الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومجهارشنبه سوري) تشعل جذوة الانتفاضة ضد نظام الملالي

جهارشنبه سوري) تشعل جذوة الانتفاضة ضد نظام الملالي

0Shares

تصادف هذه الأيام مناسبة تعد تقليدا وطنياً لدى الشعب الإيراني، وتحديداً ليلة الأربعاء الأخير من السنة الإيرانية المعروف بـ (جهارشنبه سوري)، وهو يوم يمارس فيه الإيرانيون طقوس الاحتفالات منذ القدم.

وبالرغم من أن الديكتاتورية الحاكمة تحاول التستر على محتوى المناسبة الثوري والرافض للظلم، إلا أنها لم تكن قادرة بالقمع والقهر على إزالة اللون "الأحمر" المتمثل في الانتفاضة والعصيان ضد القهر، والإبقاء على  اللون "الأصفر" المتمثل في الاستكانة والاستسلام.

ولذلك فإن "جهارشنبه سوري" هو "عنوان مخيف للنظام الذي تحول من احتفال دوري رمزي إلى "حرب شاملة"، حسب توصيف صحيفة وطن أمروز الصادرة يوم 15 مارس.

إن هذا الخطر، أي ما تم وصفه بـ "الحرب الشاملة"، هو ما دفع قائد قوى الأمن الداخلي للنظام، الحرسي أشتري في 14 مارس إلى ظهوره في الساحة ليطلق توعدا بالويل والثبور أكثر بكثير مما كان عليه الحال في السنوات السابقة، وقال: "لا ينبغي أن يعقد أي تجمع في الأربعاء الأخير من العام ولن نسمح بأي تجمع! ".

وحتى الآن، يخشى قادة النظام والقوى القمعية من أن ينتهز المجتمع الإيراني الثائر من خلال شبابه الغاضب هذه الفرصة، لذلك، منذ 21 فبراير، لم يتوقفوا عن التهديد والوعيد، أبرز هذه التهديدات ما جاء على لسان قائد شرطة طهران الكبرى، العميد رحيمي، 23 فبراير، الذي أعلن عن تنفيذ خطة قمعية جديدة تسمى "هيئة شرطة الأمن العام وخطة صاعقة" للتعامل مع "الحوادث المحتملة"، ومن أهم أهدافها مواجهة حركات الشباب في جهارشنبه سوري. (حسب ما أوردته وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون للنظام).

وبما أن هذه التوعدات والترهيب، لم تجد نفعا، وكان اقبال الشباب على جهارشنبه سوري قد عكّر صفو الملالي والحرس الحاكم منذ أيام، عاد هذا المجرم للظهور مرة أخرى على الساحة، معلنا أن جميع قوات الشرطة في حالة التأهب القصوى ليلة جهارشنبه سوري، وقال: "من يتسبب في تفجيرات مثيرة ليلة جهارشنبه سوري سيتم التعامل معه بأقسى شكل.. للتعامل مع هؤلاء المخالفين والعابثين بالسلم والأمن تم التنسيق مع القضاء وتم الحصول على التصاريح" (بحسب وكالة أنباء إيرنا في 14 مارس).

بالتزامن مع هذه التهديدات من قادة القوة القمعية للنظام، يعبر خبراء النظام ووسائل الإعلام عن إحباطهم من تحول يوم الأربعاء من احتفال تقليدي وغير مؤذٍ إلى فرصة للتعبير عن غضب وكراهية الشعب والشباب وإعلان الحرب على النظام.

واعترف، نائب رئيس اللجنة الثقافية في مجلس شورى النظام منتظري، يوم 14 مارس، بأن "تقليد جهار شنبه سوري أصبح اليوم مصدر تهديد بسبب قلة الانتباه…الأربعاء الأخير تحول إلى أربعاء الحروق بمرور الوقت" (حسب ما ورد في موقع مجلس شورى النظام في 14 مارس).

أما صحيفة وطن امروز فقد عبرت عن الرعب من يوم جهارشنبه سوري، بالقول: "الاحتفال الرمزي للتجمع أصبح الآن حربا كاملة… بينما كان هذا التقليد القديم مصحوبا بالطرق بالملعقة على الكؤوس وأكل المكسرات".

تهديد للشعب وطمأنة للأجهزة الأمنية

يبدو أن لغة التهديد والترهيب لم تتمكن من وقف انتفاضة الشباب، بعد أن مارست أجهزة النظام الأمنية أساليب القهر والتهديد واسعة النطاق حول "أحداث الأربعاء الأمنية"، وحاولوا الطمأنة بأن هذا العام لن يخرج الشعب والشباب من البيوت، ولن يكون هناك انتفاضة بسبب "كورونا" التي تحولت إلى حليف النظام وأداته في تقييد الشعب الثائر، إلا أنهم فشلوا في منع التجمعات الشبابية الواسعة النطاق والشعارات المناهضة للحكومة وحرق السيارات والدراجات النارية الخاصة بالقوى القمعية.

وتأتي هذه الطمأنة بغرض تعزيز معنويات عناصر الباسيج وقوات النظام المعرضة للانهيار بسبب حالة النظام الحرجة، المرعوبة من المجتمع الغاضب المتأهب للثورة، مما اضطر خامنئي نفسه إلى القيام بذلك عدة مرات، وهذه المرة عشية الأربعاء الأخير، ففي إشارة علنية إلى وضع قوات النظام، تحدث عن تراجع "الآمال والشجاعة والإرادة" وعن تجنب "الخوف، وخيبة الآمال، والخمول، والوقوع في خطة العدو عن غير قصد "محذرا الباسيج" من مساعدة العدو وأوصاهم بوضع البطالة جانبًا!" (خلال حديث لخامنئي في 11 مارس).

طريق ممهدة للثورة

وتشير ردود فعل النظام، إلى أن النظام يشعر بقلق عميق، وخائف من انتفاضة الشباب في احتفال جهارشنبه سوري، وأن استخدام كورونا كدرع للنظام لحمايته من الانتفاضة يقترب من نهايته.

كما تشير إلى أن أفعالهم الإجرامية خلال العام الماضي في مجال كورونا قد أثارت المزيد من الغضب والكراهية ضدهم، "رغم أن أزمة فيروس كورونا" أدت لتأخير وتباطؤ حركة "الناس والشباب في الاحتجاج والتعبير عن رفضها وصراعها مع النظام وممارساته، إلا أنها تعتبر تحديا في المجتمع على حساب قضايا ساخنة، مما يتسبب في حدوث أخطاء سياسية واجتماعية عند ثوران البركان.. وبدء حدوث التدمير الكبير للاقتصاد" (المرجع نفسه).

ونتيجة لذلك، على الرغم من جهود خامنئي ونظامه لإخماد المجتمع بالقمع وكورونا، فإن المجتمع الإيراني مستعد أكثر من أي وقت مضى للانتفاض والإطاحة به.

وتحمل دعوة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية للحملة الوطنية يوم الأربعاء هذه الفحوى، حيث تؤكد بأن: "..الولي الفقيه يريد شعبنا أن يصمت وينطوي على نفسه، لكن يجب أن نرد عليه بلهيب النار المشتعلة… يعتقد مرشد النظام أنه مع خسائر كورونا الكبيرة بمئات الآلاف من الضحايا، سيخلق درعًا ضد انتفاضة الشعب ويختبئ وراءها، لكن علينا  أن نشعل النار في كل حي وحارة ونلقيها على سلطة ولاية الفقيه البائدة".

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة