الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومهل هناك مفر للنظام من السقوط؟

هل هناك مفر للنظام من السقوط؟

0Shares

كيف يكون مستقبل النظام؟! هذه الأيام يعتبر هذا السؤال، جوهر كل سؤال يطرحه كل واحد من المديرين والمسؤولين والكبار في النظام بمختلف العبارات والعناوين.

وبعد ما بات واضحا من خلال مختلف الأدلة والعلامات أن النظام يعيش مرحلة السقوط، تهلع كل العناصر المكونة سواء كانوا من أصحاب المراكز في الحكومة أو من يحلون هوامش الحكم أو أذيال النظام في الخارج ممن يتظاهرون بكونهم معارضين للنظام للحيلوله دون الإطاحة بهذا الحكم الحتمي للتأريخ أي إسقاط النظام عبر من يبذلونه من محاولات ومساع يائسة.

ومن بين هذه الجماعة المفزوعة والمتضجرة شخص يدعى مصطفى تاجزاده نائب وزير الداخلية في عهد خاتمي والذي كان خلال السنوات الأخيرة في الهوامش دون أن يصل نبأ عنه. وبدأ ينشط وبعد انتفاضة كانون الثاني/ يناير على وجه التحديد ساعيا ومن خلال إجراء مقابلات عديدة أو نشر لقطات فيديو في الفضاء المجازي إلى إنقاذ النظام من دوامة السقوط.

 

«القضية الرئيسية» على لسان ما يسمى بإصلاحي!

وفي أحدث فيديو له نشره في الإنترنت يرد تاجزاده على سؤال يقضي بأنه ما هي حلول يقترحها إصلاحي؟ يبدأ بحالتي اعتراف:

الاعتراف الأول هو أن ما يسمى بالإصلاحات التي كانت تتواصل لحد الآن لا تعود تجدي فائدة أي ولى عهدها.

والثاني هو أن الأزمات الشاملة الطاغية على النظام جعلت استمرار الظروف الراهنة أمرا مستحيلا!

ولم يكتف تاجزاده بطرح القضية بل حاول أن يشفق على بقية الركاب في سفينة ركبها نفسه ليقدم حلا بالأحرى مفرا من هذا المستنقع: «بناء على الظروف الراهنة، لا بد من اتخاذ قرارات صعبة … ويجب اتخاذها في أقرب وقت ممكن».

ويثير هذا الكلام شعورا بالارتياب لدى المستمع في الوهلة الأولى كأن هذا الشخص قدم حلا عمليا وجديدا لهروب نظامهم من المأزق. ويؤكد تاجزاده بكل صراحة: «لا تعود الإصلاحات التي أجريت في مجتمعنا تلبي متطلبات اليوم»! وليس هذا الكلام اكتشافا جديدا. كما يذعن هذه الأيام الإصلاحيون المزيفون وكذلك من يسمون بالأصوليين أنه لقد ولى عهدهم وعهد الزمرة المتنافسة.

ورغم المزاعم والإذعانات الإبتدائية الرامية إلى الإيحاء بكونهم معارضين، ليس ما يقدمونه من حلول إلا العلاج الكلامي تحت عنوان جلب ثقة المواطنين. وما يضيف على العلاج الكلامي لروحاني فقط هو تخويف المواطنين تجاه إذا ما قاموا بتغيير تركيبة النظام، فتتحول إيران إلى سوريا!

وهكذا من خلال الضرب على الطبول الفارغة والمتمزقة للإصلاحات يرفض تاجزاده مزاعمه القاضية بكونه معارضا بداية الفيديو. ويتشدق بالاجتماع مع المواطنين والتكلم معهم كأنه لم يسمع كلام المواطنين أو يتجاهله حيث صرخوا «أيها الإصلاحي، أيها الأصولي، انتهت لعبتكما»!

 

نهاية وهم الإصلاحات داخل النظام تترادف مع سقوط النظام!

وهنا تسقط ورقة التوت لنرى الجعبة الفارغة للعناصر التي ولى عهدها والتي تحاول بشكل غير محترف ترقيص الإصلاحات الميتة داخل النظام، وهو بمثابة تطابق نهاية سراب مع نهاية عهد نظام الملالي.

إن مشروع إشاعة الوهم بشأن إمكانية واحتمال إصلاح نظام ولاية الفقيه من الداخل من خلال الزمر الداخلية ليس مشروعا سياسيا وإنما مشروع أمني اعتمده نظام الملالي للحفاظ على بقائه. وهزيمة مني بها النظام في هذا المشروع الأمني ودق المسمار الأخير على تابوته بمثابة احدى المكاسب الناتجة عن انتفاضة كانون الثاني/ يناير. والآن ها هي عناصر النظام التي تقر وتذعن بأن هزيمة هذا المشروع تعني كسر قارورة عمر النظام وفي الحقيقة ليس من المعلوم «ما الذي يحدث في المستقبل بعد 6أشهر أو 9أشهر».

ويمكن استخلاص كل التصريحات لكلتا الزمرتين في جملة واحدة: لا مناص من السقوط!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة