الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار إيراننظرة عامة على الأخلاق السياسية لمجاهدي خلق

نظرة عامة على الأخلاق السياسية لمجاهدي خلق

0Shares

نظرة عامة على الأخلاق السياسية لمجاهدي خلق

هل من الممكن إيجاد مكان للعدالة والحقيقة والكشف عنه في السياسة، وهي عالم تضارب المصالح والتنافس والصراع على توازن القوى بين الطرفين؟

قال رومان رولان في روايته الشهيرة “النفس المسحورة”: ” يعد توجيه الاتهامات وتشويه السمعة في غابة السياسة، علامة على نوع من الصداقة!

أليس عامل الانهيار الأخلاقي وتهديده الفعلي دائماً ما يكون في أقصى مستوى ممكن أو يمكن تصوره في السياق الذي تسيطر فيه القوة والمال والمصالح الناجمة عنهما؟

نريد دراسة هذه البيانات المختبرة في التاريخ السياسي للعالم وإيران في آخر 44 عامًا في إيران. وتشمل هذه الدراسة المشهد السياسي الإيراني الذي شهد أكبر عدد من الصراعات على أعلى مستويات توازن القوى. ونجد في هذا المشهد السياسي أن هناك سلطة متمثلة في ولاية الفقيه من جهة، ومعارضيها بشكل عام، والجماعات السياسية بشكل خاص، والقوة المنظمة الرئيسية بشكل أخص، أي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، من جهة أخرى.

ونجد أن هناك خلال هذه السنوات الـ 44 مواقف فكرية وعملية متعددة من منتهى اليسار إلى منتهى اليمين مناهضة للجمهورية الإسلامية. إن الأخلاق السياسية في هذا الطيف تُبرز وتُعرف من خلال مؤشر نوعية النضال ضد التضاد الرئيسي أو العدو الرئيسي لإيران والبعد والقرب من المصالح الوطنية الإيرانية (الحرية، الديمقراطية، المساواة، الاستقلال، وحدة الأراضي).

لذا، فإن مؤشر الأخلاق السياسية ومراعاة شعائره يشمل المحاور الثلاثة التالية:

1- درجة التركيز على الصراع الرئيسي أو العدو الرئيسي لإيران، وتضافر الطاقة والوقت والمواقف والنشاط والتحالف والائتلاف حول النضال ضد العدو الرئيسي لإيران.

2- وجود حد فاصل مع منتهكي المصالح الوطنية في هيكل الديكتاتوريات الوراثية في الماضي والحاضر، وكذلك وجود حد فاصل مع الأفراد والجماعات الخارجة عن الحد الفاصل مع دكتاتورية الملالي والمتحيزين لها والمتحالفين معها.

3- بالوقوف على حقيقة الاختلافات في التوجهات الإيديولوجية والسياسية والاجتماعية والثقافية بين معارضي الجمهورية الإسلامية، وعدم تأجيج هذه الاختلافات وإبرازها بالنهج والثقافة التي يفضلها العدو الرئيسي لإيران،  والالتزام في الوقت نفسه بالنقد بتخطيط أكثر تركيزاً، وتوسيع جبهة  النضال  ضد نظام ولاية الفقيه.

الأخلاق السياسية في تاريخ مجاهدي خلق على مدى 44 عاماً:

– لم يفكر مجاهدو خلق للحظة واحدة على مدى أكثر من 4 عقود في التخلي عن التركيز المستمر في النضال ضد الحكومة الغاصبة للبلاد.

– كان مجاهدو خلق أول مجموعة سياسية إيرانية تبادر في 8 مارس 1979؛ بدعم حرية المرأة في اختيار الملبس رافضة فتوى خميني بضرورة ارتداء الحجاب الإجباري. واصطفوا للتصدي لأعتداء شبيحة خميني على النساء غير المحجبات وإهانتهن، وقاموا بحماية النساء المحتجات على الحجاب الإجباري.

– كان مجاهدو خلق أول مجموعة سياسية في إيران تبادر في شهر مارس عام 1981 بتشكيل جبهة التضامن والاتحاد مع الآخرين. وأتاحوا الفرصة من خلال فتح صفحة “المجلس” في جريدتهم وزيادة عدد صفحاتها؛ إلى التقارب بين المواقف السياسية والثقافية، مع احترام الاختلافات الأيديولوجية.

– لم يتخلى مجاهدو خلق في تاريخ كفاحهم الطويل ضد دكتاتوريتين، وفي مواجهة دعاية أعدائهم وافتراءاتهم لتشويه سمعتهم واتهاماتهم المتنوعة؛ قيد أنملة عن أخلاق  ومبادئ النضال. ولا يوجد في تاريخهم دليل واحد على أنهم كتبوا أو قالوا أو ادعوا أي شيء عن الأمور الشخصية أو العائلية أو حتى الأخلاقية لأعدائهم.

– لم يتذرع مجاهدو خلق بالصراع الطويل الذي خاضوه ضد دكتاتوريتين، وبتضحية الآلاف من الأعضاء والأنصار في هذا الصراع ليطالبوا بامتيازات خاصة، حيث أن قيادتهم قد أكد لهم مرارًا وتكرارًا أن المجاهد في هذا العالم ليس لديه أي حق سوى “التضحية”.

– لم يبدأ مجاهدو خلق قط خلال هذه السنوات الـ 44، بالجدال حول الاختلافات الأيديولوجية والسياسية والثقافية مع أي شخص أو جماعة إيرانية أو غير إيرانية.

– كان مجاهدو خلق مراراً وتكراراً هدفاً لتجسس واختراق عناصر النظام والمخابرات، وقُتلوا في بعض الحالات؛ بسبب نضالهم الشامل والمهني ضد الفاشية الدينية للملالي. وفي جميع الحالات المسربة، لم تكن هناك حالة واحدة تم فيها إعدام جواسيس ومتسللين تابعين لنظام الملالي، إذ أنهم بادروا بإطلاق سراح الجميع. بينما سُجل في تاريخ كل حركات التحرر في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية أنه تم إعدام هذه العناصر.

– لم تثر لمجاهدي خلق الاختلاف بآراء وأيديولوجيات الآخرين، خلال الـ 58 سنة الماضية، ودائماً ما كانوا يتجنبوا تأجيج هذه القضايا والكلام الفارغ غير المسؤول. وكان مجاهدو خلق دائماً ما يرون أن تأجيج الخلافات الأيديولوجية والمعتقدات وإهانة الملالي وسبهم يخدم مصلحة الرجعية الدينية للملالي. ودائماً ما كان مجاهدو خلق يعتبرون أن الطريق الصحيح للتعامل مع المعتقدات والشعائر مسموح به في انتقادهم الجوهري مع الحفاظ على احترام معتقدات الآخرين – سواء كانت معتقدات دينية أو غير دينية.

ملاحظة: كان مجاهدو خلق دائماً ما يعتبرون خلال مرحلة النضال السلمي الممتدة من ربيع عام 1980 حتى 20 يونيو 1981 (المعروفة بـ “المرحلة السياسية المصيرية”)؛ أن الحرب المفبركة لخداع الآخرين تحت مسمى المناقشات أو الصراعات الأيديولوجية بين المتدينين وغير المتدينين، هي حرب غير منطقية ومسببه للانقسام، وتخدم مصلحة الرجعية الدينية الحاكمة. لقد ظل مجاهدو خلق متمسكين بهذا المبدأ خلال الـ 44 عاماً الماضية. هذا ولم يتطرق مجاهدو خلق قط لهذه القضايا حتى الآن في البيئة السياسية الإيرانية – وخاصة على شبكة الإنترنت – ويعملون على الحيلولة دون خداع الآخرين بحيل غرفة فكر نظام ولاية الفقيه.

– استناداً إلى تغريدة أحد المستخدمين المعارضين لمجاهدي خلق؛ “عندما كان الكثيرون منهمكين لسنوات عديدة في الإلهاء في مسرحيات الجمهورية الإسلامية كان يتم إعدام مجاهدي خلق في السجون. وعندما كان الشغل الشاغل لبعض هؤلاء المعارضين الحاليين للمجاهدين هو متابعة حياتهم في إيران وخارجها كان مجاهدو خلق خارج إيران يسعون إلى فضح قيام الجمهورية الإسلامية بصناعة القنابل. وعندما تبع هؤلاء والآلاف من أتباعهم محمد خاتمي، كان مجاهدو خلق هم الوحيدين الذين لم ينخدعوا بهذا الرجل. كما أن هؤلاء الذين أصبحوا الآن معارضين للحكومة؛ بسبب انتفاضة الشعب، ويوبخون مجاهدي خلق بقسوة، بيد أن المجاهدين يلتزمون الصمت ولا يبرزون مواقف هؤلاء في الماضي. وما زال هؤلاء يسعون إلى زيادة أتباعهم، بيد أن مجاهدي خلق ما زالوا يواصلون نضالهم ولا يهتمون بالمتابعين الافتراضيين. كما لا يمكن لأربعة من هؤلاء أن يتحدوا معًا لمدة أسبوع، بينما نجد أن مجاهدي خلق متحدون مع بعضهم طوال حياتهم، ويدعون الآخرين أيضاً للتضامن.

– إن مجاهدي خلق قسوا وما زالوا يقسون على أنفسهم فيما يتعلق باحترام رعاية الحد الفاصل مع سلطة ولاية الفقيه واللوبيات والمتحالفين معها، لدرجة أنه يبدو في بعض الأحيان أنهم يضيعون فرص انتقاد موقف ما أو تنوير الرأي العام بنهجهم، ويتغاضون عمَّا يجلب لهم هذا النقد من مصالح سياسية؛ ليستمر الصراع الجازم مع العدو الرئيسي للحفاظ على المصالح الوطنية لإيران.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة