بقلم:سلمى مجيد الخالدي
مع مرور 8 أشهر على إنتفاضة ديسمبر/کانون الاول 2017، فإن الاحتجاجات الشعبية لاتزال مستمرة دونما توقف في مختلف أنحاء إيران، والذي يصيب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالرعب ويجعله في حالة من الهلع، إن منظمة مجاهدي خلق ومن خلال نشاطات وتحرکات معاقل الانتفاضة تقوم بکل مامن شأنه إستمرار الانتفاضة وعدم توقفها ضد النظام.
معاقل الانتفاضة التي تعتبر نمطا وطريقة جديدة في النضال ضد النظام وعدم السماح له بإلتقاط أنفاسه، أثبتت وتثبت دورها ببراعة بهذا الصدد وفي مختلف المدن الايرانية ولاسيما الرئيسية منها، وإن کتابة الشعارات المعادية للنظام ولصق بوسترات لصور السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية وشهداء مجزرة صيف عام 1988 وخلال الايام الاخيرة في خضم الاستعدادات الجارية لإحياء الذکرى ال30 لمجزرة 1988 التي تصادف في الشهر الجاري فقد قامت إحدى معاقل الانتفاضة في طهران بوسترات لصور مريم رجوي في شارع آزادي بطهران تم فيها إحياء ذكرى 30ألف سجين سياسي أعدموا في المجزرة الجماعية تجديدا للعهد مع هؤلاء الشهداء الأبطال.
ومع إن الاجهزة الامنية للنظام تواصل نشاطاتها القمعية دونما توقف وتراقب عن کثب کل التحرکات الشعبية غير إن معاقل الانتفاضة ومن خلال طرقها وأساليبها الاستثنائية، تجعل الاجهزة الامنية للنظام تبدو دائما غبية وتنال منها بأن تحقق أهدافها ومراميها رغما عنها.
فشل وعجز النظام وأجهزته الامنية عن قمع الاحتجاجات ونشاطات معاقل الانتفاضة وإخمادها کما فعلت مع إنتفاضة عام 2009، يدل على إن الاحتجاجات الحالية ونشاطات معاقل الانتفاضة والتي جميعها إمتداد لإنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، هي حالة خاصة وإستثنائية لايمکن أبدا للنظام السيطرة عليها وقمعها فقد تم الخلط والمزج بين غضب الشعب وسخطه من النظام والرغبة في التخلص منه وبين القيادة والاشراف والتوجيه من جانب منظمة مجاهدي خلق، وهو مايجعل النظام في حيرة من أمره ولايعرف کيف يتصرف.
معاقل الانتفاضة ومن خلال إستمرار نشاطاتها وتحرکاتها الثورية الظافرة وإصرارها على المضي قدما للأمام ومواصلة النضال في الدرب الذي إختارته بقناعة وإيمان کاملين لايمکن أن تحيد عنه أبدا مهما کلف الامر ومهما بلغت الصعاب والتضحيات، فإن ذلك أکبر دليل على إنها تواصل وبحزم وعزم مسيرة النصر الکبير بإسقاط النظام في نهاية المطاف.
