الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومتصدعات القبضة الحديدية

تصدعات القبضة الحديدية

0Shares

تصدعات القبضة الحديدية

ما زالت تداعيات زلزال اقالة رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري حسين طائب مستمرة في الاجهزة الامنية الايرانية، نظرا لاهمية الحرس في النظام السياسي الايراني، ودور جهاز استخباراته في عمليات القمع والترهيب، ووجود طائب في موقعه لمدة 13 عاما، وقربه من  مجتبى خامنئي، ومن ثم الولي الفقيه.

تجري منذ ذلك الحين سلسلة من عمليات الفصل والتحويل على أعلى مستويات الحرس، ولكل منها أهميته وعواقبه، احدى حلقاتها إقالة وسجن العميد علي نصيري رئيس أمن الحرس السابق الذي كان مسؤولاً عن حماية خامنئي ومقره.

وتكشف تصريحات قائد الحرس حسين سلامي بوضوح الأبعاد المذهلة لتفكك الحرس والأزمة التي عصفت بالنظام، بشكل غير مسبوق، حيث قال في حفل تقديم الرئيس الجديد لهيئة حماية المعلومات في الحرس ان “العدو يريد أن يصادر ثقتنا بأنفسنا ويفرغنا من الداخل” وهذا هو أخطر أنواع الغزو وأكثرها تعقيدا، مؤكدا على ان المعلومات التي يوفرها الحرس تحول دون تواصل القوى الداخلية مع العدو.

ولعبارات مثل “يريد العدو إفراغنا من الداخل” و “أخطر أنواع الغزو وأكثرها تعقيدا” و”الخوف من مواجهة مصير الأنظمة المنهارة” التي قالها سلامي دلالات لا تخفى على العارفين بتطورات الاوضاع في ايران.

 اعتراف حسين سلامي بتأثير العدو وتواصله مع القوى الداخلية شيء، ووصل القوى الداخلية مع العدو أمر آخر، لاسيما وانه يدلل على ان المراتب العليا في الحرس تسعى لـ “التواصل” مع عدوها.

 واللافت للنظر أن الامور لا تقتصر على اعتقال عدد قليل من قادة الحرس المعروفين، فقد  كان هناك حديث عن موجة خوف من الاعتقالات بين حراس الأمن وحماية الأجهزة الحساسة للنظام في الأشهر الأخيرة.

 عندما استولت وحدات المقاومة على العديد من القنوات الإذاعية والتلفزيونية في فبراير الماضي، قام الحرس وأجهزة استخبارات النظام بحبس موظفي الإذاعة والتلفزيون في أماكن عملهم ليتم استجوابهم، وتحدثت وسائل الإعلام وخبراء حكوميون عن الحاجة إلى “اكتشاف المتسللين”، وسادت حالة من  الخوف والارتباك بعد هجمات وحدات المقاومة على وزارة الرقابة والإرشاد في نظام الملالي، الهجوم الالكتروني على بلدية طهران، وتعطيل الكاميرات الأمنية في أكثر المناطق حساسية، و قبر خميني في ذكرى موته.

تذكرنا حالة التفكك والتشتت التي تمر بها ركائز النظام، وفي مقدمتها الاجهزة الامنية، باحداث الاشهر الاخيرة التي سبقت سقوط الشاه، لتضاف الى سلسلة المؤشرات التي تدلل على قرب التغيير في ايران.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة