الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرتقاريرالوضع التعليمي في بدء العام الدراسي الجديد في إيران

الوضع التعليمي في بدء العام الدراسي الجديد في إيران

0Shares

في يوم الاثنين 23 سبتمبر، تبدأ السنة الدراسية الإيرانية الجديدة.

يعد شراء الكتب والقرطاسية للطلاب من  الصعوبات الكبيرة بالنسبة للعائلات بسبب أثمانها الباهظة.

وفقًا لقوانين اليونسكو، إذا كان أحد الأطفال خارج بيئة التعليم، وفي سن 6 إلى 18، فسيُعتبر محروماً من التعليم.

 

وفقاً لآخر الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الإيراني، فإن عدد الأطفال الإيرانيين المحرومين من التعليم والأميين في العام 2016 كان ما بين 1.5 إلى 2 مليون. لكن حفيظ الله فاضلي، وهو مسؤول حكومي في محافظة جهارمحال وبختاري، يقول: "يوجد حالياً 3.5 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس في البلاد". (وكالة تسنيم 25 أغسطس 2019)

وفقاً لإحصائيات مركز أبحاث مجلس شورى النظام في عام 2018، كان 23٪ إلى 40٪ من سكان إيران يعيشون تحت خط الفقر.

 في هذا الخصوص صرح أحمد اميرآبادي فراهاني، عضو الهيئة الرئاسية لمجلس شورى النظام، وفقاً لوكالة أنباء ميزان (21 يناير 2019) قائلاً: "يصل التضخم، حسب ميزانية البلاد في العام 2019، إلى 50% وإن  خط الفقر للعائلة المكونة من 4 أفراد في طهران هو أقل من 4 ملايين و592 ألف تومان.

 

ذكرت وكالة آرمان للأنباء (23 يونيو 2019) أن أكثر من نصف الشعب الإيراني يعيشون تحت خط الفقر.

غالبية أُسر الـ 14 مليون طالب تعيش تحت خط الفقر، وأقل من 1٪ من أسر الطلاب هي  لكبار المسؤولين وأصحاب المناصب العليا في الدولة، وهم فقط من لديهم القدرة  على شراء حقائب تحمل على الظهر بـ 700 ألف تومان أو اقلام التلوين  بـ 200 ألف تومان. في الوضع الحالي، تبلغ تكلفة قرطاسية الطالب ذات الجودة الردئية حوالي 200 ألف تومان.

وفقًا لموقع "اقتصاد أون لاين"، فإن متوسط ​​سعر الدفتر المدرسي المكون من 40 صفحة 4 آلاف تومان، والمكون من 50 صفحة 4.5 ألف تومان، 60 صفحة بـ 5 آلاف تومان، 80 صفحة بـ 5.5 ألف تومان و100 صفحة من 6 الى 8 آلاف  تومان وسعر القلم العادي هو 5 آلاف تومان.

كان سعر القلم المستورد 5 آلاف تومان، والممسحة 4 آلاف تومان، وقلم الرصاص حوالي 3.5 ألف تومان، والاقلام الملونة  75 ألف تومان، أما النموذج الإيراني 25 ألف تومان. (اقتصاد آنلاين"، 19 أغسطس 2019).

إضافة إلى العجز الاقتصادي وانخفاض دخل الأسر، يعتبر نقص الأبنية المدرسية (قاعات الدراسة أو الصفوف) أحد أهم أسباب  حرمان الملايين من الأطفال الإيرانيين من التعليم . وهذا النقص الحاد  ليس مقتصراً على مدينة أو محافظة بعينها  بل يشكل ظاهرة عامة في كل أنحاء إيران.

 

اعترافات حكومية

صرح المدير العام لدائرة التربية والتعليم في محافظة طهران في لقاء صحفي حول نقص المعلمين في محافظة طهران في بدء العام الدراسي2019، قائلاً: " إن مدارس طهران وحدها تعاني من نقص 10000 معلم لشهر اكتوبر.

يوم الأحد، 1 سبتمبر2019، قال مسؤول حكومي في قزوين أن 1750 قاعة دراسية بحاجة إلى التجديد و1340 قاعة بحاجة الى إعادة بناء.

 

في الوقت نفسه، قال مدير التعليم في بوروجرد: أن "أكثر من 400 قاعة دراسية أو صف في المدينة بحاجة إلى عناية جادة" ، معتبرًا أن 60٪ من المدارس في بوروجرد عفا عليها الزمن. (وكالة ايسنا الحكومية 1 سبتمبر2019)

في يوم الخميس 22 أغسطس 2019، أشار المدير العام للتعليم في محافظة البرز إلى أن المحافظة تحتاج إلى سبعة آلاف قاعة دراسية  وتحدث عن الحاجة إلى هدم وتجديد 200 مدرسة وأضاف أن العديد من المدارس غيرالحكومية (الخاصة) تعمل في منازل سكنية وتفتقر إلى المقاييس المعتمدة، مشيرًا إلى أن مدارس المحافظة تعاني من اكتظاظ الطلاب في الصفوف الدراسية حيث معدل عدد الطلاب في المحافظة حوالي خمسة وثلاثين إلى أربعين طالباً في العديد من الفصول الدراسية، والتي يجب أن يكون ٢٤ طالباً. 

قبل بضعة أيام، اعترف هذا المدير أن الطلاب الجدد يحتاجون إلى 400 قاعة دراسية وأن النقص في عدد  المدارس أدى إلى أن تلجأ 48 ٪ من المدارس في المحافظة إلى العمل بنظام الدوامين.

في يوم الخميس الموافق 5 سبتمبر 2019، أقر المدير العام للتعليم في محافظة خراسان الجنوبية أن المحافظة تعاني من نقص وبحاجة الى 420 قاعة دراسية.

بما في ذلك وحدة مهر السكنية  في بيرجند التي تحتاج الى 238 صفاً، ومواقع سكن مهر في النواحي الأخرى التابعة للمحافظة تحتاج 119 صفاً ، وفي ضواحي مدينة بيرجند يحتاجون إلى 63 صفاً، مطلوب توفيرها في الحال (وكالة أنباء ايرنا الحكومية، سبتمبر 2019)

 

وقال ممثل طهران في مجلس شورى النظام: "على الرغم من أن إيرادات محافظة طهران من الضرائب تبلغ 51٪ من إجمالي واردات ضرائب الدولة، إلا أن طهران تعد من بين أكثر المحافظات حرماناً فيما يتعلق بمجال التعليم، والمدارس البالية القديمة والمدارس التي تفتقر الى أبسط الوسائل التعليمية بحيث تنعقد بعض الصفوف في الحاويات( وهي المُعدة أصلاً لشحن البضائع) في  بعض المناطق!" 5 سبتمبر 2019)

وكتبت وكالة مهر للأنباء نقلاً عن أحد العمال، قوله: " "نظراً إلى ارتفاع الأسعار، يصعب علي أن أوفر كل المستلزمات الدراسية لأطفالي في بداية العام الدراسي الجديد". حتى الآن ، لقد اشتريت بما يتجاوز 600 ألف تومان مستلزمات لإبنتي من قرطاسية وزي مدرسي وحقيبة ولم أشتري بعد أي شيء لطفلي الآخر".

 

موقع "اقتصاد أنلاين" 25 أغسطس 2019:

  "يدرس ابني في المدرسة الابتدائية وابنتي في الثانوية، تضاعفت الأسعار هذا العام، وانخفضت مواردنا المالية نتيجة لإرتفاع أسعار الإيجار والمواد الغذائية، لا أعرف كيف أتخلص من عبء شراء القرطاسية في بداية السنة الدراسية ".

نقل موقع "آخرين" الإخباري، في 25 أغسطس 2019، عن أحد المواطنين قائلاً: "لدي طفلان يذهبان إلى المدرسة. يجب أن أنفق أكثر من 400 ألف تومان على اللوازم المدرسية والقرطاسية،لا أعرف كيف أستطيع توفير هذا المبلغ من المال؟ "

في ظل سلطة الولي الفقيه، يقوم جميع المسؤولين الحكوميين وأزلام النظام باختلاس ونهب أموال البلاد بينما تقع أعباء المشاكل الاقتصادية والاجتماعية على عاتق الطبقات المضطهدة من ذوي الدخل المحدود ولا يتأثر من هذه الازمات أبناء وأحفاد قادة النظام الإيراني ومنتسبيه وهذه الشريحة الصغيرة المتسلطة على رقاب الشعب ليس لديها تصور عن حالة البؤس والفقر التي يعيشها معظم الناس.

لقد تم تشييد مدارس خاصة ذات إمكانيات كبيرة  لهذه الطبقة الحكومية المترفة ،كما أن  أغلب أبناءهم يسافر إلى الدول الغربية لاستكمال الدراسة والحصول على أعلى الشهادات، ونتيجة لذلك، فإن ما يتم مناقشته كمشكلة نقص في القاعات الدراسية يقتصر على المدارس الحكومية العامة ولا يشمل المدارس الخاصة لأبناء قادة النظام.

 

لقد أثبت تجربة 40 عاماً من حكم الملالي المتطرف والمناهض للثقافة أن الشيء الوحيد الذي  يفكر به هذا النظام هو تكريس وتعميق  حالة التعليم المأساوية في إيران.

من أجل بقاءه، يصرف هذا النظام المجرم المليارات من أموال الشعب على المجموعات الإرهابية من حزب الشيطان اللبناني إلى بشار الاسد وصولاً الى الحوثيين، بدل أن  يوفر المتطلبات التعليمية الأساسية التي تعد من ابسط مستلزمات الحياة والأسوأ من ذلك مايقوم به النظام من بناء المدارس والمنازل والمستشفيات وحتى الملاعب والمنشآت الترفيهية في كربلاء ولبنان وفي دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية، ليضيف بضع ساعات على عمر حكمه الفاسد.

على سبيل المثال، نشرت وكالة "ارنا" للأنباء التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني  تقريرا في 23 ديسمبر2018، عن سفر ظريف إلى أوغندا وافتتاح مستشفى سعته 50 سرير" في كمبالا.

يعلم كل إيراني مضطهد أن المسبب الرئيسي لهذا الوضع التعليمي المزري، كما هو الحال مع جميع المشاكل الأخرى، هو خامنئي وكبار القادة في النظام.

 

وقالت السيدة مريم رجوي في رسالة موجهة إلى طلاب المدارس والجامعات في بداية العام الدراسي: "كدّست سياسة الملالي المثيرة للاشمئزاز، حالة استياء واسعة، ولاسيما في جيل الشباب والمراهقين وجعلت كل كلية ومدرسة بؤرة بركان جاهزة للثوران في إيران".

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة