الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتالنظام الإيراني و انشاء ”وزارة الثقافة رقم 2”

النظام الإيراني و انشاء ”وزارة الثقافة رقم 2”

0Shares

ليس هناك من صراع فريد من نوعه ومميز من مختلف جوانبه في العالم کله کذلك الصراع المصيري بين منظمة مجاهدي خلق وبين نظام ولاية الفقيه الحاکم في طهران، والذي شهد ويشهد فصولا غريبة من نوعها لايمکن أن نجد مثيلا لها في أي بلد آخر، خصوصا وإن هذا الصراع بين طرفين أحدهما يمثل التأريخ والتقدم والحضارة والقيم الانسانية والتعايش السلمي والحرية في يمثل الاخر حالة منعزلة عن المجرى والمسار الاعتيادي للتأريخ وسعي غير عادي من أجل إعادة عقارب الساعة الى الوراء وجعل الشعب الايراني يعيش في ظل ظروف وأوضاع لامثيل لها إلا في القرون الوسطى، حيث رفض التعايش السلمي ورفض قيم الحرية والديمقراطية ورفض لائحة حقوق الانسان برمتها!

إعلان عباس صالحي،  وزير مايسمى بوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، للنظام عن إنشاء وزارة مشابهة يطلق عليها "وزارة الثقافة رقم 2"، مهمتها مراقبة الفضاء الإلكتروني، والإنترنت، ومواقع وشبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعي. هو بمثابة إعلان جديد عن فتح ميدان وساحة أخرى للمواجهة والصراع ضد مجاهدي خلق والسعي من أجل تحديد دورها وتأثيرها على الشعب الايراني ويبدو إن هذا النظام الذي يعيش ويستمر بعقلية ومنطق القرون الوسطى، يتصور بأن سيطرته على الفضاء الالکتروني سيتيح له القضاء المبرم على أفکار ومبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي تدعو لها مجاهدي خلق، وهو تصور ليس خاطئ وإنما حتى مثير للسخرەة والاستهزاء، إذ أن مجاهدي خلق وجيش التحرير الوطني الايراني والاشرفيون لم ينطلقوا من الفضاء الالکتروني وإنما نبتوا کأشجار الصنوبر والسرو والنخيل الباسقة من أعماق تراب إيران ومن أعماق قلوب وضمائر الشعب الايراني.

مناضلوا ومناضلات مجاهدي خلق الذين أثبتوا کفائتهم وقدراتهم الفذة وغير العادية لکونهم عناصر مثقفة وواعية تتعامل مع الواقع بلغة ومنطق العصر، فإنهم شکلوا أکبر عقدة للنظام الايراني وجعلوه يعيش في هاجس وکابوس ماسيقدمون عليه في الخطوة التالية خصوصا وإن مجاهدي خلق قد کانت دائما سباقة لإيجاد طرق واساليب جديدة في النضال ضد الفاشية الدينية الحاکمة ونجاحها في جعل النظام يصاب بحالة من الهستيريا وفقدان الصواب من جراء التأثيرات الکبيرة على أوضاعه وظروفه.

نظام الملالي الذي قام برصد مبالغ طائلة من أجل شن حملة جنونية ضد مجاهدي خلق بحيث شملت کل مايمت للمنظمة بصلة، ووصل الامر الى حد جعل سفاراته مراکز وأوکار مخابراتية من أجل مکافحة مجاهدي خلق والقضاء عليهم وإن أعوام 2018 و2019، خير شاهدة على ذلك، لکن الذي أصاب النظام بالجنون هو إن کل مايفعله النظام بهذا الصدد لايٶثر شروى نقير على المنظمة، ولم يبقى أمام نظام الملالي سوى أن يعلن عن تشکيل وزارة تحت إسم"وزارة مکافة مجاهدي خلق وإبادتهم"!!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة