الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانلم تعد الأرض صالحة لزرعهم

لم تعد الأرض صالحة لزرعهم

0Shares

 بقلم:محمد رحيم


العقد الاخير للألفية الماضية و مايربو علی عقد و أکثر من نصف العقد من الالفية الجديدة، إزدهرت فيها وبشکل ملفت للنظر قضايا التطرف الديني و الارهاب حتی صارت ظاهرة تفرض نفسه علی الواقع بکل وضوح، قد برزت خلالها تنظيمات إرهابية بصورة ملفتة للنظر، لکن ومع إرتکاب هذه التنظيمات الارهابية المتطرفة لجرائم و مجازر بشعة و تماديها في ممارساتها اللاإنسانية و المعادية للإسلام نفسه، بالتزامن مع حملات توعية فکرية و سياسية مخلصة من أطراف متباينة، إضافة الی بدأ الحرب ضد الارهاب من جانب المجتمع الدولي، کل ذلک أدی الی تقلص و تراجع التطرف الديني و الارهاب من حالة الهجوم الشرس الی الدفاع السلبي بمعنويات منهارة.
عندما کان تنظيم داعش الارهابي و کذلک تنظيم القاعدة واقفان علی قدميهما و يرتکبان الجرائم و المجازر بإسم الاسلام و الاسلام برئ منهما، کان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في عز تألقه و يصدر منه التصريحات و المواقف الرنانة الطنانة، لکن مع دفع هذه التنظيمات الی الجحور و الکهوف و الصحاري، ومع بروز ظاهرة رفض الميليشيات الشيعيات المرتبطة بهذا النظام، فإن العالم کله يشهد تدهور أوضاعه و إنکماشه و إنطواءه علی نفسه و تزايد الرفض الشعبي ضده بحيث بلغ الذروة من خلال إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2018، التي قادتها منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام و التي تعتبر أيضا البديل السياسي القائم له، وقد ساءت أوضاع النظام الی الحد الذي باتت مختلف التحليلات و التوقعات تشير الی أن النظام قد لايتجاوز هذه السنة.
ضمور و تراجع الدور المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في إيران و المنطقة و العالم، تعود الی إفتضاح أمره و إنکشافه علی حقيقته، فلم تعد أفکاره و مبادئه رائجة کما کانت في سابق عهدها، کما إن معظم شعوب و بلدان المنطقة صارت تری في کل مايبدر عن هذا النظام کالنباتات الضارة السامة التي يجب إقتلاعها و عدم السماح بنموها.
بعو قرابة أربعة عقود من حکم بني علی أساس تصدير التطرف الديني و الارهاب و التدخلات في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة، يظهر بأن بضاعة هذا النظام بعد أن کسدت علی أکثر من صعيد، فإن الازمات و المشاکل الحادة بدأت تطفو علی السطح و مع تزايدها بشکل ملفت للنظر فإن النظام يقف في حالة من الوجوم و التخبط و عدم التوازن، خصوصا بعد أن دخلت منظمة مجاهدي خلق علی الخط و سيطرت علی الشارع الايراني و صارت رقما صعبا في تحريکه، ولذلک فإن هناک الکثير من المآسي و المصائب التي علی هذا النظام إنتظارها و التي ستساهم في التعجيل بنهايته الحتمية.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة