الجمعة, مايو 17, 2024
الرئيسيةمقالاتلاحرب ولامفاوضات..ماذا إذن؟

لاحرب ولامفاوضات..ماذا إذن؟

0Shares

بقلم:محمد رحيم

 

الملف الايراني مع إتجاهه نحو المزيد من التوتر عبر المزيد من التصعيد من جانب القادة الايرانيين بشکل خاص، لکنه يتجه أيضا نحو غموض يراد منه التغطية على حالة العجز والخلل لدى الجانب الايراني للمواجهة مع الولايات المتحدة الامريکية، خصوصا وإنه وبرأي معظم الخبراء فإنه المواجهة مع أمريکا من جانب الايرانيين وبأية صورة کانت فإنها ليست في صالحهم لأن جميع الامور المتعلقة بهم غير مهيأة ومستعدة لذلك.

"الحرب لن تقع ولن نتفاوض وهذا ملخص الكلام الذي يجب أن يعرفه كل الشعب الإيراني"، هکذا لخص المرشد الاعلى الايراني الموقف مع الولايات المتحدة، وهو موقف يکتنفه الکثير من الغموض خصوصا عندما أشار بوضوح إن النظام الايراني بصدد خوض المواجهة ضد الداخل الايراني بدلا عن الامريکيين، عندما أضاف خلال کلمة له يوم الاثنين الماضي بأن"خبراء الاقتصاد والعديد من المسؤولين يعتقدون أن سبب هذه المشكلة ليس خارجيا بل هو داخلي. لا يعني ذلك أن لا تأثير للعقوبات، لكن العامل الرئيسي يكمن في كيفية تعاطينا معها"، ولهذا الکلام مدلول ومعنى خاص وملفت للنظر، حيث سبق للشعب الايراني أن ردد خلال الانتفاضة المندلعة منذ 28 ديسمبر/کانون الاول الماضي ولازالت مستمرة شعار"عدونا هنا وليس في أمريکا"، ويبدو إن النظام يريد أن يستفاد من الفرصة ويقوم بتحرکات يضرب بها على أکثر من صعيد.

التلميح للبدأ بمحاربة الفساد والتأکيد على إنه سبب مشاکل البلاد وإن العقوبات الامريکية وتدخلات النظام في بلدان المنطقة وصرف أموال الشعب الايراني على دعم أذرع النظام في المنطقة وکذلك على البرامج التسليحية، کل ذلك ليس له تأثير کما يبدو من کلام خامنئي، وهو کلام فيه الکثير من الخلط والتمويه والالتفاف والقفز على الحقائق وعلى دور الانتفاضة والحضور النوعي لمنظمة مجاهدي خلق فيها، خصوصا إدا ماعلمنا بأن تدخلات النظام فقط في سوريا قد کلفته لحد الان أکثر من 100 مليار دولار!

المرشد الاعلى کما يظهر يسعى لتکذيب الحقائق والوقائع ومجريات الامور والاحداث والتغطية على فشل وإخفاق النظام طوال العقود الاربعة المنصرمة من حکمه، کما إنه يسعى مرة أخرى وبصورة واضحة للعمل من أجل القضاء على الاحتجاجات بإتباع اسلوب الحديد والنار ولاسيما عندما ألمح بأن تعامل النظام مع ملف الفساد(المتورط به أبنائه بشکل خاص)،:" قد يتم تنفيذ بعض الإعدامات ، لكن البعض الآخر قد يتم سجنهم.. أنا كتبت في خطابي أن تكون المحاكمات منصفة ودقيقة"، وقطعا فإننا إذا ماتذکرنا کيف إن النظام قد قام بقتل وتصفية عدد من المنتفضين وإدعى بأنهم قد إنتحروا، فإننا يجب أن ننتظر مجازر وجرائم مروعة سوف يقوم النظام بإرتکابها ضد الشعب الايراني لکي ينجو بنفسه ويعبر الى الضفة الاخرى سالما حسبما يتصور لکن هيهات ذلك، فالصورة ليست کما يرسمها المرشد الاعلى وانما کما يراها الشعب الايراني والتي حددها في الشعار المعروف"سيد علي أخجل وغادر الحکم"، وإن کل الذي يقوله خامنئي ليس سوى نوع من الهروب الجديد للأمام!!

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة