احتجاجات تجتاح إيران وسط تصاعد السخط الشعبي
شهدت إيران يوم الثلاثاء 6 فبراير موجة واسعة من الاحتجاجات في عدة مدن، ما يعكس تزايد حدة الاستياء ضد سياسات الحكومة. في العاصمة طهران، تظاهر سكان سوق آهن فروشان (سوق المعادن)بشكل كبير أمام بلدية المدينة، احتجاجًا على سياسات تسببت في مصادرة أراضيهم وانتهاك حقوقهم الأساسية، واصفين الأمر بـ”النهب الحكومي لثرواتهم”.
الاحتجاجات لم تقتصر على طهران فحسب، بل امتدت إلى مدينة يزد بوسط البلاد، حيث جدد المعلمون المتقاعدون وموظفو التعليم مطالبهم بمسيرات احتجاجية تطالب بتحسين معاشاتهم التقاعدية وتأكيد حقوقهم الأساسية. يشكو المعلمون من فشل الحكومة في تعديل المعاشات بما يتوافق مع معدلات التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.
وخرج موظفو الحكومة المتقاعدون في الأهواز، جنوب غرب البلاد، في مظاهرات مطالبين بمعاشات تقاعدية أعلى وتأكيد حقوقهم وفقًا للقانون، مشيرين إلى الإخفاق في تعديل المعاشات وفقًا لتكلفة المعيشة.
وزاد من حدة الاضطرابات تنظيم العمال المتعاقدين في قطاع النفط لمسيرة احتجاجية أمام وزارة النفط بطهران، معبرين عن استيائهم من عدم استقرار عقود العمل وسوء ظروف العمل وانعدام الأمن الوظيفي.
وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق تصاعد الإجراءات القمعية من النظام الإيراني، بما في ذلك الإعدامات وجرائم القتل الحكومية وقمع السجناء السياسيين، مما دفع الشباب إلى تصعيد أعمال المقاومة ضد القواعد ومراكز القمع.
إن الاحتجاجات المنتشرة في أنحاء متفرقة من إيران تبرز الاستياء الشديد من سياسات الحكومة الحالية، مع تعبير المتظاهرين عن مطالبهم بالحقوق الأساسية والأمن الاقتصادي والمطالبة بوضع حد للقمع. في ظل استمرار الاحتجاجات والضغوط الداخلية والخارجية، يبدو أن عزيمة الإيرانيين لن تتراجع، مما ينذر بفترة مطولة من الاضطرابات.
ذات الصلة
ظروف سيئة للمزارعين – موجة جديدة من الاحتجاجات تشتعل في إيران
ذكرت صحيفة “هممیهن” في تقرير عن مشكلات المزارعين في أصفهان: “لأكثر من عقدين، تم قطع الماء عن مزارعي أصفهان، وقد احتجوا مرارًا وتكرارًا بطرق مختلفة لطلب حقوقهم في المياه وتنفيذ القانون؛ لكن ليس فقط لم تؤد هذه الاحتجاجات إلى نتيجة، بل إن أوضاعهم تدهورت أكثر.
وأشارت صحيفة “هممیهن” الحكومية، في عددها الصادر يوم الخميس 1 فبراير، إلى أن قصة الحزن ورواية الفقر والبطالة بين مزارعي أصفهان معروفة منذ سنوات، وكتبت نقلاً عن “حاجمهدی” البالغ من العمر 72 عامًا، أحد المزارعين المحتجين في التجمع يوم الاثنين 29 يناير، قوله إن المزارعين في قاع نهر زاینده رود الجاف لا يطلبون سوى حقوقهم في المياه.
بحسب ما ورد في صحيفة “هممیهن” الحكومية، “بدأت الأيام السوداء لحاجمهدی وبقية المزارعين الأصفهانيين منذ عام 2001”. أي منذ الوقت الذي “بدأ الماء يقل ويقل حتى وصلنا إلى الوقت الحالي حيث لا يوجد ماء على الإطلاق ولا أحد يستطيع الزراعة.”
- استمرار احتجاجات المتقاعدين في عموم ايران بشعار لا التهديد ولا السجن ولا الاعدام يمنعنا
- الاحتجاجات الواسعة في إيران: من العمال إلى تجار الاسواق والمتقاعدين
- استمرار الاحتجاجات في عدة مدن إيرانية – الاثنين 13 مايو
- الاحتجاجات تستمر في جميع أنحاء إيران من العمال حتى المتقاعدين و بائعي الذهب
- استمرار إضراب تجار الذهب في المدن الإيرانية