الجمعة, مايو 10, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرتقاريرغيوم جبهة الخوف تخيِّم على بيت خامنئي العنكبوتي الهش  

غيوم جبهة الخوف تخيِّم على بيت خامنئي العنكبوتي الهش  

0Shares

غيوم جبهة الخوف تخيِّم على بيت خامنئي العنكبوتي الهش  

“إن عنف الجمهورية الإسلامية ناجم عن الخوف المطلق”. كان هذا تصريح وزيرة الخارجية الألمانية (الشريك التجاري الأهم لنظام الملالي)، في 29 سبتمبر 2022.  

والحقيقة هي أن تبيين مثل هذا التصريح لأمر محزن ومؤلم جدًا لسلطة الملالي التي أنفقت الأموال بسخاء من جيوب الإيرانيين لسنوات عديدة على الدول الغربية التي تنتهج سياسة الاسترضاء، وباعت الأصول الوطنية الإيرانية بالمزاد العلني لإطالة فترة حكمها المخزي.  

إن عنف الجمهورية الإسلامية ناجم عن الخوف المطلق

كما أنه من الواضح أن اتخاذ موقف على هذا النحو ليس عفويًا وغير مدروس على الإطلاق. لذلك، ينبغي دراسة كشف النقاب عن هذه الظاهرة الخطيرة غير المسبوقة التي أجبرت وزيرة خارجية حالية في دولة أوروبية كبرى على التعبير عن مثل هذا الموقف متوخيًا المزيد من الدقة.  

رسالة استمرارية الانتفاضة وراديكاليتها 

إن أول بادرة تنكشف للغرباء والمعارف في عالم السياسة، في الأسبوع الـ 5 من انتفاضة الشعب الإيراني البطولية والوطنية، هي القوة الحقيقية لهذا الشعب. 

ولكن عندما نركِّز الاهتمام على مستوى الوضع الذي آلت إليه الانتفاضة وراديكاليتها صعبة المراس نجد أن الاستنتاج الرئيسي الذي يمكن استخلاصه هو القرار الجاد والإرادة القوية التي تتحلى بها الجبهة الشعبية. قرارٌ لم يُتخذ من أجل الاسترضاء والسعي إلى “التصالح”، بل اتُخذ من أجل “الإطاحة”، إذ أن الكيِّس ليس لديه نية للتصالح على الإطلاق.   

كما أن هذه الحقيقة تشقُّ طريقها في وسائل إعلام نظام الملالي منذ فترة طويلة حتى الآن، حتى أن وسائل الإعلام هذه لا ترى أن القمع المحتمل للانتفاضة الحالية يخدم مصلحة الولي الفقيه العاجز لنظام الملالي! نظرًا لأن الجرثومة الرئيسية كامنةٌ في بيت عنكبوت ولاية الفقيه! 

ذكرت وكالة “إيسنا” الحكومية للأنباء على لسان عنصر حكومي يُدعى سيد حسن موسوي جلك (رئيس جمعية الأخصائيين الاجتماعيين في نظام الملالي)، قوله: “إن هذه الأحداث ستكون أكثر عنفًا في المرة القادمة إذا لم يتمكن المواطنون من تحقيق مطالبهم، وإذا هدأت الأزمة هذه المرة دون حل المشكلة”. (17 أكتوبر 2022). 

عندما ينتفض أبناء الوطن متحلين بهذه الإرادة، فإنهم يرسلون رسالة إلى العالم مفادها الرغبة في التغيير والإطاحة بالبنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الفاسدة، بهدف إرساء حكومة وطنية قائمة على القيم الإنسانية. والجدير بالذكر أن جميع شعوب العالم أيضًا تدرك هذا الأمر، وتشعر به، وتنتفض لدعمه. ولا خيار أمام السياسيين، في ظل مثل هذا التضامن العالمي، وكذلك في العصر الجديد للإعلام والتوعية؛ سوى مواكبة الأمور.  

عيون خامنئي تعبِّر عن مدى ذعره! 

يُعتبر ارتكاب الجرائم وتضييق الخناق والترويع، إلى جانب مظلة كثيفة من الدعاية وتلفيق الأكاذيب؛ من أهم أدوات الديكتاتور المتجبِّر لإسكات أصوات المظلومين. ويمضي خامنئي قدمًا في هذا الاتجاه بأقصى درجات القسوة، ولم يتورَّع عن ارتكاب أي جريمة. بيد أن الاعترافات الأخيرة لوسائل الإعلام، علمًا بأنها رهن إشارة ولاية الفقيه تُظهر بوضوح أن رصاصات الديكتاتور أخطأت الهدف وذهبت أدراج الرياح! 

واعترفت صحيفة “ستاره صبح” الحكومية، في عددها الصادر في 17 أكتوبر 2022،  في إشارتها إلى فشل الدعاية الكاذبة المنتمية لولاية الفقيه؛ بانعدام الثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام المحلية. وتعترف هذه الصحيفة بأنه لم يكن من شأن الـ 50,000 موظف في هيئة الإذاعة والتلفزة الحكومية، ولا آلاف المليارات من رؤوس الأموال التي خصصها لها خامنئي؛ إقناع الإيرانيين بأكاذيب المنتمين لولاية الفقيه. فضلًا عن أن تراجع عدد توزيع الصحف الحكومية من 1,000,000 إلى 10,000 نسخة يُعتبر في حد ذاته حقيقة لا جدال فيها لإثبات هذا الادعاء! 

والجدير بالذكر أن بركان الغضب القومي المتراكم ينفجر لدرجة أن سياسة “الترويع” وتضييق الخناق تحت عباءة ولاية الفقيه لم تعد لها جدوى. ومع كل جريمة يرتكبها وحوش نظام الملالي وكل عمل عدائي يلجأون إليه لإسكات صوت الاحتجاج، يدخل المزيد من المواطنين في مسرح الأحداث، ويتعرض جزء أكبر من هيكل جهاز القمع للاهتزاز والانهيار. إذ أن شعار الشباب: “كل شخص يُقتل وراءه ألف شخص” ينطوي مقدمًا على رد حاسم بكل ما تحمل الكلمة من معنى.  

وهكذا، ليس الشباب والمسنون فقط هم من يقرأون هذه الأيام الخوف ليس فقط في عيون الولي الفقيه العاجز عند كل ظهور له وتهديد يطلقه وعواء يصدر منه، بل إن المراهقين في البلاد أيضًا يقرأون ذلك.  

ومن المؤكد أن غيوم الخوف لن تمطر إلا النار على بيت خامنئي العنكبوتي!  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة