الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإنها البداية و ليست النهاية

إنها البداية و ليست النهاية

0Shares

دنيا الوطن
17/1/2018
 
بقلم:حسيب الصالحي


هناک إختلاف و تفاوت في فهم حقيقة الاحداث و التطورات، خصوصا بين الشعوب و الانظمة الديکتاتورية، إذ وعندما تبطش هذه الانظمة بشعوبها عند تحرک الاخيرة و إنتفاضها من أجل الحرية، فإنها تعتبر ذلک بمثابة النهاية لما قد بدر عن الشعب، لکن الشعب و بعد أن کسر حاجز الخوف و الوهم، فإنه يعتبر إنه قد صار في بداية الطريق من أجل تحقيق هدفه و غايته المقدسة التي يسعی من أجلها.
قيام المرشد الاعلی للنظام في إيران بمنح أفراد من قوات الباسيج التي شارکت في عملية قمع الانتفاضة الشعبية التي لازالت مستمرة، مسکوکات ذهبية و هو يسعی من خلال ذلک للإيحاء بأن الانتفاضة قد إنتهت و صار النظام في أمن و أمان، في حين إن الشعب لايزال مستمر في مواقفه من النظام ولازالت الحرکات الاحتجاجية و النشاطات المضادة للنظام مستعرة بقوة ولايزال الشعب الايراني کما هو ذلک لأن أي من مطالبه الاساسية أي”الخبز العمل الحرية”، لم تتحقق، أي إن أسباب رفض النظام و العمل من أجل تغييره مازالت قائمة، خصوصا وإن الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق لازالت مستمرة في نشاطاتها علی قدم و ساق و المهم إن السلطات الامنية لم تتمکن لحد الان من کشف أية شبکة من هذه الشبکات.
الانتفاضة الايرانية التي إندلعت في 28 ديسمبر الماضي، هي في الحقيقة حصيلة تراکمات لقرابة 38 عاما، حيث عانی الشعب خلال هذه الاعوام من الکثير من المآسي و المصائب و وصل الی أسوء الاوضاع، ولايمکن أبدا أن يتمکن النظام الايراني ومن خلال ممارسة عمليات القمع و السجون و التعذيب و الاعدامات أن يمحو کل ذلک من ذاکرته، خصوصا وإن کل الاسباب و الظروف التي دفعته للإنتفاضة لازالت علی حالها.
التمعن فيما يجري هذه الايام تحديدا في إيران من حيث إستمرار الاحتجاجات و الاعتصامات و الاضرابات و مهاجمة دوائر الشرطة، وکذلک تزايد التظاهرات الکبيرة للجالية الايرانية في بلدان العالم تضامنا مع الانتفاضة، الی جانب مانشهده من عقوبات مفروضة علی النظام دعما للإنتفاضة من جانب الولايات المتحدة، کل هذا يجعل من إدعاء النظام بإن الانتفاضة قد إنتهت فإن ذلک مجرد کلام لايتفق مع الواقع أبدا.
الانتفاضة الايرانية التي أکدت و رکزت علی الشعار المرکزي لمنظمة مجاهدي خلق و الذي يدعو الی إسقاط النظام، أحلنت في الحقيقة القطيعة الکاملة بين الشعب و النظام، خصوصا وإن النظام وبدلا من أن يبادر الی تلبية مطالب المنتفضين أو علی الاقل تظاهره بذلک، فإنه يبادر الی إعطاء مسکوکات ذهبية لقواته القمعية کذلک الی شراء منظومة مراقبة لمواقع التواصل الاجتماعي من الصين بسعر يقدر بأربعة مليارات دولار ، ولهذا فإن المنتظر و المتوقع هو إستمرار المواجهة و الصراع الی النهاية وإن التأريخ قد علمنا بأن النصر دائما للشعوب.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة