الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةمقالاتهل تتمکن إيران من تجاوز هذه المرحلة؟

هل تتمکن إيران من تجاوز هذه المرحلة؟

0Shares

بقلم:منى سالم الجبوري

 

کوابيس متلاحقة ومستمرة لاتمنح فرصة للطمأنينة والراحة والامن والاستقرار. هذا هو أفضل مايمکن وصف عهد الرئيس الامريکي دونالد ترامب بالنسبة لإيران، إذ ومنذ اليوم الاول لدخوله البيت الابيض فإن ترامب مهد لسياسة إجتثت جذور السياسات الامريکية السابقة تجاه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبشکل خاص السياسة التي إتبعتها إدارة أوباما، وعلى الرغم من إن القادة والمسٶولين الايرانيين سعوا منذ البداية للتقليل من سياسة ترامب تجاههم لکنهم وفي نهاية المطاف وبعد أن حاصرتهم الظروف والاوضاع الصعبة من کل جانب، إضطروا للإذعان بالحقيقة والاعتراف بأوضاعهم البائسة.

التصريحات النارية المتشددة وإستعراض العضلات المفتولة وإطلاق التهديدات ضد بلدان المنطقة، لم تعد تنفع الشعب الايراني بشئ، بل إنه مستاء وحتى يتطير منها خصوصا وإن تدخلات النظام في بلدان المنطقة وبشکل خاص في سوريا، کانت السبب الاکبر وراء المصاعب الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها، والذي يرفع من درجة سخونة الاوضاع ويهدد بزلزال شعبي رافض للنظام هو إن تشديد الخناق"الترامبي" على رقبة المرشد الاعلى الايراني ونظامه يزداد ويتضاعف خصوصا وإن الوجبة الاولى من العقوبات الامريکية سيتم تفعيلها في الشهر المقبل وهو مايعني بأن الاوضاع ستسوء أکثر مع الاخذ بنظر الاعتبار إن النظام لايملك خيارات مناسبة ومٶثرة للتصرف ازاء ذلك.

مايشاع هنا وهناك عن إتصالات سرية يقوم بها النظام مع الولايات المتحدة الامريکية وسعيه للخروج من محنته الحالية، تصطدم بعقبة کأداء تتجلى في أن ترامب ليس کأوباما وفي غير عجلة من أمره، بل إنه وکما يقول المصريون"على أقل من مهله"، وهو لکي يعقد إتفاقا مع هذا النظام فإنه يريد أن يرفع هذا النظام الراية البيضاء، بمعنى أن يکون کما تريد إدارته، نظام يتخلى عن تصدير الارهاب والارهاب وينهي تدخلاته في بلدان المنطقة ويحسن من أوضاع حقوق الانسان في إيران، وإذا ماقبل النظام بهذه الشروط، فإنه بذلك يطلق رصاصة الرحمة على رأسه، ومن هنا يحاول النظام وعبر الوسطاء أن يحصل على إتفاق يبقي له شئ من ماء الوجه خصوصا بعد أن صار في حالة وفي وضع يرثى له.

مشکلة هذا النظام ليست مع الضغوط والعقوبات الامريکية المتواصلة فقط وانما مع الضغوط الاوربية والرفض الاقليمي والاحتجاجات الداخلية المتواصلة ضده، فحيثما يدير هذا النظام وجهه يجد بابا مغلقا أو رفضا عاصفا بوجهه، وهو مايدل وبکل وضوح على إن العبور الايراني من المرحلة الحالية صار حلما يصعب جدا تحقيقه، مرحلة قد لايخرج منها سالما بريشه!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة