الجمعة, مايو 10, 2024

طريق مصدق

0Shares

طريق مصدق

تمر هذه الايام ذكرى انقلاب 19 اغسطس 1953 الذي اطاح بالحكومة الوطنية الوحيدة بعد الثورة الدستورية، انهى تجربة د. محمد مصدق،  واتاح المجال لظلام حكم الشاه والملالي فيما بعد، ليتجرع الايرانيون مرارته على مدى العقود السبعة الماضية، وينقل مختلف الاطراف الى مربع جديد.

ايقن الشاه بان بقاءه مقرون بالاعتماد على الاجانب وممارسة القمع والقهر والتنكيل ـ وكان ظهور السافاك نتيجة لهذا الدرس ـ ووصل الرجعيون المتسترون بالدين، وخاصة خميني، الى قناعة بضرورة البحث عن فرصة لقطف الثمار والوصول الى السلطة، واندفع الاستعمار نحو دعم الديكتاتورية للحفاظ على مصالحه في إيران، سواء كان الشاه او الملالي، لتستمر بذلك سياسة المتاجرة بالدم والنفط، فيما وجدت اجيال الثوار، المجاهدين، والفدائيين المخرج في الكفاح الثوري، وترسخ ايمانها بضرورة وجود منظمة ثورية طليعية مضحية.

لم يجلب الشاه والملالي للايرانيين غير الكوارث والمصائب على مدى العقود السبعة الماضية، واعترف المصممون الاستعماريون لذلك الانقلاب  بأنهم كانوا في الجانب الخطأ من التاريخ، جاء في مقابلة  لديفيد أوين الذي كان وزيراً للخارجية البريطانية خلال الثورة ضد الشاه انه يجب على إنجلترا أن تقبل نتائج دورها القيادي في انقلاب 1953 الذي أطاح بآخر زعيم منتخب ديمقراطياً لإيران، مشيرا الى أسباب وجيهة للاعتراف بالدور الذي قامت به بريطانيا والولايات المتحدة وادى الى إسقاط التطورات الديمقراطية، ففي الاعتراف تصحيح للامور.

تم اسقاط الشاه رغم كل الخيانات وبيع الوطن وتجهيز أقوى جيش في المنطقة والسافاك، ورغم الجرائم والمجازر والإعدامات والنهب وصل نظام الملالي إلى مرحلته الأخيرة، وسيتم قريباً دفن السفاح الذي يعيش خارج العصر.

عرف الايرانيون طريق الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية، ورفعوا شعار “الموت للظالم سواء كان الشاه أو خامنئي” الذي تبلور موضوعيًا في سياق التطور التاريخي  لمسار مصدق، مارسوا المقاومة المنظمة، قدموا البديل الثوري، ويدفعون ثمن خيارهم دماء وتضحية وتفان في الكفاح منذ 20 يونيو 1981، ليظهر استعدادهم في اوضح صوره بعد مجزرة الـ 30 ألف سجين سياسي في صيف عام 1988.

وضعت الانتفاضات الدموية في السنوات الأخيرة ـ من يناير  2017 إلى  نوفمبر 2019 وصولا الى انتفاضة عام 2022 ـ تطلعات زعيم الحركة الوطنية الراحل في سياقها التاريخي، فقد عمل مصدق على تحديد الأمة الإيرانية مصيرها بنفسها وامتلاكها لارادتها، وواصل المؤمنون به السير على طريقه نحو نصر اكيد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة