الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومتسونامي اسقاط النظام الايراني علی الأبواب

تسونامي اسقاط النظام الايراني علی الأبواب

0Shares


يحذر هذه الأيام عدد من العناصر ووسائل الإعلام الرئيسية للنظام من ارتفاع نبرة الانتفاضة الشعبية وتسونامي إسقاط نظام الملالي.
وکتب صادق ملکي خبير أقدم في وزارة الخارجية للنظام في موقع الدبلوماسية الإيرانية فيما يتعلق بالانتفاضة الشعبية يقول:
ولم تنته القصة وتعد الاحتجاجات، آثارا لمرض جاد من شأنه أن يتحول إلی مرض مستعص إذا ما کنا ساذجين في تفسيره، لنتعلم أن نتغير، وإذا ما لم نتعلم فسوف يغيروننا. ولا بد من الکون قلقين إزاء ما الذي سيحدث في حالة فرض ضغوطات من الداخل.
وإذا لم تکن نسبة الاحتجاجات إلی ما وراء الحدود الإيرانية من منطلق السذاجة، فإنه من منطلق التحليل والتبيين مما يهدف إلی حذف القضية الرئيسية بدلا من معالجتها. والسبب الرئيسي للأزمة هو النقص الاقتصادي والظروف المتردية الناجمة عن سوء الإدارة خلال السنوات الطويلة. وفي حالة إدارة اجتياز الأزمة بدلا من إدارة حل الأزمة، فتتحول تهديدات اليوم إلی تسونامي يطال من قمة الرأس حتی أخمص القدم.
وبدوره أکد شکور بورحسين في تصريحات أدلی بها في مستهل عمل البرلمان يقول: «من أهم الهواجس لدی المواطنين يتم نشرها في وسائل الإعلام والفضاء المجازي هو خيبة الأمل إزاء تحسين الظروف…».
کما حذر منظر العصابة المسماة بالإصلاحية، سعيد حجاريان من عودة موجة واسعة من الاحتجاجات، مشبها إياها بـ«أمواج البحر العاتية»، قائلا إن «الاحتجاجات تنحسر کالجزر لکنها تعود بقوة أکبر کالمد».
وقال حجاريان، في مقال نشرته صحيفة «اعتماد»: إن الاحتجاجات الأخيرة «استهدفت النظام برمته».
وتابع حجاریان ، وهو من مؤسسي وزارة الاستخبارات: إن بعض الشعارات خلال الاحتجاجات استهدفت النظام برمته، ولم تقتصر علی مهاجمة روحاني، «خلافا لاحتجاجات عام 2009 التي لم تطالب باسقاط النظام».
وأضاف أنه في ظل مشاکل مثل «شح المياه وتلوث الهواء والتهميش وأزمات صناديق التقاعد والمؤسسات المالية، تحيط بروحاني تحديات لمدة ثلاث سنوات أخری متبقية من رئاسته»، مضيفا «أن هذا يعني أن هناک ثلاث سنوات من الاحتجاجات المستمرة ستکون بانتظار روحاني، ورغم أن الاحتجاجات انحسرت لکنها ستعود بقوة کأمواج البحر».
ويذعن الملا محمد خاتمي هو الآخر في موقعه بـ«عدم ثقة المجتمع بالحکام» وعدم الاعتماد علی «تيارات موجودة في النظام إما إصلاحيين أو آخرين» أو في الحقيقة أذعن باللعبة المثيرة للاشمئزاز للأصولي والإصلاحي والتي هو أدارها في الرأس في الحقيقة محذرا: «إن مواطنينا هم مستاءون وإذا تفجرت حالات الاستياء والغضب، فسوف تلحق أضرارا فادحة وليس من المعلوم کيف سيکون المصير».
وبالرغم من أن الظروف السياسية الاجتماعية للمراحل النهائية لاستبداد ولاية الفقية في عام 2018 تختلف عن المراحل النهائية للدکتاتورية المليکة في عام 1979 ولکن هناک حالات مماثلة لا يمکن غض الطرف عنها. وفي تلک الحقبة وبعد إطلاق شعار «الموت للشاه» وانتشاره وتعميمه في المجتمع لقد بدأت مرحلة جديدة کانت تحکي کسر شوکة الشاه الدکتاتور حيث لم تعد الظروف إلی ما کانت عليه سابقا.
والآن وطبقا لحالات الإذعان والاعترافات علی لسان مسؤولي النظام، سوف تشتعل لهب الانتفاضة الشعبية والتسونامي العظيم للإطاحة بالنظام لآت.
غير أن القضية لا تقتصر علی تهالک النظام الذي لا يعود يقدر علی مواصلة حکمه والاستياء الذي يکاد أن ينفجر للمواطنين الذين لا يعودون يقبلون هذا النظام فحسب، وإنما العنصر الذی يستکمل هذه «الظروف الثورية» هو حضور بديل يرشد ويوجه النقمات الشعبية محولا إياها من الاحتجاج علی الغلاء والظروف المعيشية المتردية إلی المطالبة بالإطاحة بالنظام وشعار «الموت لخامنئي» و«الموت لمبدأ ولاية الفقيه» مما يبطل جميع العصابات والتيارات المسماة بالإصلاحي والأصولي من جهة کما يقدم حلولا للأزمات والمآزق الموجودة من جهة أخری.
وأذعن خامنئي نفسه وبکل صراحة بهذا البديل الذي يشکل غريما ونقيضا لهذا النظام المتهرئ في جميع المجالات والأصعدة.
أجل، لقد أثبت هذا البديل السياسي من خلال نضال مستمر طيلة الـ40عاما الماضية أهليته وأحقيته وکفاءته وطبيعته الشعبية بما في ذلک خلال هذه الانتفاضة الأخيرة حيث سوف تشاهدها وتجربها الجماهير الشعبية في السير التطوري للانتفاضة والثورة أکثر فأکثر مما يجعل صفوفها مرصوصة وأکثر رصانة. ويشکل هذا العنصر وعلی غرار الثورات المنتصرة الأخری، ضمانا وسرا لانتصار ثورتنا لا محالة!

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة