الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيفي ذکری الحرب السورية: کم عمُرُک يا محمد؟ عمري بعدد سنين الحرب...

في ذکری الحرب السورية: کم عمُرُک يا محمد؟ عمري بعدد سنين الحرب في وطني+ فيديو

0Shares
 
بقلم: سامية مبارکي
 
حين يُحسب عدد السنين بعدد المآسي والفظاعات. قد يحدث هذا بالنسبة لشخص بالغ لکن کيف لو کان المعنيّ طفلا لم ير من الدنيا شيئا. وذنبه الوحيد أنه وُلد في وطن مزقته الحروب وأصبح ساحة لصراع القوی الإقليمية والدولية.
سأل محمد الماغوط الکاتب والمسرحي السوري العظيم يوما سؤالا کان يعرف إجابته.
قال: “من سمع ضحکة عربية من القلب منذ بدء التاريخ؟ لا شيء غير القتل والنهب وسفک الدماء. لا أحد يفکر أن هناک طفولة يجب أن تنمو”.
بينما تطوي الحرب السورية سنتها السابعة وبعيدا عن دهاليز السياسة وکواليس الحسابات، ثمة حقيقة واحدة ثابتة وهي معاناة المدنيين الذين لا خيار أمامهم سوی الموت أو الإعاقة أو النزوح إن لم يکن الأمران معا.
في هذه الحرب، هناک أجيال کاملة ضاعت ولم تعرف إلا الحرب بکل ما تحمله من دمار وخراب ونزوح.
محمد من هؤلاء. عمره بعَدد سنين الحرب الأهلية في أرض الشام.
فقد رأی النور قبل سبع سنوات في مدينة تدمر. لم يکد يتم الشهرين من العمر عند بداية الأحداث في سوريا. وعندما بلغ الثالثة أصابت قذيفة منزله فبترت يده اليسری.
واستمرت المآسي بعد ذلک. وکأن الأمر لم يکن کافيا، استولی تنظيم داعش علی المنطقة حين کان محمد في سن الخامسة.
ولم تجد العائلة بدّا من الرحيل وحاولت أن تشتري سلامتها وسلامة أطفالها بأن دفعت لأحد المهربين مبلغا من المال لقاء النزوح إلی لبنان. منذ ذلک الوقت انضمت العائلة لملايين اللاجئين السوريين المتواجدين في لبنان.
محمد لم يحمل معه من وطنه الأم غير يد مبتورة ومشکلات في السمع والنطق أيضا.
وعن الإصابة يروي السيد حسين ابراهيم والد محمد کيف تعذّر نقلُ صغيره إلی المستشفی بسبب القصف. لم يکن هناک بُدّ من بتْر يده.
في لبنان، يتردد محمد علی مدرسة خاصة بالصمّ. ذلک المشوار اليومي الذي يُدخل بعض الفرحة علی نفس الصبي فيقول إنه يحب المدرسة لأن فيها يتعلم العربية والانجليزية والرياضيات.
تقول معلمته: إن محمد تلميذ ذکي ويتعلم بسرعة. فهو يحاول أن يرتب الحروف لترکيب الکلمات وهو فخور جدا بهذا الإنجاز.
حماس الطفل عبّر عنه الوالد بقوله: حين يعود محمد المدرسة. لا يحب حتی تناول الغداء. بمجرد أن ينزع حذاءه يبدأ فورا في تأدية الواجب المدرسي”.
ورغم قتامة الماضي القريب وضبابية المستقبل يقول الوالد إنه ليس قلقا علی مستقبل محمد لأنه يبذل کل ما في وسعه لإسعاده وأن الأمور تسير بإيجابية.
يقول محمد إنه يحب رسم الفراشات علّه يهرب بعيدا من جحيم الحرب والدمار إلی أفق أنقی وأکثر هدوءا حيث لا حرب ولا دماء ولا أياد مبتورة.
ومع فراشات محمد التي تطير، ومثلما بدأنا بالماغوط فإننا نختم به أيضا ونستذکر دعاءه حين قال:
“يا رب امنحني أرجل العنکبوت لأتعلق أنا وکل أطفال الشرق بسقف الوطن حتی تمر هذه المرحلة”.
فعساها تکون قريبة!
نقلا عن يورونيوز عربي
 
 
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة