الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومكارثة السيول والفيضانات في إيران ناجمة كلها عن أداء نظام الملالي

كارثة السيول والفيضانات في إيران ناجمة كلها عن أداء نظام الملالي

0Shares

وفقًا لمصادر حكومية، فإن 27 محافظة من 31 محافظة إيرانية تضررت من السيول وتجمع المياه، وقد فقد الكثير من الناس أرواحهم بسبب السيول ولحقت أضرار بعشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية.
يا ترى، كيف أن النظام الإيراني الذي يشكو باستمرار من الجفاف، ويربط تدمير الزراعة ونقص وأزمة المياه بتراجع تساقط الثلوج والأمطار، لكن إيران تواجه كل عام سيولًا وفيضانات مدمرة في البلاد، والمواطنون الإيرانيون يواجهون بين حين وآخر وأحيانًا بشكل متزامن الجفاف وندرة المياه، أو يواجهون سيولاً ومصائب وأضرارًا ناجمة عنها؟

ليس هناك شك في أن السبب الرئيسي، ليس تغير المناخ أو تغير الظروف الإقليمية، بل يجب البحث في السلطة اللاشعبية والمدمرة، والتي هي أسوأ من أي قوة احتلال أجنبية، لكون أساسها قائم على نهب وتدمير هذا الوطن.
ووفقًا للخبراء، فإن تدفق السيول في إيران كل عام يعود إلى الأسباب التالية:
•  تدمير الغابات والمراعي والغطاء الأرضي الطبيعي
•  بناء مئات السدود التي لم تكن تهدف إلى احتواء السيول، بل في المقام الأول لأغراض ربحية، مما أدى إلى تدمير الغابات والمراعي
•  التجاوز على حدود الأنهار ومسارات السيول من خلال إنشاء بنايات عشوائية وغير مرخص بها

•  عدم كري مسارات السيول والأنهار
على سبيل المثال، في السيل الذي ضرب شيراز، وفقد على المدى القصير العشرات من الناس آرواحهم بسببه، سببه يعود إلى عدد محدد من العوامل، بما في ذلك عدم كري مسار السيول لسنوات عديدة وتحول نهر جاف على طول دروازه قرآن (بوابة القرآن) في شيراز إلى أماكن حضرية من قبل البلدية على مدى السنوات الماضية.
وتقول تقارير وسائل الإعلام، إن «صمد رجاء» رئيس بلدية شيراز خلال أعوام 2003-2005 قد حوّل أهم مسار السيول في شيراز إلى الشارع العام بملئه بنفايات البناء وصب الإسفلت، واليوم وقعت هذه «الكارثة البشرية».
هناك نقطة أخرى في سيول شيراز القاتلة، وهي حدوث أمر غير مسبوق في مثل هذه المدينة. حتى أن سيولاً مماثلة وقعت في شهر يناير من 2002 ، وأودى بحياة 11 شخصًا، لكن يبدو أنه على مدار أكثر من 17 عامًا من تلك الكارثة، لا يزال المسؤولون غير قادرين على معالجة الأسباب الجذرية لمثل هذه الحوادث حتى لا تتكرر هذه الخسائر.
في وقت سابق، أصدرت وكالة أنباء إيرنا تقريرًا في عام 2014 ، نقلا عن فرج الله رجبى، عمدة شيراز، عن سيول يناير عام2002 ، والتي تنص على أن «تراجع معدل انحدار النهر» و«ضيق فتحات الجسور» في موقع الحادث مقارنة بالطرق النهرية الأخرى هي من أسباب تلك الكارثة.
كان قاع النهر الجاف في هذه المدينة أيضًا أحد القضايا التي دفع مسؤولي البلدية خلال هذه السنوات نحو وضع طبقة من الاسفلت وإنشاء منشآت حضرية فيه، وبحلول عام 2014 ، «حتى أصبح جزء من قاع النهر مرصوفًا بالاسفلت لاستخدامه لعبور السيارات كشارع فرعي».
يمكن رؤية جانب آخر من عدم الشعور بآلام الناس والابتعاد عنهم وعن معاناتهم، في رد علي لاريجاني، رئيس مجلس شورى النظام، على امرأة ثكلى. لاريجاني الذي يبدو كأنه سافر إلى المنطقة لإظهار ما يسمى بالتعاطف مع الناس المنكوبين بالسيول، رد على شكوى امرأة فقدت منزلها ومقومات عيشتها وطلبت المساعدة ، قائلا غير آبه بها: «في الوقت الحاضر أنتِ في صحة جيدة!»
آثار هذه الطبيعة المعادية للناس والابتعاد عن معاناتهم، واضحة وضوح الشمس سواء في مجال ايجاد أسباب التدهور البيئي أو بعد الكوارث الطبيعية، وأن أداء مسؤولي النظام يضاعف آثار هذه الحوادث. في السيول الأخيرة ، تشق صرخات الناس عنان السماء بأن المؤسسات الحكومية امتنعت عن تخصيص أقل الامكانيات، مثل الجرافة والحفارة، لتوجيه مسار السيول عن المنازل إلى أماكن أخرى، وحتى لا خبر عن المعدات البدائية مثل المجرفة والمعاول، وأكياس الرمل حتى بعد 4 أيام من تدفق السيول، ولا يوجد كيان عسكري ومدني لمساعدة وإنقاذ الناس الجياع والعطشى والقلقين المحصورين في السيول ولاجئين على أسطح منازلهم ليبيتوا حتى الصباح. وأكد الأشخاص المنكوبون بالسيول أمام الكاميرات على أن أي أعمال إغاثة تم القيام بها تم إعدادها فقط من قبل الناس أنفسهم وتم تنفيذها من قبل المواطنين فقط.
وعزت السيدة  مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة لـ المقاومة الإيرانية، الشعب الإيراني وقالت: «نظام الملالي وقادته الفاسدون وقوات الحرس قد دمروا البيئة وتسببوا في تشديد آثار هذا السيل المدمر من جهة، ومن جهة أخرى قد نهبوا أموال المواطنين وهدرها في القمع والإرهاب وإشعال الحروب والمشاريع النووية والصاروخية اللاوطنية، وجعلوا المدن والقرى في البلاد مدمرة وحرموها من الحد الأدنى من البنى التحتية لتبقى بلادفاع أمام الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والسيول. إن الأضرار والخسائر البشرية والمادية التي لحقت بأبناء شعبنا في هكذا حوادث، تزيد بأضعاف أكثر من الدول الأخرى والمعايير العالمية». 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة