السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتوضع رؤية مستقبلية لإيران في المؤتمر العالمي للمقاومة الإيرانية

وضع رؤية مستقبلية لإيران في المؤتمر العالمي للمقاومة الإيرانية

0Shares

لقد كان للمؤتمر والحشد الدوليين للمقاومة الايرانية خلال ايامها الثلاثة الحاشدة من الصدى والتأثير ما يثلج قلوب الاحرار وقد شهد العالم كله ذلك وأذعن له بعد أن جلت الغمائم عن الكثير وبُينت لهم الحقائق من خلال المقاومة وابنائها.

وكان لهذا المؤتمر الموسع ولهذا الحشد الحر الكثير من النتائج والإنجازات العظيمة التي يمكن أن تكون نقطة ارتكاز وانطلاقة لفصل جديد من النضال لتحديد المصير وتحقيقه وإنقاذ ايران من نظام الملالي الغاصبين، والمهم الان بعد نهاية الايام الثلاثة للمؤتمر هو نتاج وثمرة تلك النهضة الكبيرة أي الحصاد والقدرات التي تمخضت عنها المؤتمر كأسس يمكننا من خلالها أن ننطلق في مسيرتنا لاجل انقاذ ايران وشعبنا.

 لقد كانت القدرة على عقد مؤتمر نوعي فريد بهذا الحجم وادارة هذه الحشود العائلة بنجاح، وربط المؤتمر من الناحية الفنية مع 50 الف نقطة في ايران والعالم بسلاسة وتناسق وانسيابية وتعاون وأداء دقيق متفان، وإحساس عال بالمسئولية الجماعية.

كل ذلك كان عملا واداءا طبيعيا تلقائيا للمقاومة و مجاهدي خلق كمؤسسة مبنية على النظام والكفاءة والاقتدار والتفاني، لكن المراقب الدقيق للموقف العارف بأمور السياسة سواء كان عدوا أو صديق يدرك على الفور أن هذه قدرات دولة مؤسساتية كبيرة أو أكبر.

وأن هذه القمة تستعرض قدرات الطرف المنظم لها وهي قدرات أكبر من حكومة ظل، فبعض الخبراء والمختصين يرون أن إقامة مؤتمرات نوعية بهذا الحجم وبهذه الكفاءة وبهذا الارتياح وبهذه النتائج أمر يصعب على بعض الدول الكبيرة.

   ويأتي عقد مؤتمر الـ 2021 كاجابة لقضية اليوم وايجاد وتبيان حلولا واقعية تتماشى مع التشخيص السياسي والاجتماعي لمستقبل ايران.  

   تلقتي ألف شخصية سياسية وحقوقية عالمية من معظم دول العالم في تضامن منقطع النظير وتوافق في الرأي والرؤية ممثلين لجزء كبير من وجهات النظر العالمية بخصوص ضرورة إحقاق حقوق الإنسان في إيران، والدعوى الى محاكمة جلادي سنة 1988 وتدويل مجزرة سنة 1988 والاعتراف بها دوليا وبشكل رسمي كجريمة ابادة جماعية، والاعتراف رسميا بحق النضال من أجل إسقاط نظام الملالي.

    كان هناك قاسما مشتركا في كل يوم من ايام مؤتمر 2021 حول إنتهاء مرحلة دامت لاكثر من ثلاثة عقود تحت عنوان وإدعاء الاصلاح والاصلاحيين، وبنهايتها الفاشلة وسقوط الاقنعة تسقط سياسات المهادنة ومحاولة ارضاء الغرب للملالي، ومع تعيين الجزار ابراهيم رئيسي كرئيس لجمهورية الملالي تنتهي اسطورة الاصلاح والاصلاحيين ويصبح لزاما على الغرب والعالم التمركز حول دعم انتفاضة واحتجاجاته واسناد المقاومة الايرانية.

  تأتي جميع المحاور التي احصيناها اعلاه في المؤتمر العالمي للمقاومة 2021 من اجل ايران حرة كجواب ايجابي يؤكد على وجود مقاومة منظمة ومقتدرة مقارنة بنظام الملالي السلبي المرفوض الذي تم رفضه ومقاطعته وتعريفه حالا وقدرا في مسرحية انتخابات 18 يونيو 2021 ولقد كان المؤتمر تشخيصا واضحا وجليا لقوتين ( قوة لا شرعية مغتصبة قمعية اجرامية متطرفة وعدوانية ،وقد اسقط الشعب شرعيتها وشهد العالم كله على تاريخها وهي القوة الممثلة لنظام الولي الفقيه) وقوة اخرى شرعية بتاريخها وفكرها واطروحاتها ويؤازرها شعبها وكل دول العالم الحر، وقد شهد العالم على شرعيتها طويلا وخاصة هذا المؤتمر وهي القوة المتمثلة في المقاومة والشعب الايرانيين.

تألق الاستقلال السياسي

   كان الاستقلال السياسي احد السمات البارزة لهذا المؤتمر، فبدون الاستقلال السياسي ومبدأ الاعتماد على الذات ما كان لهذا المؤتمر أن تُعقد  كتحفة متكالمة الابعاد، ولا يمكن أغفال أهمية الاستقلال السياسي كمبدأ أساسي هام خاصة بالنسبة للمشاركين في هذا المؤتمر باوراقهم ورؤاهم السياسية والقانونية والثقافية الذين يأخذون مسالة الاستقلالية والمصداقية والتاريخ النضالي بعين الاعتبار.

إبراز مؤشرات البديل السياسي

 وجه آخر بارز في مؤتمر الثلاثة ايام هذه يأتي جوابا على تساؤل مطروح " هل يوجد بديل لنظام ولاية الفقيه، وهل من سمات هذا المؤتمر أن يكون لديه البديل ؟

من باب المنطق وعلى نحو دقيق يجب معرفة سمات البديل قبل معرفة من هو البديل او من يكون، فما هي سمات البديل ؟ من المسلم به في الامور السياسية وموازين القوى بين سلطة وتيار معارض لها أن يكون لكل بديل خواصه وثوابته المعرفة له والتي يستند عليها في رفضه ومعارضه ومنها ما يلي :

  • إمتلاك برنامج مدروس ودقيق ومدون يعبر عن المبادىء والاهداف والرؤى والاولويات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها من أمور الدولة والمجتمع.
  • وجود تشكيل وجهة تنفيذية قادرة على تنفيذ وتحقيق مواد البرنامج.
  • امتلاك شرعية النضال والثبات والاستمرار في مراحل المواجهة التاريخية أمام دكتاتوريين.
  • المصداقية داخليا وعالميا.

   لقد كان مؤتمر هذا العام اختبارا ومحكا مباشرا مع المحاور الاربعة اعلاه فكانت خير معبر وخير دليل على اكتمال ونضج السمات، ولو قُدر للالف شخصية المشاركة وكان بامكانهم جميعا ابداء أرائهم ووجهات نظرهم كاملة حول تاريخ المقاومة، ومؤسساتها وفصائلها، وشرعية نضالها، وبرنامجها وميثاقها ورؤيتها المستقبلية لايران لبنوا أفضل واكبر تصور يُعرف البديل الفعلي لنظام الملالي.

وعند التشخيص والتدقيق في المشهد السياسي الايراني الفعلي فلن تجد قوة أخرى بنفس سمات البديل هذه، ومن ناحية أخرى فإن إجبارك لخصمك من خلال وجودك الفاعل المقتدر والؤثر على الإقرار بك كعنوان لمعارضته والخشية منك كبديل له لهو خير دليل عليك كبديل، وهذا هو الحال القائم بين نظام الولي الفقيه وعملائه وجهازه الدعائي الذي اقر وأكد وبشكل مستمر على إشارته الى مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية كبديل معارض.

ضرورة تطوير الظروف الذهنية والموضوعية

 وجه آخر بارز ينتج عن المؤتمر كاستجابة للظروف الموضوعية للانتفاضة والثورة في ايران، تثبت الظروف الموضوعية أن خامنئي نفسه ومجلسه الرجعي قد خرجوا خروجا فجا عندما عينوا ابراهيم رئيسي وجاءوا به الى رأس السلطة كردة فعل ليواجهوا به الظروف الموضوعية للثورة والانتفاضة من أجل الحفاظ على نظام الولي الفقيه.

 لذلك فإن توفر وتطوير (الظروف الذهنية) التي تشمل الدور الايجابي للقيادة والتنظيم وقد توفر ذلك في قمة هذه السنة التي كانت معبرة عن أسمى وأرشد حالات التوافق الذهني.

   إن المانع الاجتماعي لعدم تحقق هذه الظروف هو السعي الدؤوب بلا هوادة للجهاز الدعائي لوزارة مخابرات الملالي كي لا يسمحوا بتوفر وانتشار الشروط الذهنية في المجتمع من خلال نشر الاكاذيب والافتراءات وإثارة الشكوك حول المقاومة الايراينة بالاضافة الى برامج تغييب الوعي واخفاء الحقائق واللعب على مشاعر المواطنين وزجهم في العديد من متاهات الحياة اليومية.

وعلى هذا الاساس فان تحقق الظروف الذهنية يقوم على توافر الظروف الموضوعية وفهمها والتفاعل معها، فمن خلال توافر الظروف الموضوعية تنتقل المعركة والمواجهة الى الشارع ومن خلال توافر الظروف الذهنية المرتكزة على الظروف الموضوعية يمكن إدامة المعركة بثبات يؤدي الى النصر.

وهذه هي الرسالة التي يجب نشرها والتعريف بها وتعزيز جبهتها والترويج لها على نحو واسع لكي تكون الركيزة الاساسية في المواجهة ضد نظام الملالي، ولتكن هذه الرسالة من الفرضيات الاساسية التي يجب القيام بها بعد إنتهاء مؤتمر الايام الثلاثة.

ذات صلة:

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة