وصفة لانفجار قريب
يؤكد الخبراء الحكوميون وغير الحكوميين على البعد السياسي في معادلة الفقر والفساد وارتفاع الأسعار التي تحكم الاقتصاد الايراني في زمن حكومة إبراهيم رئيسي.
في هذا السياق يقول الخبير الحكومي حسین راغفر ان مشروع الإنتاج مثال واضح على الفساد الكلاسيكي، عند تعريف الفساد يشار إلى معادلة يكون فيها مصطلح الإنتاجية مثال واضح على ذلك، يقولون ان الفساد يساوي الاحتكار، بالإضافة إلى السلطة دون المساءلة.
خوفًا من تفجر الاوضاع طرح العديد من أعضاء مجلس الشورى أسئلة على حكومة رئيسي، ففي إشارة إلى أن الوقت في غير صالح النظام، تساءل جلال رشيدي “هل تعلم الحكومة أن كيلو الدجاج يكلف 120 ألف تومان؟” محذرا من مرور الوقت “بسرعة اكبر بكثير مما نعتقد” وقال الملا حسيني كيا مذعورا “سيادة الرئيس، الغلاء منتشر، استمع إلى صرخة السوق، واليوم تعالت صرخة الناس” فيما تطرق صفري إلى سياسة تدمير الزراعة والمزارعين قائلا “سيد رئيسي، لا نفهم ما يجري في حكومتك ومن يتخذ القرارات” مشيرا الى ان أهم قضية في مقاطعة جيلان اليوم هي الاستيراد المفرط للأرز.
لدى توقفها عند ازمة السكن اكدت صحيفة أرمان روز ضرورة أن يعمل العامل الذي يتقاضى الحد الأدنى للأجور لأكثر من 170 عامًا وأن يوفر جزءًا من دخله كل شهر ليتمكن من شراء شقة بمساحة 80 مترًا، لكن هذه” المعادلة تصطدم بالحائط ” لأن العامل المتشرد المستأجر لا يستطيع التوفير شهريًا، في الوقت الذي تشير وكالة انباء ايلنا الى ارتفاع متوسط سعر المتر المربع للممتلكات السكنية في طهران من 47 مليون تومان في شتاء العام الماضي إلى 65 مليون تومان في الربيع وأوائل الصيف من ذات العام. وتشير توقعات الخبراء الاقتصاديين إلى أن ارتفاع أسعار المساكن في عام 2023 سيكون في حدود 40-50٪” .
ولا شك في ان استيراد الأرز والشاي وتدمير حياة الفلاحين وتصدير منتجات الألبان والزيادة غير المسبوقة في أسعار الغذاء والسكن والأدوية دليل واضح على فشل السياسة وانتشار الظروف المتفجرة في المجتمع.
إذا خرج رئيسي من صندوق خامنئي وشارك في البرنامج الانتخابي بوعد 4 ملايين وحدة سكنية، خفض سعر الدولار، وكبح التضخم، يهدف من خلال هذه الوعود الى ترسيخ أسس نظام ولاية الفقيه ضد الانتفاضة وليس الكفاح ضد الفقر والفساد وارتفاع الأسعار، وفي حال اعتراف المقربين من خامنئي بإفلاس حكومة رئيسي اليوم، تظهر خشية نظام الملالي من الظروف المتفجرة للمجتمع وعواقب الفشل السياسي.
يؤكد مهدي نصيري المسؤول السابق في صحيفة كيهان على الفشل والظروف المتفجرة للمجتمع، مشيرا الى انقسام رأس السلطة، واحتمالات تحرك الشارع، مما يعني اكتمال ظروف الشرارة التي تولد الانفجار.
