الأربعاء, مايو 1, 2024
الرئيسيةمقالاتماذا سیفعل وباء فيروس کورونا الممنهج بالحکومة؟

ماذا سیفعل وباء فيروس کورونا الممنهج بالحکومة؟

0Shares

لقد أضیف في الوقت الراهن فيروس كورونا إلى قائمة تصدیر الأزمات لنظام الملالي المتّسم منذ بداية حكمه بتصدیر الرجعیة والأصولیة وصولاً إلی إثارة الحروب والفتن والقتل والدمار وتصدير الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم. والیوم أصبح فیروس كورونا المستجد أحدث أداة یمتلکها النظام لتصدیر الأزمة.

الیوم بات نظام ولایة الفقیه مصدر نشر کورونا إلی الدول المجاورة لإیران حسب وكالات الأنباء العالمية ومنظمة الصحة العالمية. وفقاً للأخبار المتداولة یوم الاثنین الموافق 24 فبرایر الجاري، دخل فیروس کورونا إلی لبنان والکویت وأفغانستان وکندا عبر مسافرین إیرانیین مصابین بالعدوی. کما تشیر الأخبار إلی أنّ إیران تحتلّ المرتبة الثانیة من حیث الوفیات بعد الصین بؤرة انتشار الفیروس.

نقل کورونا إلی إیران والجریمة الممنهجة

ترجع سرعة انتشار كورونا في إيران خلال الأيام الخمسة الماضية وسقوط  المزید من الضحایا إلی فترة طویلة سابقة، حیث امتنع نظام الملالي عن تغطیة الفیروس والإعلان عنه بشکل متعمّد. وقد أصبح من الواضح لدی الجميع وحتى بالنسبة لعملاء النظام أنّ بعد ظهور فیروس کورونا في الصين وانتشار أخباره عالمیاً، لم يتّخذ نظام الملالي أية إجراءات إحترازیة لمنع دخول الفیروس إلی إيران.

في خضم استشراء الفیروس في الصین، تصدّر خبر مواصلة الرحلات الجویة الإيرانية من وإلی الصین قائمة أهمّ الأخبار التي تکشف عن جرائم الملالي. خلال تلك الفترة، اتّخذت أغلب بلدان العالم تدابیر إحترازیة مشدّدة في مواجهة الفیروس وحظرت الرحلات الجویة من وإلى الصين، لكن نظام الملالي وبدرایة کاملة امتنع عن أیة إجراءات وقائیة في هذا الصدد وبالتالي نقل الفیروس إلى إیران من الصین عبر الرحلات الجویة.

لماذا إیران تخطّی الصین؟

وفقاً لمحاسبات وتقديرات منظمة الصحة العالمية المنتشرة بشکل یومي، فإنّ عدد وفیات فيروس كورونا یعادل نسبة 2 في المائة. على هذا الأساس فعند محاسبة عدد المصابین في إيران، سیتّضح أنّ الفيروس قد ظهر وانتشر علی نطاق واسع في إيران منذ فترة طويلة لکن خامنئي وحكومة روحاني قد امتنعا عن الإعلان عنه بشكل ممنهج ومتعمّد.

إذا قمنا بمحاسبة عدد المصابين والوفیات جراء کورونا في إيران حسب مؤشر منظمة الصحة العالمية أي نسبة 2 في المائة للوفیات، سنخلص إلی أنّ وفاة 59 شخصاً حتى الآن في إيران یشیر إلی وجود أكثر من 2950 مصاب بالكورونا. وإذا ما قارنا هذا العدد مع نسبة السكان في إيران والصين، سیظهر لدینا وضع أكثر خطورةً من الصين في إيران. مع ملاحظة أن أنباء تفشّي الفیروس في إيران قد انتشرت في غضون أسبوع بینما انتشرت في الصين منذ أکثر من شهر. وبالتالي نستنتج أنّ سرعة تفشّي الفیروس في إیران یفوق سرعة تفشیه في الصین بکثیر باحتساب عامل الوقت.

فیروس كورونا مسیّس وحکومي

مجموع هذه الحقائق تشیر إلی أنّ فیروس كورونا في إيران هو في الحقیقة قضية سياسية وحكومية بحتة وجريمة ممنهجة أعدّها خامنئي وحكومته.

یتجلّی الجانب الآخر من جريمة حکومة الملالي المتمثّلة بنشر الفیروس، في عدم فرض حجر صحي علی مدینة "قم" باعتبارها بؤرة انتشار الفیروس فضلاً عن عدم إخبار مواطني المدینة بحقیقة تفشّي المرض.

هذا وأنّ أحدث الأخبار تحکي عن رفض خامنئي وقائد الحرس لاتخاذ هکذا إجراء مصیري بشأن مدینة "قم". أي أنه كما لم يفرض النظام أية قيود على دخول الطائرات الصينية إلى إيران، لم يفرض أية قيود على المدن الإیرانیة لمنع انتشار الفيروس القاتل.

لماذا الجريمة؟ ما هو الغرض؟

السؤال المطروح هو لماذا ارتکبت هذه الجريمة الممنهجة ضد الشعب الإيراني وکیف كانت ستتم إساءة استغلال الشعب الإيراني مما من شأنه تبریر هذه الجريمة النکراء من وجهة نظر حکومة ولایة الفقیه؟

یجب القول إن افتراض الناس أدوات یجب استخدامها علی نطاق واسع من أجل ضمان مصالح الحکومة یشکّل الحجر الأساس في الإجابة علی السؤال أعلاه، کما هو الحال بالنسبة للتصويت والانتخابات التي لیس لها أیة مکانة وقیمة في ظل نظام یحکمه الولي الفقیه، بل أنها لا تعدو أن تکون مجرد مادة دعائية وذریعة لکسب الشرعیة والمصداقية السياسية والدينية. وقد أقرّ مروجو السياسية والدین في النظام مراراً وتكراراً أنّ صلاحية وقیمة التصويت یحدّدهما الولي الفقیه ولیس الشعب.

على هذا الأساس يجب الإشارة إلی حدثين مهمين من وجهة نظر حکومة الملالي لعبا دوراً رئیسیاً في قضیة التستّر علی فیروس كورونا؛ الأول هو إحیاء ذکری ”عشرة الفجر“ وذکری يوم 11 فبرایر 1979 والثاني إجراء مسرحیة الانتخابات التشریعیة للنظام في 21 فبرایر الجاري. هذان الحدثان دفعا  النظام إلی عدم قطع العلاقات مع الصين وعدم حظر الرحلات الجویة بین البلدین منعاً لإثارة مخاوف الشعب وحساسیته وجعل كل شيء يبدو طبيعياً حتی إتمام مراسم الحدثین!

آثار دومينو حماقة الديكتاتور

الآن قد أدّت هذه الترتيبات والتنظیمات الخبیثة وبالأهداف التي کان یتبعها النظام، إلى وضع ينبغي النظر إليه كمثال جدید علی حماقة الدیکتاتور المحتضر والذي یشبه البروباغاندا الکاذبة حول إسقاط الطائرة المدنیة الأوكرانية.

أدّت أزمة فیروس كورونا المستجد وجریمة التستّر علیه إلی تبعات کارثیة بالنسبة لنظام الملالي والتي ستزداد سوءاً شیئاً فشیئاً وتتخطّی أبعاد جریمة انتفاضة نوفمبر وحادث إسقاط الطائرة الأوکرانیة.

وقد بدأت البروباغاندا الإعلامیة الکاذبة للنظام حول الفیروس بالعمل فعلیاً لتمویه الحقیقة وتبریر جریمة النظام مما أثار موجة من الکراهیة والغضب في الشارع الإیراني، وأجبر کل من خامنئي وروحاني وصولاً إلی کافة المسؤولین الحکومیین على تبریر جريمتهم الممنهجة بشکل متکرّر.

من ناحية أخرى يحاول قادة ومسؤولو النظام إلی جعل الفيروس یبدو أصغر وأضعف وأقلّ خطورةً من الفيروسات السابقة التي ظهرت في الصين. لكن حتی هذه المواقف السياسية والطبية الخبیثة هي في حد ذاتها جزء من الجريمة المنظمّة والممنهجة التي لن یكون النظام قادراً على صدّها والتخلّص من تبعاتها الجسیمة.

علی أیة حال ستلعب الأيام المقبلة من استشراء فیروس کورونا وتبعاته الکارثیة علی إيران، دوراً حاسماً في التطوّرات المستقبلیة وتحدید مصیر نظام ولایة الفقیه الکهنوتي الحاکم في إیران بالتزامن مع فضح الجرائم الممنهجة للحكومة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة