النظام يراهن على فرص نظير أوباما حيث كان طرفه المقابل أميركا وحتى فرنسا والبقية كانت تقوم بتعديل الظروف لكي لا يمنح أوباما المزيد من الامتيازات للنظام!

3ـ إنهم الآن لديهم تجارب الاتفاق النووي. ويطلق ظريف الآن صرخات أعلى، ولكن يتلقى ردودا حادة وشديدة جدا. وتؤكد الردود ماذا فعلتم بعد الاتفاق النووي؟

وبالنتيجة إذا ما ننظر إلى هذه النقاط، أعتقد أن النظام لا يقدر على القيام بهذا العمل. بمعنى أن الهاوية أخطر والنظام أعجز من حيث القابلية حتى يتمكن من العودة وأن يقوم بذلك.

 

سؤال: هل يمكن لهؤلاء ومن خلال المماطلة في هذه الظروف والكيل بمكيالين وما يقومون به من إجراءات، شراء الوقت لهذه القضية؟

محمدعلي توحيدي: لا شك في أن خامنئئ والنظام يبذلان قصارى جهدهما لشراء الوقت. ولكن المشكلة لنظام ولاية الفقيه هي أن الوقت يضره، لماذا؟ لأنه ومن جراء الانتفاضة وخروج المواطنين إلى الشوارع من أجل مطالبهم وتحويل هذه القضايا إلى احتجاجات اجتماعية وفضلا عن ذلك هزيمة مني بها النظام في الاتفاق النووي، أصبح النظام في ظروف كلما يختار من حلول كلما تضر به الحلول وينتهي به المطاف إلى رفضه.

وإذا ما لاحظتم ودققتم هذه الأيام، يؤكد المحللون في النظام أننا فقدنا تلك الفرص التي كانت لدينا في عهد أوباما حيث خضنا الاتفاق النووي جملة وتفصيلا ولم نكن نتمكن من استفادتها. ويشير كلهم إلى هذا الأمر. لأن مرور الوقت ليس لصالحهم والآن بشكل مضاعف.

 

سؤال: والمهم هو أن خامنئي لا يقدر على التحرك دون اتجاه، ووسط هذه الأزمات إلى أن يتجه؟

محمدعلي توحيدي: إن خامنئي في هذه الأيام وفي الأسابيع الأخيرة ومع اقتراب موعد العقوبات الشاملة، أعلن أكثر من مرة أنه لدينا مشكلات عديدة ولكن لا نواجه الطريق المسدود! وهو استخدم مفردة «الطريق المسدود». في الحقيقة يواجه النظام ظروفا أسوأ من الطريق المسدود. والآن لماذا يؤكد خامنئي أننا لا نواجه الطريق المسدود؟ وهو كان قد استخدم هذه المفردة في مؤتمر لقادة قوات الحرس وعناصر الباسيج ممن كانوا قد أجمعوهم في ملعب آزادي. وكانوا يقومون بهذه الإجراءات في المنعطفات وفي الحرب أيضا. وفي هذه المرة أجمعوا تلك العناصر الحقيقية التابعة للنظام وتحدث معهم وذكر كلامه الرئيسي وحتى قال: «لا أسمح لعدد في الداخل أن يخونوا، حتى الرمق الأخير». ومقصوده أيضا سي.إف.تي وهكذا حلول. وهو أكد أنني لن أسمح بهكذا غدر وخيانة مما يعني أوضح نهجه نحو التقلص ويسمى هذا النهج والدرب بـ«لا نواجه الطريق المسدود!».

وشاهدنا يوم 4نوفمبر/كانون الثاني كيف أرسل عددا من عناصر قوات الحرس إلى الساحة، حيث كان واحد منهم جعفري في طهران وهو أشار إلى قضية الهجوم على السفارة الأميركية مذعنا بأن خامنئي كان وراء ذلك في تلك الفترة كما أعلن بأننا علينا القيام بهذه الأعمال. وبعد جعفري، الحرسي سلامي هو الآخر الذي قال إننا نحدث قوات الحرس الدولية! وضرغامي هو الآخر الذي أشار إلى أن الاتفاق النووي كان للسيد روحاني، والآن يتكلم كل من السيد روحاني وظريف نظير الجماهير التابعة للأصوليين.

ويدل كل ذلك على جهة الانكماش. وهذا جانب من القضية. وفي هذا المجال يواجه خامنئي ضعفا عجيبا وغريبا. والظروف هي أنه ورغم إصراره على هذا الكلام، ولكنه يتذرع بالاتفاق النووي مع أوروبا إلى أن يبرم صفقة ويحصل على أموال. والقضية الرئيسية هي الحصول على المبالغ النقدية. وهو ينوي حل هذه القضية مع أوروبا. غير أنهم يقولون يوميا إن الآلية لا تعمل حيث لا يقبل أي بلد ذلك الأمر.

وكانت صحيفة لوموند قد كتبت مقالا أخيرا أن أوروبا تعارض ترامب فيما يتعلق بالاتفاق النووي إلى حد كبير، ولكن القول إنه لا بد من قطع أذرع النظام في المنطقة هو أمر تؤكده الترويكا الأوروبية.

إذا يواجه خامنئي هذه المشكلات. وهناك نهج انكماشي أمامه. وهذه العلامات المتبينة تعني نفس ما يقول هؤلاء أنفسهم: «ينبغي ألا ننتحر خوفا من الموت».

وفي ظل أي ظروف يمر النظام بهذه الأوضاع؟ في الوقت الذي يواجه المجتمع الانتفاضة. وفي هذا المجال تختبر تحاليل أساسية. وتسليط الضوء على مركز التطورات. ومنذ اليوم الأول لوصول نظام ولاية الفقيه إلى الحكم، أنا أعتقد أن المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق أكدتا في هذه الظروف أي في اتجاهات النظام نحو الانكماش في المنعطفات والمراحل، بينما حاول الكثيرون وخاصة من أجل المسالمة والمهادنة والتعامل مع النظام أن يغضوا الطرف عن هذه الحقيقة. وهذا مشهد يتم اختبار الكثير من التحاليل والحقائق بشكل واضح. وما نلاحظه هو نفسه. وهذا ناجم عن منتهى طبيعة النظام اللاتأريخية ومرحلة وظروف إسقاط النظام. ولا بد من مشاهدة هذه الحقيقة بعيون مفتوحة وجعلها تنتشر في المجتمع. وينبغي أن لا نخفي الحقائق من أجل تعليق الآمال على أجزاء هذا النظام. ومن يخفي هذه الحقائق فهو يضع الشوكة في عيون الشعب وعلى الأقل لا يدرك ولا يفهم ما يعاني منه وطننا ومجتمعنا من آلام وهموم.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة