الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالمشکلة في الجرذان و ليس الفئران!

المشکلة في الجرذان و ليس الفئران!

0Shares


بقلم:علاء کامل شبيب


من الخصائص و المزايا الغريبة الملفتة للنظر و التي يعيشها العراق الذي يسمونه کذبا بالجديد، هو التناقض و الکذب و الازدواجية في المعايير و إنعدام الشفافية بصورة واضحة جدا، وإن المفترق الحساس الذي وصل إليه في ظل عدم وجود أي تغيير في الوجوه السياسية المنتخبة، يعطي إنطباع من أن الاوضاع في العراق لاتسير بالاتجاه الذي يخدم مصالح الشعب العراقي.
مع إقتراب العد التنازلي للإنتخابات المقرر إجرائها في 12 أيار القادم، فإن مبادرة هيئة النزاهة بالکشف عن قيام السلطات الأردنية بالقاء القبض علی المدير العام لمصرف الرافدين الأسبق ضياء حبيب الخيون في عمان، وهو إجراء يرحب به الشعب العراقي ولکن هل إن معظم الساسة الجالسون في العراق أنظف و أفضل من الخيون؟ وهل إن ما إختلسه و نهبه الخيون أو تلاعب به أکبر من مئات المليارات المختفية في وضح النها خلال الاعوام العشرة الماضية بشکل خاص؟
بالامس القريب، عندما”ترجی” حيدر العبادي، رئيس الوزراء الفاسدين بإرجاع الاموال التي نهبوها، فإنه قد کشف عن حالة بالغة خطورة تجعل من مصطلح”حاميها حراميها”، يتبادر للذهن، ذلک عندما نجد أن أکبر مسؤول تنفيذي في العراق لايجرؤ علی الکشف عن اسماء الفاسدين من”الجرذان الکبار”و ليس الفئران الصغار کالخيون، فإن السؤال الذي يتبادر کإستنتاج في نفس الوقت الی الذهن هو: هل إن العبادي متورط مثلهم أم يخاف منهم لکونهم محميين؟
قطعا لو کان العبادي متورطا معهم فإن الايام ستکشفه حتما ولامناص من ذلک أبدا، أما إذا کان يخافهم لکونهم محميين فإن السؤال هو من الذي يحميهم؟ هل هي أمريکا التي تتعقب فاسدي العراق و تطالب بکشفهم؟ أم إيران التي تحمي جهارا رجلا شاع الفساد و النهب و الاقتتال الطائفي في عهده الی جانب سقوط الموصل الذي کان مسک ختام عهده غير الميمون؟
من المؤکد جدا إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يطبق قاعدة بني إسرائيل بإجراء الحدود و المحاسبة علی الضعفاء و عديمي القوة في حين تتجاهل الاقوياء و أصحاب النفوذ و الهيبة، قد نقل هذه القاعدة الی العراق و عن طريقها يحمي”جرذانه الکبار”، ويجب أن لايستغرب أحد من إنه طالما لم يتم الکشف عن سارقي الشعب الايراني من قادة و مسؤولي النظام و محاسبتهم، فلن يتم محاسبة أي”جرذ کبير”، خصوصا السارق و الناهب الاکبر للعراق، لکن من المهم جدا أن نؤکد هنا بأنه من دون سقوط أو إسقاط النظام الايراني لن تتم أية محاسبة لقادة و مسؤولي النظام في إيران، فهل إن الشعب العراقي سينتظر لذلک الحين؟


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة