الإثنين, مايو 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومخيبة الولي الفقيه 

خيبة الولي الفقيه 

0Shares

خيبة الولي الفقيه 

اعرب الولي الفقيه عن خيبة امله في السلطتين التشريعية والتنفيذية، بتخليه عن المجاملة في حديثه عن الصراع بينهما، ليكشف بعدا جديدا  للازمة الناجمة عن عجز النظام في التعامل مع الازمات المتلاحقة، ويعيد الى الاذهان فشل خيار العملية الجراحية التي اجراها للنظام و تنصيبه ابراهيم رئيسي.      

وصف خامنئي نظرة الطرفين لبعضهما بـ “الهدامة” مشيرا الى انهما ينظران بعين المتنافس، ويحاول كل منهما الايقاع بالاخر، مما يؤدي الى مشكلات لكليهما، كما ابدى استياءه من محاكمة وزير الصناعة والتجارة والمناجم، محذرا من الإفراط في استخدام أدوات الرقابة. 

قال في سياق انتقاداته ان عزل وزير التجارة تم بعد ثلاثة أشهر من التصويت على الثقة، ولم يمنعه ذلك من وصف مجلس الشورى بالثوري، ليكشف عن رغبة التستر على الأزمة المتفاقمة وفساد اعضاء البرلمان المختارين. 

لم تغب ازمة البرلمان والحكومة عن وسائل الاعلام الحكومية، فقد نشرت صحيفة ستارة صبح تقريرا تحت  عنوان “عجز الموازنة 794 ألف مليار تومان يظهر أداء مجلس الشورى” جاء فيه ان “البرلمان والحكومة جاءا بشعارات اقتصادية و معيشية لم تحسن مؤشرات الاقتصاد والاستثمار او معدل التضخم”. 

 تساءلت الصحيفة “هل كان لدينا المزيد من جذب رأس المال أو هروب رأس المال، هل استقطبنا المزيد من الإيرانيين المقيمين في الخارج أم هربت النخب من البلاد خلال هذه الفترة” واجابت على التساؤلات بان “كل حالة من هذه الحالات تثبت أن الأداء لم يكن مثاليًا” لا سيما وان “العمل تم على عكس الشعارات التي رُفعت” واتخذت ستارة صبح من زيادة تعقيدات ازمة السكن مثالا على ذلك. 

انتهت ستارة صبح الى خلاصات مقلقة بالنسبة للنظام، بوصفها ما يجري بالازدواجية والتخريب، واشارتها الى خروج زمام الامور من يد الولي الفقيه، وتحول الوحش البيروقراطي الذي نما خلال العقود الماضية الى “فرانكشتاين” يهاجم خالقه. 

تحدث خامنئي في تصريحاته الاخيرة عما وصفه بثنائية التقريب والتخريب، والتنافس الذي يحكم العقليات ويدفع اصحابه لايقاع الخصم على الأرض، واصفا هذه النظرة بالخطيرة، وفي هذه التصريحات تعبير عن ازمة متأصلة داخل النظام، واعتراف باسباب الصراع الذي يمنع التوفيق بين نظام ولاية الفقيه والشعب المكبّل. 

 فشل الحكومة الموحدة التي تفتقت عن ذهن خامنئي لمواجهة انتفاضات الشعب الايراني ـ وكان من بين خطوات تشكيلها اقصاء احد تيارات الحكم وتنصيب رئيسي ـ مقدمة للفشل النهائي وهدم خيام ولاية الفقيه على يد الثوار. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة