الأربعاء, مايو 8, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانيجب علی الولايات المتحدة وأوروبا إقناع کل منهما الآخر بمتابعة الأهداف الصحيحة...

يجب علی الولايات المتحدة وأوروبا إقناع کل منهما الآخر بمتابعة الأهداف الصحيحة في إيران

0Shares
نشر موقع ديلي کالر مقالا في 30 ابريل 2018 بقلم وليد فارس تحت عنوان «يجب علی الولايات المتحدة وأوروبا إقناع کل منهما الآخر بمتابعة الأهداف الصحيحة في إيران» وفيما يلي نصه:
 
 أجری الرئيس الفرنسي إيمانويل ماکرون محادثات مع نظيره الأمريکي في واشنطن الأسبوع الماضي.  وتبعته المستشارة الألمانية أنجيلا ميرکل في الوقت الذي يقوم فيه الأوروبيون بجهد أخير لإقناع الرئيس ترامب بالتراجع عن انسحابه المحتمل من الاتفاق النووي الإيراني.
ليس من المستغرب أن العالم يراقب عن کثب هذه المسألة مع اقتراب الموعد النهائي، 12 مايو. ولکن ينبغي أن نشعر بقلق عميق إذا کان مشهد الملف النووي يصرف الانتباه عن الاهتمامات الأوسع المتعلقة بسلوک إيران في المنطقة وحول العالم. هذا أمر من الواضح أن کلا من ماکرون وترامب قد أخذاه علی محمل الجد خلال فترة ولايتهما.
بعبارة أخری، ينبغي لنا جميعًا أن نأمل في أن يتصدی القادة الغربيون للأنشطة الإيرانية التي تهدد العالم ليس فقط بعد خمس أو عشر سنوات من الآن، بل في الوقت الحالي.
ومن بين القادة الأوروبيين، يلفت ماکرون الانتباه إلی الحاجة إلی فرض قيود علی برنامج إيران للصواريخ البالستية، الأمر الذي يسهم في عدم الاستقرار الإقليمي. کما کان ماکرون صريحاً أيضاً حول الخطر الذي يشکله النظام الإيراني في سوريا، حيث أنه أکثر مؤيدي بشار الأسد وفاءً له ولعنفه الجماعي ضد الشعب السوري.
وتجدر الإشارة إلی أن کراهية ترامب للاتفاق النووي والتزام ماکرون بمواجهة النفوذ الإيراني في سوريا تستند بوضوح إلی الفهم الصحيح المشترک لهما بخصوص الجمهورية الإسلامية. بمعنی، يبدو أن کلا الرجلين يدرکان أن سلوک إيران لن يتغير بأي طريقة مجدية إلا وأن يتم تغيير الحکومة. لذا، لابد أن تحد المفاوضات النووية من قدرة الحکومة الحالية علی تطوير أکثر الأسلحة تدميراً، فإن القضية النووية لن تحل تماماً أبداً طالما استمرت الحکومة في وضع سياسة للأمة الإيرانية.
وفي الوقت نفسه، فإن استمرار التعنت الإيراني الإقليمي يخدم في حماية النظام الکهنوتي، الذي يکمل طموحاته النووية الحربية. وعلی النقيض من ذلک، فإن الجهود المتعددة الأطراف لإخراج إيران من سوريا ومناطق الصراع الإقليمية الأخری ستضعف النظام وتجبره علی مواجهة المشاکل الداخلية، والتي تشمل السکان المضطهدين وحرکة الاحتجاج التي ربما تشکل تحديًا أکبر للنظام مما کان يواجهه من قبل.
وتمثل الانتفاضة الإيرانية المحلية أهمية خاصة لماکرون في ضوء حقيقة أن الرئيس الإيراني حسن روحاني اتصل به في 2 يناير / کانون الثاني وحث الحکومة الفرنسية علی قمع حرکة المعارضة الإيرانية الرئيسية، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (MEK) ، التي لها وجود في فرنسا، وأفادت التقارير أنها لعبت دورا مهما في انتشار الاحتجاجات المناهضة للحکومة الإيرانية في الأشهر الأخيرة.
بعد أسبوع من هذا النداء، ألقی المرشد الأعلی علي خامنئي باللوم بوضوح علی منظمة مجاهدي خلق ، بسبب التخطيط والشروع في الاحتجاجات التي امتدت علی کل مدينة إيرانية کبری في ديسمبر ويناير، مما أدی إلی دعوات واضحة لتغيير النظام.
رفض ماکرون بشکل طبيعي طلب روحاني، وهذا يشير إلی أرضية مشترکة بين الرؤساء الفرنسيين والأمريکيين وهم يعملون معاً علی رسم المسار المستقبلي للسياسة الغربية تجاه إيران.
إن العقوبات المتعددة الأطراف هي الخيار الأول والأکثر طبيعية لدعم هذه الأصوات وتعزيزها، خاصة وأنهم يواصلون الکلام بصوت عال في شوارع مدن مثل أصفهان وکازرون والأهواز، حيث اشتبک المحتجون مؤخراً مع قوات الأمن حتی بعد ثلاثة أشهر من قمع انتفاضة يناير بعنف. وبأدواتها الجماعية من الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية ، تتقاسم الولايات المتحدة وأوروبا مسؤولية للحفاظ علی ترکيز الاهتمام الدولي علی انتهاکات حقوق الإنسان التي غالباً ما تواجه مثل هذه الاحتجاجات، ولمحاسبة مرتکبي هذه الانتهاکات.
والآن أکثر من أي وقت مضی، يتعين علی القادة الأمريکيين والأوروبيين وضع خطة عمل. اقترح العديد من الخبراء في الشرق الأوسط أن الانتفاضة التي بدأها الشعب الإيراني قد تعود قريبا.
في شهر آذار / مارس ، بمناسبة الاحتفال بالسنة الإيرانية الجديدة النوروز، ألقت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي خطابًا حثت فيه المجتمعات الناشطة الإيرانية علی تحويل العام إلی “سنة مليئة بالانتفاضات”. أن هذا التقدم يجري بالفعل لتحقيق هذا الهدف، الذي توقعت رجوي أن يؤدي إلی تحقيق النصر المطلق علی النظام الديني البغيض علی نطاق واسع.
عندما يتحقق هذا النصر، وعندها فقط ، ستحل قضية طموحات طهران النووية نهائيا. هذا شيء يجب علی الأوروبيين أن يضعوه في حسبانهم رغم أنهم قلقون من مستقبل الاتفاقية النووية. ولکن في الوقت نفسه، يجب تشجيع إدارة ترامب علی الاعتراف بأن فک الارتباط الکامل من الشرق الأوسط في مواجهة إمبريالية النظام الإيراني لن يؤدي إلا إلی تقوية النظام وتخفيف التهديد الذي يواجهه في هذه اللحظة.
بهذا المعنی، من الواضح أن إدارة ترامب ونظرائها الأوروبيين لديهم دروس مهمة للتعلم من بعضهم البعض.

 

 
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة