الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوماعترافات بهزيمة النظام وتراجعه وعدم تحمل النظام الاصلاح

اعترافات بهزيمة النظام وتراجعه وعدم تحمل النظام الاصلاح

0Shares


خوفا من الانتفاضة العارمة والغضب والکراهية للشعب الطافح کيل صبره، أطل علي خامنئي 18 فبراير ليدلي باعترافات مهمة ، لم يسبق لها مثيل، ولکنها متأخرة. وتأتي اعترافات خامنئي لتعکس هزيمة نظام الملالي المتداعي وتراجعه وعدم تحمله الاصلاح وهي تذکرنا باعترافات الشاه في الأيام الأخيرة من نظامه.
واعترف خامنئي بالظلم في نظامه قائلا: «نحن مطلعون تماما علی عتابات وشکاوای المواطنين، … أن نقول أن تکون لهم انتقادات، ليس فقط تجاه الحکومة ومجلس الشوری الاسلامي والسلطة القضائية بل من الممکن أن يکون لهم انتقاد تجاهي أنا الحقير شخصيا».
وأضاف خامنئي: «بخصوص العدالة، نحن متخلفون؛ نحن نعترف بذلک ونذعن بذلک… يجب أن نعتذر إلی الله تعالی وإلی الشعب العزيز. ولدينا مشکلة بشأن العدالة».هذه الاعترافات تتنافی مع ما کان يتبعه خامنئي کالعادة حيث کان يبرئ نفسه دائما من فساد ومظالم النظام.
رسالة اعتذار خامنئي تذکرنا برسالة الشاه، في نوفمبر1978، قبل شهرين من هروبه من إيران حيث قال «سمعت رسالة ثورتکم» ولکن إذا کان الشاه قد تحدث عن رسالة ثورة الشعب فهو قد وضع التعذيب والجلد في السجون إلی جانب قبل بضعة أشهر وقام بعدة مناورات لافتة.  واعتقل رئيس الوزراء هويدا الذي کان في منصبه 13 عاما ورئيس السافاک، الجنرال نصيري وزجهما في السجن وکانت الصحافة والاعلام قد تحررا من قيود الرقابة ، ولکن اعتذار خامنئي، يأتي في وقت لم يتقلص فيه لا ممارسات النظام في النهب والبطش ولا جرائم جلاديه في السجون. کل يوم نسمع خبر استشهاد أحد شباب الانتفاضة تحت التعذيب ومزاعم الجلادين بکل سخافة ونکأ الجرح ، بأن الشهداء کانوا مدمنين أو أقدموا علی الانتحار کما أن وسائل الإعلام الحکومية لا تفعل سوی تمجيد الولي الفقيه وتبرير جرائم النظام. کما أن الاقتصاد المفلس للنظام غارق في الفساد والسرقة.
وهکذا، علی الرغم من صرخات مدوية «الموت لخامنئي» في أکثر من 140 مدينة في البلاد والإيرانيين في جميع أنحاء العالم، قد أجبرت خامنئي علی الاعتراف غير المسبوق بالغضب والکراهية لدی المواطنين حيال نظامه وحيال شخصه بالذات، لکن في الوقت نفسه أظهر أن نظام ولاية الفقيه البالي لا يمکن اجراء مناورة حتی بقدر  عُشر نظام الشاه، وأي إصلاح واعتدال في هذا النظام أو دستوره هو سراب ومجرد وهم، وأدنی خطوة في هذا الأمر يقود النظام إلی السقوط. وفي نفس الخطاب حاول خامنئي أن يفلت کيان النظام وقال: «ان نظام إدارة البلاد ومبادئ الدستور يجب احترامها، يجب احترام الدستور. والثورة يجب صبها في هذا القالب. يجب احترام هذا القالب وکل مبادئ الدستور… الثورة تعني النظام الثوري وهذا النظام الإسلامي هو نظام الأمة والإمامة».
کما تشدق خامنئي بشکل مضحک بالسيادة الشعبية الدينية وحاول دجلا للتفکيک بين «التشکيلات البيروقراطية» وبين ما وصفه بالنظام الثوري الشعبي مدعيا بشکل سخيف أنه اذا «کان لدی الشعب انتقاد بخصوص موضوع… الا أنه يدافع بکل وسعه عن أصل النظام».
خامنئي في جزء آخر من کلمته، وخلافا لکل الحالات السابقة التي کان يتخذ الصمت والمهلة الأمريکية 120 يوما أشار الی الموضوع ، ولکنه کان مضطرا الی التبجح بالزوبعة في فنجان بخصوص استعراض مزيفة للقوة ضد أمريکا لمنع فقدان المزيد من عناصره ويشجع المهمومين في نظامه وکذلک يبرز دعمه للمفاوضات خلف الکواليس للأطراف المقابلة قال عبارة مزدوجة: « شاهدنا نتيجة اعتمادنا علی الخارج في قضية الاتفاق النووي واعتمادنا عليهم في المفاوضات النووية لم نحصل علی اي منفعة، وبطبيعة الحال فان المسؤولين کان لهم لحسن الحظ موقف جيد تجاه هذه القضية وان وزير الخارجية الذي ينبغي توجيه الشکر له، کان له موقف جيد جدا وقوي تجاه خبث الاميرکيين وازدواجية وضبابية الاوروبيين حيث ينبغي مواصلة هذا الطريق».
وهذا الکلام يحمل مغزاه، بينما ظريف وعناصر أخری من وزارة الخارجية منهمکون بالمحادثات الغربية خلال الأيام القليلة الماضية بشأن برنامج الصواريخ والسياسة الإقليمية للنظام.
وعقب تصريحات خامنئي، جعل ظريف المهمومين محبطين بالکامل بتصريحه: «مثلما قال سماحته (خامنئي) إنه يعرف کل ما قلنا في جلسات خاصة، وکذلک في العلن». (صحيفة تسنيم الحکومية 18 فبراير).
ومن الواضح أن تلک الاعترافات الغير مسبوقة  بالظلم والتحدث عن نقد نفسه، وکذلک هذا التأييد الواضح لتجرع کأس السم في مجال الصواريخ وسياسة النظام الاقليمية، التي وصفها بأنها «تراجع لانهاية له» وقال ان هذا المسار سينتهي إلی نفي النظام، کل هذه الحالات تأتي من نتائج انتفاضة الشعب الإيراني. تلک الانتفاضة التي تستمر وتظهر علاماتها کل يوم في أرجاء البلاد.

 


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة