الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانحذار من المعطيات الايرانية في الانتخابات العراقية

حذار من المعطيات الايرانية في الانتخابات العراقية

0Shares

بقلم:محمد حسين المياحي

 

 

الانتخابات العراقية القادمة في أيار، تعتبر ولانقول قد تعتبر، أهم قضية بالنسبة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وتمنحها الاولوية القصوی حاليا، ذلک إن فشلها فيه يعني التمهيد لهزيمة مشروعه في العراق وهو مايعني جعل المشروع مهددا بالهزيمة في بلدان أخری ليس لإيران نفوذ قوي فيه کما في العراق، ولهذا فإنه من المؤکد مضاعفة المساعي الايرانية بصورة إستثنائية من أجل ذلک، خصوصا وإن النظام الايراني يمکن أن يتصرف بطريقة المقامر الخاسر الذي لايهمه شئ.
الضربات السياسية التي تلقاها حيدر العبادي خلال الايرام السابقة خصوصا من خلال قضايا الاسقاط السياسي لمرشحيه، والتي يبدو أن مصادرها تتوضح رويدا رويدا، رافقتها حملات إعلامية ذات بعد نفسي توحي بصورة أو أخری علی إن حظوظ العبادي لولاية ثانية صارت بعيدة، وتزامنا مع ذلک، هناک أوساط إعلامية و سياسية تؤکد بأن الفائز، بمنصب رئيس الوزراء سيکون هادي العامري، رجل إيران القوي في العراق.
الحاجة الايرانية الماسة جدا لبقاء النفوذ في العراق تتعاظم في خضم إحتمال إلغاء الاتفاق النووي من جانب أمريکا وماسيعقبه من أحداث و تطورات لاتبدو إيران في موقف يساعدها علی التصدي لها بالصورة المطلوبة، خصوصا وإن النظام في طهران صار يعلم و يعي جيدا بأن نفوذه في المنطقة لم يعد مرحبا به وإن کل المؤشرات تشدد علی إن هناک عملية تقليم أظافر تنتظره تعيده الی حجمه الذي کان عليه قبل عهد أوباما.
عندما يعلق تحالف الفتح، بزعامة هادي العامري، يوم الاحد الماضي، علی التوقعات التي رشحت کل من رئيسي ائتلاف النصر حيدر العبادي وتحالف الفتح هادي العامري للتنافس علی منصب رئاسة الوزراء المقبلة، ويؤکد علی لسان القيادي في التحالف النائب عامر الفايز، بأن” کل المعطيات علی الارض تشير بان هادي العامري هو رئيس الوزراء القادم.”، فإنه يعبر عن رأي و موقف إيراني”حميم”من الانتخابات خصوصا وإنه وبحس أوساط سياسية مطلعة يعمل علی هندستها من خلف الکواليس، والواضح جدا إن النظام الايراني قد بلغ درجة من الضعف و التراجع سياسيا و أمنيا و إقتصاديا بحيث لايتحمل أبدا هزيمة سياسية بثقل هزيمة في العراق و تهميش نفوذه هناک.
تراجع الدور الايراني في سوريا و إنکماش الحوثيين علی أنفسهم و إضطرار طهران الی مدهم بأسلحة غير تقليدية، لو رافق ذلک هزيمة سياسية في العراق، فإنه و برأي المراقبين سيقوي من موقف منظمة مجاهدي خلق و آرائها و توجهاتها التي تطرحها بشأن أوضاع النظام و حتمية هزيمة مشروعه في المنطقة، ولاسيما وإن الشعب الايراني الذي صار مأخوذا بشعار المنظمة الذي يدعو لإسقاط النظام، قد يهب في إندلاعة جديدة للإنتفاضة، ولذلک فإن الذي يجب الحذر منه الی أبعد حد من الهندسة الايرانية للإنتخابات و التي تلعب الميليشيات التابعة لها في العراق دورا کبيرا فيه.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة