الأربعاء, مايو 8, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومخامنئي وتأييده الاضطراري لحكومة حسن روحاني المتورطة في دوّامة الأزمات

خامنئي وتأييده الاضطراري لحكومة حسن روحاني المتورطة في دوّامة الأزمات

0Shares

اضطر الولي الفقيه للنظام الإيراني خامنئي يوم الأحد وخلال استقباله أعضاء حكومة حسن روحاني إلى تأييد حكومة روحاني، وسلطت الأخبار التي بثها التلفزيون الحكومي عن هذا اللقاء على هذا الأمر. وسبب هذا الدعم هو الوضع الهش للغاية الذي يعيشه النظام.  إن تقدير وضع النظام الإيراني يوضح اضطرار خامنئي للدفاع عن حكومة روحاني:

لقد أخذت نبرة انتفاضة الشعب الإيراني تتصاعد كل يوم، وعلى الرغم من القمع تصدح حناجر أصوات الشباب والمواطنين المنتفضين بإسقاط النظام وتتردد كل يوم في البلاد، ما يدل على استمرار انتفاضة الشعب الإيراني.
الأزمات دون حل اجتماعي وحالة الاقتصاد تقرّب حالة المجتمع من الانفجار يومًا بعد يوم. وقد ظهرت فئات شعبية مختلفة ضد النظام الإيراني في الساحة، وخاصة الركيزتين الأساسيتين للاقتصاد الإيراني، وهما العمال والسوق، وقد انتفضوا ضد النظام.

على الساحة الدولية، لم يتمكن تعلق النظام بأثواب الشرق والغرب من العالم من الإفلات من العقوبات الهائلة التي تنتظر النظام بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.  

انعكاس هذا الوضع داخل هيئة الحكم هو تفاقم الصراع بين العصابات المتنافسة والتشتت المتزايد. ليس لدى عصابات الحكم أي حل لأزمات النظام الخانقة، ولاتزيدهم إلا استنزافًا وإرتباكًا وإحباطًا وتخوفًا كل يوم، والتناقض بين الشعب والدوائر الحاكمة يتسع ليأخذ مجراه داخل النظام، ما يؤدي إلى تعاظم الصراع والتنافر والتشتت بين عناصر النظام.

ليس لدى خامنئي أدنى مجال للمناورة للتعامل مع هذه الحالة سوى الحفاظ على الوضع الراهن لأنه يعلم إذا ما قام بمناورة في تعديل بهيكل هذه التشكيلة لمعالجة الأزمات المستعصية أو فرضت الظروف عليه القيام بعمل تغييربسيط على غرار ما يجري كالعادة في كل العالم في ظروف مماثلة، فقد يكون ذلك شرارة تحرق كل هيكل النظام حسب قول جهانغيري النائب الأول لروحاني. ففي مثل هذه الظروف، حتى تعديل بسيط في تركيبة حكومة روحاني يدل على ضعف النظام الإيراني، وهذا أمر خطير للغاية على الدكتاتور لأن أول من يستوعب هذا الضعف والنقص هو الشعب الضائق ذرعًا.

دعم السياسة الخارجية للحكومة!

وتحدث خامنئي يوم الأحد 15 يوليو تأييدا لخط روحاني في السياسة الخارجية، والذي يختلف أيضا عن نهجه السابق.

في هذا الصدد، من الضروري أن نذكر أنه لو كان نفس الدعم لسياسة حكومة روحاني الخارجية جاء في خطاب خامنئي، فإن عناصر عصابة خامنئي تروج في الوقت نفسه إلى النظر إلى الشرق، أي بمعنى التعلق بأثواب روسيا بدلًا من الاتحاد الأوروبي. ومازالت أخبار زيارة ولايتي المبعوث الخاص لخامنئي إلى روسيا مطروحة في وكالات الأنباء المحلية والأجنبية!

ويتجاهل خامنئي، الذي كان يتحدث في الماضي عن حرق الاتفاق النووي، أن نفسه كان قد أثار قبل فترة جدلًا ولغطاً حول ضرورة التقارب مع الشرق والتباعد عن الغرب!

إن سبب نسيان كل هذه الكلمات والوقوف لدعم حكومة روحاني في مجال السياسة الخارجية ليس إلا بسبب:

إن خامنئي في وضع لا يستطيع فيه حرق الاتفاق النووي، ولا يستطيع أن يتخلى عن الغرب، كما لا يجد ثوبًا في الشرق، حتى يتمسك به ليمنحه ما يطلبه من الغرب. وهذا هو السبب في دقه ضربة على الحافر وضربة على المسمار!

مواقف خامنئي المتناقضة

ربما لهذا السبب، مع كل ما ذكر أعلاه، وكل التناقضات في خطاباته السياسية وخطوطه السياسية، يتحدث عن الدعاية وبراعتها، ويتحدث دون مجاملة عن جهود لتبييض كل ما هو أسود!

ولتكريس هذا الوضع، وفي اجتماع مع وكلائه ووصفائه في بعثة الحج، تحدث مرة أخرى بكلمات مختلفة عما أدلى بها في اليوم الماضي، حيث توعد، وكرّر شعاراته السابقة مرة أخرى! يبدو أنه نسي ما قاله بالأمس؟

بالطبع، كل مستمع ومراقب إذا كان متابعًا خطاب خامنئي، فيجد أن كلمته يوم الاثنين مع وكلائه في بعثة الحج كانت فارغة وجوفاء من الأساس. وكان خطابه مدروسًا وبدلاً من التوعد بإطلاق الصواريخ أو الحديث عن الصواريخ والعراق، تشدق بالدفاع عن فلسطين وهو كلام فارغ وجاء بهدف استهلاك محلي وتعزيز معنويات حرسه وأفراد الباسيج.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة