الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومعبثية المناسبات البديلة 

عبثية المناسبات البديلة 

0Shares

عبثية المناسبات البديلة 

حاول نظام الملالي في ايران فرض مناسبات بديلة لذكرى تظاهرات 30 ديسمبر 2009، بمسيرات 400 نعش لضحايا الحرب العراقية ـ الايرانية، تلتها مراسم التعزية بذكرى هلاک قاسم سليماني، لتستمر الفعاليات مدة اسبوعين، مما دفع المنتفضين لردود سريعة وغاضبة.  

بدأت التعبئة الدعائية في 27 ديسمبر مع طواف 400 نعش لرفات ضحايا الحرب الإيرانية العراقية، محطمة الرقم القياسي لعدد النعوش قياسا بالسنوات الماضية، تلاها  اياما أخرى لمراسم التعزية بذكرى هلاك قاسم سليماني.  

ترافقت هذه الفعاليات مع حالة من الصخب الإذاعي والتلفزيوني، شاركت فيها الصحف الحكومية، بالاضافة الى خطب منابر صلاة الجمعة، مما اضفى على الحدث مناخات ديماغوجية وشعبوية. 

كان واضحا سعي حكم الولي الفقيه لصناعة مناسبة 30 ديسمبر بديلة لذكرى المظاهرات المضادة لنظامه التي حدثت في 30 ديسمبر 2009، والتلميح الى القدرة على إنهاء الانتفاضة، حيث قال قائد الحرس حسين سلامي في مراسيم سليماني التي أقيمت في كرمان ان “العدو جاء لسرقة عقول شبابنا ووضعهم في وجه الثورة، لكن هذه المحاولات المخادعة تلاشت لمدة 10 أيام بسبب حب شباب هذه الأرض لهذه الشخصية العظيمة ” وبلغة تحريضية قدم  الخبير الحكومي اصغر زادة في ذات المناسبة رؤيته التي تحدث فيها عن تاريخين، احدهما بدء الثورة الاسلامية وله رجال من امثال سليماني، فيما يجعل التاريخ الاخر من مريم رجوي رئيسا للايرانيين.  

دفعت هذه المحاولات شبان الانتفاضة الى ردود سريعة وغاضبة  اكدت على فشل الملالي ومراوحتهم في المربع الاول حيث تم تدمير تماثيل لسليماني وإضرام النار في صوره و لافتات دعائية متعلقة باحياء ذكراه.  

بلغ رد المنتفضين ذروته في صباح يوم 9 يناير حيث تجمع المواطنون الغاضبون وشباب الانتفاضة من منتصف ليل الأحد حتى صباح الاثنين أمام سجن كوهردشت، أحد رموز الترهيب والمجازر في العقود الأخيرة، لمنع اعدام الشابين محمد قبادلو البالغ من العمر 22 عامًا، ومحمد بروغني الذي يبلغ الـ 19 عامًا، واطلق الجمع هتافات “هذه هي الرسالة الأخيرة، لو نفذتم الإعدام ننتفض”، “سأخذ بثأر أخي”، “هذا العام عام الدم سيسقط فيه خامنئي” و “إذا قتل شخص، سيحل محله ألف شخص” لتتحول ليلة البرد والشتاء في كوهردشت إلى ربيع للحرية.  

وبذلك ادت التعبئة الضخمة التي مارسها إعلام ومنابر النظام الدعائية لمدة أسبوعين لتكريس الغضب والكراهية لدى المواطنين، وزيادة عزيمتهم على قلب النظام، لتضاف حلقة جديدة لسلسلة من  المحاولات الفاشلة التي جرت خلال الاشهر الاربعة الماضية، واثبتت عجز الملالي عن تدارك انهيارهم. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة