الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةاحتجاجات إيرانالتضامن الوطني يفشل قمع النظام في إيران

التضامن الوطني يفشل قمع النظام في إيران

0Shares

التضامن الوطني يفشل قمع النظام في إيران

وصلت آثار استمرارية انتفاضات مايو 2022 إلى الجذور الأساسية لأزمة الـ 43 عاما الماضية في إيران، وفي هذه الأيام أصبح مبدأ ولاية الفقيه وشخص الولي الفقيه المحور الأساسي لشعارات الشعب الإيراني، وعلى الجانب الآخر من الموقف بات موضوع الأزمة داخل السلطة الحاكمة العامل المنتج والمسبب لنمو وارتقاء الاحتجاجات إلى المستوى السياسي ورفض وإنكار نظام الملالي برمته.

يظهر تاريخ الإطاحة بالديكتاتوريات مبينا أنه كلما تصاعدت الأزمات السياسية والاجتماعية ضد السلطة وأصبحت مستهدفة، وتتدفق آثارها على الفور إلى قلب الحكومة وتتسبب في خلق واستمرار تحديات داخلها لها.

ولنأخذ ما يلي كنموذج مثلا أن أحد أعضاء مجلس الشورى السابق في إشارة له إلى الانتفاضات في 21 مايو من هذا العام لم يتبقى أمامه سوى ذكر إسم خامنئي، وهو ناصر قوامي رئيس اللجنة القضائية والقانونية للدورة السادسة لمجلس الملالي حيث قال: ” إننا لا نجرؤ على توضيح مسببات وجود هذه المشاكل، فإذا تكلمنا عن جذور هذه المشاكل وأسبابها فسيعتبرون تصريحاتنا أمنية وسيتعاملون معنا بالقوة والعنف، وإذا أردتم أنتم الصحفيين التحدث كثيرا عن هذه الحالات فستعانون نفس مصير أولئك الذين أُلقي بهم في السجون، وكل النشطاء السياسيين وأنتم الصحفيون وحتى الناس يعرفون أين تكمن المشكلة” (موقع ديدبان إيران 19 مايو 2022).

 نعم لقد عرف الشعب الإيراني منذ زمن طويل أن الولي الفقيه يجلس على رأس الأوليغارشية السياسية وجغرافية النهب، ولهذا السبب أصبح في هذه الأيام هدفا لرغبات الناس في الإطاحة به، ولهذا السبب تفجر الأوضاع بكل مكان في إيران هذه الأيام، ولذلك يخشى النظام من المدن الكبرى مثل طهران ومشهد وتبريز ورشت وأصفهان والأهواز وغيرها…، ووضعت الحكومة جميع رؤوس أموالها وأصولها القمعية في وضع الاستعداد على مدار الـ 24 ساعة للسيطرة على المدن الكبرى.

وصلت الأزمة بين الشعب والحكومة إلى صلب المعيشة وهو سلب الخبز، وبذلك أوصل القضية إلى صراع مفاده إما الحياة أو الموت، ولا يمكن للنظام القيام بأي مناورات سياسية أو اقتصادية مع حكومة الولي الفقيه، كما يدرك جيدا أن الغالبية العظمى من الإيرانيين قد تجاوزوا نظام الملالي برمته.

في الأجواء الملتهبة بهذه الأيام التي تدور فيها الانتفاضات بالمدن الصغيرة تسير سلطة الملالي بأقدامها على القنابل كي تتمكن من اجتياز هذه المرحلة؛ وما انتفاضة “الخبز” بمزحة وأن لهذه الانتفاضة سقف سياسي وهذا هو المطالبة بالحرية.

في هذه الأيام مقص الاقتصاد والسياسة هو (الرزق والحرية) والنظام محاصرا في أسوأ حالاته، والتضامن الوطني للمدن الأخرى مع الانتفاضات هو العنصر الرئيسي في امتصاص الضغط عن المدن الصغيرة.

وسيطوق التضامن الوطني مع الانتفاضات الجارية وسيولها المتلاطمة الهائجة النظام برمته بكل قواه القمعية مؤديا إلى كسر موجة الكبت وينتصر حضور التواجد والتضامن الوطني، ومن ميزات الانتفاضات الأخيرة أنها أشارت بإصبعها إلى أن جذور الأزمة المستمرة تعود إلى 43 عاما في إيران محدة أسباب ترديها، ولهذا السبب أيضا فإنه كلما إزدادت أعداد المؤيدين والمتضامنين مع الثوار كلما أغلقت الطريق في وجه دوريات القمع الحكومية وصعّبت عليهم الأمر من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن هيمنة اليد العليا للشعب ستدفع نحو التراجع عن موجات القهر والكبت وسينتهي وينكسر كتحصيل حاصل، وهذه هي قوة ونتيجة التضامن الوطني في هذه المرحلة من الانتفاضات الجارية

وصلت إيران إلى مرحلة مهمة مرحلة فرض وتحديد المهمة النهائية مع نظام الملالي، وليتحمل كل منا مسؤولية وطنية وإنسانية وتاريخية أمام هذا التحول الكبير لتحقيق الحرية والديمقراطية من خلال مؤشر رفض وإنكار سلطة ولاية الفقيه برمتها، ولنغتنم اللحظة الموعودة المرتقبة منذ سنين وها قد أصبحت ماثلة أمامنا الآن.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة