الأربعاء, مايو 1, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالنساء العاملات مظلومات ولکن مصممات علی التغيير

النساء العاملات مظلومات ولکن مصممات علی التغيير

0Shares

بقلم: هدی مرشدي
 
بينما نحتفل باليوم العالمي للعمال دعونا ننظر نظرة ولو عابرة علی حالة هذه القوة العظيمة والکادحة التي أضنت فيها النسوة العاملات في إيران تحت سلطة الملالي المعادية للنساء جسمهن وروحهن وفکرهن وأنفسهن في العمل المضني في الماضي. هؤلاء النسوة الکادحات اللواتي يوما بعد يوم عشن في ظروف أسوأ من الاعوام السابقة ولکن عيونهن کانت تترقب تحسن أحوالهن وظروفهن.
الظروف التي ترافقت مع تزايد الفقر اليومي، الاستغلال، الرواتب المتأخرة، الحرمان من التامين والعلاج و أصعب الظروف التي يمکن أن يلاقيها العامل. الحالة المؤسفة للنساء العاملات في إيران في ظل حکم الملالي ترجع إلی عامل مزدوج ألا وهو أنه تم تحويل النسوة العاملات رسميا إلی عبيد حيث يمضين ساعات طويلة في العمل وبأجور زهيدة جدا
وکل عام تتجه أحوالهن وظروفهن نحو التراجع والسواد. في إيران، ازاء کل 531 رجل، لا تستطيع سوی امرأة واحدة العمل في سوق العمل. وفقاً لتقديرات منظمة العمل الدولية (ILO) والبنک الدولي، فإن نسبة المشارکة الاقتصادية للنساء بالمقارنة بالرجال في إيران تبلغ 22.2٪ فقط. وإيران متخلفة بفاصلة کبيرة عن بقية اقتصادات المنطقة.
حسن طائی مستشار سوق العمل ووزير التعاون والعمل والرعاية الاجتماعية تحدث في سبتمبر /٢٠١٧ عن هذا حيث قال: النسوة العاملات يحصلن علی ٧٧ بالمئة من اجور الرجال ومن هنا فهن متراجعات بـ ١٠ سنوات عن زملائهن الذکور.
وأيضا وفقا لمدير عام إدارة شؤون المرأة والأسرة في رئاسة الجمهورية في يناير / ٢٠١٧ قال: معدل المشارکة الاقتصادية للنساء في السعودية هو ٢٢.٥ % وفي ترکيا ٤٢.٥% وفي لبنان ٣٣.٦ % وفي مصر ٣٠.١ %. اما النساء الإيرانيات بمعدل ١٧ % حيث يقبعون في أسوأ مرتبة في المنطقة.
و مع القرارات التي وافقت عليها الحکومة حتی في زمن الاصلاحات علی حسب قوله. فان معظم النساء في إيران کن يعملن في أعمال منزلية وکن يعملن في محلات وورش صغيرة لا تحتوي أي نوع من أنواع التنظيم لهن ولا تنطوي علی أي نوع من انواع السيطرة والأمان.
في العام الماضي فقط فقدت أکثر من ٥٠٠ امرأة عاملة الوعي في المصانع المنتجة للثياب اثناء العمل. وحسب قول العمال فان التعب والجوع وعدم وجود انابيب تهوية سببا انخفاضا في الضغط وبالنتيحة ادی إلی فقدان الوعي.
المسئلة الاخری المهمة هي الاجور غير المتساوية.
في الوقت الحالي نسبة اجور النساء إلی نسبة اجور الرجال تعادل الثلث في افضل الحالات تعادل الثلثين.
فوائد العمل، التامين والعلاج وحق التامين العمالي والتقاعد أحد الحقوق التي يتم تجاهلها بالنسبة لقسم کبير من النساء العاملات والتي تظهر وضع النساء العاملات في مراتب أسوأ بکثير قياسا إلی الرجال العاملين.
المادة ٧٥ من قانون العمل النظام الإيراني تقول: “انجاز الاعمال الخطرة والصعبة والمؤذية وايضا عتل الاحمال التي تتجاوز الحد القانوني المجاز باليد وبدون استخدام ادوات ميکانيکية بالنسبة للنساء العاملات يعتبر أمرا ممنوعا”
ومع ذلک، ونظرا لأزمة العمالة الشديدة وارتفاع معدل البطالة، يتعين علی النساء أن يواجهن أعمالا شاقة وضارة.
النساء الإيرانيات يعملن في افران صناعة الطوب والمناجم والانفاق، في المسالخ وفي محلات الحدادة باجور اقل من ثلث الاجر العادي علی الاقل. وهن محرومات من التامين والتقاعد والاجازات والفوائد ايضا.
واليــــــــــــــــــوم …
النضال من اجل الحصول علی الحد الاقل من متطلبات المعيشة بالنسبة للنساء العاملات تحول إلی مواجهة يومية مع النظام الحاکم.
النساء العاملات يفقن جنبا إلی جنب مع النساء المعارضات مثل المعلم والمدرس والطبيب والممرض و.. وإلی ما ذلک من الناقمين علی ظلم حکومة ولاية الفقيه المعادية للنساء وهن مصممات أيضا للوصول إلی حريتهن وحقوقهن المشروعة والوصول إلی الشوارع والمؤسسات الحکومية عوضا عن البقاء في منازلهن والاستکانة للسکوت والخنوع.
ولقد شهدنا الحضور الواسع للنساء الثائرات في مظاهرات الاشهر الماضية في مختلف المدن الإيرانية. حيث علت أصواتهن ورددن في کل مکان شعارات سقوط نظام الجهل والتخلف، أي نظام ولاية الفقيه الاجرامي وهناک في نفس المکان کانت النسوة الإيرانيات المضطهدات في المقدمة.
النساء الإيرانيات الثائرات صحن بارادة قوية جدا ضد نظام اللصوصية الفاسد والمعادي للشعب الإيراني وعقدن العزم علی احداث التحول والتغيير في المجتمع. التحول والتغيير الحقيقي من الدکتاتورية الی الحرية والمساواة يعتمد علی رموز ونماذج في صفوف النساء الرائدات في منظمتهن المفضلة والمحببة لديهن «منظمة مجاهدي خلق الإيرانية» التي ضحت بکل ما تملک في العقود الثلاث الماضية من أجل حرية بلادها من نير وظلم دکتاتورية ولاية الفقيه الحاکمة وبذلت الغالي والنفيس في سبيل نيل الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية.
هؤلاء النسوة هن صوت الحرية وقوة التغيير القادمة في إيران الغد.


*کاتبة ايرانية


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة