السبت, مايو 18, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومفوبيا الصرخة المقبلة 

فوبيا الصرخة المقبلة 

0Shares

فوبيا الصرخة المقبلة 

تعكس تطورات تعاطي نظام الملالي ووسائل اعلامه مع الاوضاع الاقتصادية والمعيشية حالة الارتباك التي يعاني منها حكم الولي الفقيه، عجزه عن تجاوز المأزق المتفاقم يوما بعد يوم، وقلقه من ردود فعل شعبية تؤدي الى انهياره.  

توقع موقع خبر اونلاين الحكومي في احد تقاريره تضخما مكونا من ثلاثة ارقام، غير مسبوق منذ 78 عاما، وتكمن المفارقة في ان هذه التوقعات جاءت بعد 3 اشهر من نشر الموقع تصريحات لابراهيم رئيسي اكد فيها “فشل العدو” في اعمال الشغب والعملات الاجنبية، كان يومها في زيارة إلى بوشهر، تعهد بوضع حد للغلاء والتضخم، وتحدث عن هزيمة أعمال الشغب في الشوارع و احلال “الهدوء” في البلاد. 

 لم يبتعد موقع “ديدار” الحكومي عما نشره خبر اونلاين، فقد اشار إلى فشل الحكم الموحد والاحتمالات المتزايدة للانتفاضة، شدد على وجود حريق تحت الرماد، وتوقع ان تأخذ الشرارة شكلاً آخر في المرة المقبلة. 

اعتبرت صحيفة اعتماد زيادة التضخم وانتشار الفقر في عهد رئيسي علامة على فشل الحكم الموحد، حيث اشارت الى ان إحصائيات زيادة الرواتب، التضخم، وعدم الموازنة بين معدل زيادة الرواتب و معدل التضخم تعبير واضح عن الاوضاع التي تمر بها البلاد، وتساءلت كيف يمكن للموظفين والعاملين تعويض العجز حتى لا يقعوا في براثن الفقر. 

 ورأت ان الأمر الأكثر أهمية هو أن الفقراء بلا صوت “هناك العديد من الموجات الصوتية حولنا، لكن آذاننا تتيح سماع بعضها فقط في المجتمع، لا يُسمع سوى عدد قليل من الأصوات، ولا يُسمح للبعض برفع أصواتهم” حتى لا تذهب أصواتهم إلى أي مكان،  ليس للفقر صوت، فهو يصرخ فجأة. 

وامتلكت نائب وزير العمل السابقة اشرف بروجردي من المعطيات ما يكفي للاعراب عن قلقها من الإطاحة بالنظام، والاشارة الى الآثار السلبية للحكم الانكماشى وسياسة القمع في المجتمع. 

 رأت بروجردي أن هذه الحكومة لن تبقى مستقرة، مبدية اسفها للذين يتخذون القرارات، يعتقدون بأن السلطة في أيديهم، لأن العصا بأيديهم، ويمارسون الاعمال الاستفزازية، التي تأخذ المجتمع الى اتجاه أسوأ. 

 أصبحت عبارات مثل التهديم، تمرد الجياع، تمرد الفقراء، والنار تحت الرماد رموز تحذير وعبارات رئيسية في وسائل الإعلام الحكومية مع فشل مشروع توحيد أركان السلطة، ففي مارس 2023 جادل جواد إمام الخبير المحسوب على التيار المهزوم بأن مطالب الشعب تراكمت ووفقًا لظروف البلد والمجتمع عام 2023، ستظهر هذه الظواهر أكثر جدية. 

قال امام انه في حال عدم عودة أصحاب السلطة إلى الناس، واعادتهم النظر بوضوح في السياسات الخاطئة ، سيسستمر هذا الوضع بالتأكيد وتبقى النار تحت الرماد، مرجحا تحديات أكثر خطورة لها أبعاد مختلفة ومتنوعة. 

تركت الاوضاع التي تشهدها ايران، عجز حكم الولي الفقيه، تراكمات السياسة الحكومية الفاشلة، والفساد المستشري نظام الملالي في حالة ترقب للصرخة المفاجئة، او الشرارة التي تشعل كومة القش، وتطوي صفحة الملالي مرة واحدة والى الابد. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة