الإثنين, مايو 13, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممتاهة مافيا العطش 

متاهة مافيا العطش 

0Shares

متاهة مافيا العطش 

تتفاقم ازمة المياه في ايران مع امتدادها من شهركرد الى مدينتي همدان واورمية لتفوق مظاهر الجفاف والعطش في أكثر من 300 مدينة وآلاف القرى، وسط توقعات بمزيد من التفاقم، مع هدوء الفيضانات المدمرة في الايام المقبلة. 

تفيد التقارير الواردة من همدان بعدم تدفق قطرة واحدة من مياه الشرب في أنابيب المدينة خلال الأيام الخمسة الماضية، مع جفاف بحيرة سد إكباتان، التي كانت توفر مياه الشرب للمدينة، ليقتصر الامر على بركة محدودة تتيح وصول الماء المختلط بالطين، ولا تجد سلطات المحافظة سوى اطلاق الوعود الكاذبة ودعوة المواطنين إلى التحلي بالصبر. 

 وعد حاكم همدان بحل “مشكلة المياه في الأشهر المقبلة” و “تأجير 12 حلقة من الآبار الزراعية” مما اثار تندر اهالي المدينة الذين يعلمون بعدم كفاية هذه الحلقات لسد حاجة سكان همدان البالغ عددهم أكثر من 500000 نسمة، ومزارعي المحافظة الذين يحتاجون المياه لأغراض أخرى، مما يعني ان الملالي يتعاملون مع ازمة المياه باعتبارها “أزمة أمنية” يمكن حلها بوعود تهدئ الغضب . 

اعتبر عيسى كلانتري الرئيس السابق لمنظمة حماية البيئة ما توقعه بعض خبراء البيئة بأن موارد إيران المائية ستنتهي في أقل من 50 عامًا افراطا في التفاؤل، مشيرا الى ان الوضع المائي أسوأ بكثير مما يقال، ومحذرا من نقص وشيك بالمياه يشمل مختلف انحاء ايران، باستثناء خوزستان. 

يظهر المنحى الذي اخذته الازمة خلال السنوات الاربع الماضية أن توقعات عيسى كلانتري كانت متفائلة ايضا، لأن  خوزستان ليست مستثناة من الازمة، فقد كانت من المناطق العطشى خلال العام الماضي، ولم يستطع الملالي إخماد انتفاضتها إلا بقمع دموي.  

واصابت توقعات كلانتري وخبراء اجانب فيما يتعلق بهجرة عشرات الملايين من الايرانيين بسبب نقص المياه حيث بدأ السكان مغادرة مناطق مثل أصفهان.  

وكانت هذه التطورات كافية لاطلاق بعض الصحف دعوات  لاخراج بيئة البلاد ومواردها المائية من قبضة مافيا المياه، وهي جزء من المافيا الاقتصادية، لكنها تجنبت الاشارة الى استيلاء قوات الحرس على موارد المياه في البلاد واهدارها في صناعات الصلب والبتروكيماويات والأسلحة. 

تتفاقم الازمات في ايران بما في ذلك ازمة المياه، لا تجد طريقها للحل، او حتى التخفيف من حدتها، في ظل وجود نظام الملالي، وتتكرس هذه القناعة لدى الايرانيين يوما بعد يوم، لتفتح الباب على مصراعيه امام المزيد من الانتفاضات والاحتجاجات المستمرة حتى انهاء حكم الولي الفقيه.   

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة