الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوم العتالون الكادحون ضحايا نظام الملالي

العتالون الكادحون ضحايا نظام الملالي

0Shares

خلال عاصفة من التغريدات احتجاجًا على مذبحة العتالين تحت شعار "يجب أن تتوقف مذبحة العتالين"، حوّل مستخدمو تويتر هاشتاج "لا تقتلوا العتالين"  إلى الترند الأول على مستوى إيران.

 

هذا وقد بدأت هذه العاصفة من التغريدات مساء يوم الأحد 2 أغسطس 2020، دعمًا للعتالين تحت شعار "يجب أن تتوقف مذبحة العتالين".

وهذا رد فعل لضمير الشعب الإيراني الجريح والغيرة التي يكنها جميع الإيرانيين تجاه القتل البربري القاسي للعتالين المضطهدين، كما أنه يعتبر شعارا للتعبير عن الغضب العارم والكراهية المتراكمة التي يكنها الإيرانيون لقتلة العتالين، أي الملالي الحاكمين وقوات حرسهم المجرمين في المجتمع.

حجم العمل بالعتالة مظهر لحجم الفقر والحرمان 

إن العمل بالعتالة ظاهرة حديثة نسبيًا وهي نتيجة مباشرة للفقر والبطالة التي تخنق جميع المواطنين في السنوات الأخيرة، ومن بينهم المواطنون الأكراد بشكل غير مسبوق. 

ويقدر عدد العتالين بما لا يقل عن 80,000 شخصًا. والجدير بالذكر أن هذا العدد في زيادة مطردة  كلما اشتد الفقر والجوع، على الرغم من الخطر الذي يترصد بهم في كل خطوة.

ونجد بين العتالين من لا يجوز على الإطلاق من وجهة النظر الإنسانية أن يعملوا في هذه المهنة الشاقة بدءًا من الأطفال والمراهقين في عمر 11 و 12 سنة وصولًا إلى المسنين ممن تتراوح أعمارهم بين 70 و 75 عامًا.

ولاحظنا في الآونة الأخيرة اتجاه المرأة على نحو متزايد إلى العمل في العتالة (وهذا أكبر عيب في حق المرأة من وجهة نظر المبادئ الإسلامية والإنسانية إذا كنا ندعي أننا مسلمون حقًا).

وهن نساء تُعلن أسر اضطررن إلى أن يحملن حمولات ثقيلة على أكتافهن ويقطعن العديد من الكيلومترات سيرًا على الاقدام عبر الصخور في الطرق الوعرة بين الجبال والوديان للحصول على لقمة العيش من أجل أبنائهن. ( فكيف لمن يدعي أنه أمير المؤمنين أن يعيش في قصور وهذا حال المرأة في أمته؟). 

ثم إن العتالين يحملون حمولة يصل وزنها إلى 100 كيلوجرام، ويقطعون العديد من الكيلومترات في حرارة الصيف والبرودة والثلوج والعواصف الثلجية شتاءً، وإذا وصلوا إلى وجهتهم أحياء سالمين، فإنهم يحصلون مقابل عملهم الشاق هذا على أموال لاتكفي سوى لشراء الخبز والبطاطس للعيش على الكفاف من أجل البقاء. ( فمن ذا الذي يصدق أن هذا يحدث في دولة منتجة للنفط؟).

 

وحريٌ بنا أن نعتبر العمل في العتالة أحد أخطر الوظائف في العالم، والفرق هو أنه إذا اعتبرنا أن الأعمال الأخرى مفعمة بالخطر، إلا أنها تدر على أصحابها عوائد مادية كبيرة، بيد أن الوضع في العتالة مختلف تمامًا، حيث أن حياة الإنسان هي ثمن الحصول على لقمة العيش. 

والجدير بالذكر أننا في هذه الأيام، قلما يمر يومًا لم نسمع فيه خبرًا عن إطلاق النار على مواطنينا الأكراد المضطهدين وقتلهم وسفك دمائهم. ففي غضون شهر مضى قُتل وأُصيب ما لا يقل عن 20 عتالًا، تم إطلاق النار المباشر على 80 في المائة منهم. ( أليست هذه هي النازية الملالية المتذرعة بالدين؟)

وبموجب إحصاء آخر موثوق به، قُتل وأُصيب ما لا يقل عن 249 عتالًا خلال العام الميلادي الماضي.

وبالإضافة إلى العتالين الذين فقدوا حياتهم جراء إطلاق النار المباشر من قبل قوات حرس نظام الملالي محترفي القسوة، يفقد عدد كبير من العتالين الذين يضطرون إلى اختيار طرق غير عادية وصعبة العبور للهروب بحمولاتهم الثقيلة من عيون ضباط الحكومة ورصاصهم؛ بسبب بعض الحوادث مثل الانهيارات الثلجية أو السقوط في الوديان، كما أن بعضهم يسير فوق الألغام التي خلفتها الحرب الإيرانية – العراقية ويفقدون حياتهم أو أطرافهم.

 

والجدير بالذكر أن الشعب الكردي نظم العديد من الاحتجاجات والإضرابات احتجاجًا على قتل العتالين المستضعفين العزل، وفي مثل هذه الاحتجاجات أحيانًا ما يتصدر قادة نظام الملالي المشهد لتهدئة الأوضاع ويتحدثون بحيلهم المعهودة ويذرفون دموع التماسيح لتضليل أبناء الوطن عن حقيقتهم الشريرة، بيد أنه لم يتغير شيء على أرض الواقع. ولم يستمر القتل البربري للعتالين فحسب، بل تم اعتقال من اعترضوا على قتل العتالين وحكم عليهم بالسجن والجلد بالسوط.

الحبس والجلد جزاء من يدافعون عن العتالين

 

ففي حالة من الحالات، حدثت في  24 يوليو 2020، حُكم على 10 أفراد من المواطنين المدافعين عن العتالين أمام أمانة عاصمة مدينة بانه في محافظة كردستان بالسجن بما مجموعه 30 شهرًا، و 250 جلدة بالسوط، ودفع غرامة مالية قدرها 250 مليون تومان نقدًا بتهمة المشاركة في تجمع احتجاجي في شهر سبتمبر 2017. 

 

والحقيقة هي أن الهدف الرئيسي لنظام الملالي من وراء قتل العتالين المضطهدين هو بث الرعب في المنطقة وفي قلوب أهالي كردستان المطحونين.

وبناء عليه، فإن قتل العتالين ليس حدثًا وليد الصدفة وعشوائي وأنه جاء نتيجة لإطلاق النار بواسطة هذا الحرسي أو ذاك، بل إنه جاء وفقًا لخطة وتخطيط الولي الفقيه للحفاظ على الأمن في المناطق الحدودية الحساسة في غرب البلاد.

وعلى نفس المنوال بالضبط، يتم أيضًا قتل المواطنين البلوش المضطهدين في المنطقة الحدودية في شرق البلاد برصاص قوات حرس نظام الملالي بتهمة نقل الوقود.  وحجة النظام الفاشي في ارتكاب جرائم القتل في هذه المنطقة هي التصدي لتهريب الوقود.

 

العتالون وناقلو الوقود ضحايا لأمن المرابين

ويأتي قتل ناقلي الوقود في وقت تُهرب فيه قوافل المئات والآلاف من الشاحنات ملايين الليترات من البنزين والغازولين يوميًا إلى أفغانستان وباكستان تحت سمع وبصر قوات حرس نظام الملالي.

فضلًا عن أن قوات حرس نظام الملالي وغيرهم من الزمر المافيوزية يقومون باستيراد أو في الحقيقة بتهريب جميع أنواع السلع من مصادرها الرسمية أو من خلال الأرصفة الخاصة بهم دون دفع أي رسوم جمركية. 

واستنادًا إلى اعتراف المصادر الرسمية في نظام الملالي، فإن حجم السلع المهربة يصل إلى 25 مليار دولار. 

وبناءً عليه، فإن الحقيقة هي أنه يتم قتل العتالين وفقًا للمهمة المحددة لقوات حرس نظام الملالي، وهي الحفاظ على نظام حكم الجلادين والمفترسين اللصوص والمرابين.

نعم، يُقتل العتالون حتى يتسنى للمرابين الذين نهبوا مليارات الدولارات من خزانة الدولة ومازالوا ينهبون التباهي واستعراض عضلاتهم بحرية وأمان. 

ولكن الآن، بعد أن اجتاحت عاصفة الاحتجاجات الفضاء الإلكتروني برمته في صورة تغريدات على تويتر تحت هاشتاج "لا تقتلوا العتالين" وكان لها دويها في جميع أنحاء العالم، دليل على أن شيئًا ما قد حدث في هذا الصدد وانتفض الإيرانيون على مستوى الحدث لمنع الجلادين من إعدام أبناء الوطن الثائرين ضد نظام الملالي الفاشي.

وانتفض الإيرانيون الآن أيضًا لقطع يد قوات حرس نظام الملالي المجرمين لمنعهم من قتل إخوانهم وأخواتهم المحرومين.

والجدير بالذكر أن الملالي وقوات حرس نظام الملالي يعلمون أنهم يجب عليهم أن يأخذوا هذا التحذير على محمل الجد، وإلا سيدفعون الثمن غاليًا جراء الاستمرار في ارتكاب جرائمهم. 

 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة