الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومانتفاضة الخبز تقرع أبواب الملالي

انتفاضة الخبز تقرع أبواب الملالي

0Shares

انتفاضة الخبز تقرع أبواب الملالي

ظهر العديد من الدلالات على الانتفاضة التي شهدتها محافظة خوزستان، وامتدت إلى خراسان، وجهارمحال وبختياري، وأصفهان بعد إزالة العملة التفضيلية والوعد بتقنين الخبز، ولعل أبرز ما يلفت النظر في هذا السياق مصطلح “انتفاضة الخبز” الذي يتردد في العديد من الأوساط الايرانية، والانتقال السريع لهتافات “تبًا للغلاء” إلى “الموت لرئيسي” و”الموت لخامنئي” وإحراق لافتات الولي الفقيه، ومهاجمة مراكز القمع في مختلف المدن.

تقود هذه الدلالات إلى تبلور حالة جديدة من الوعي الوطني والغليان الاجتماعي، فلم يعد خافيًا على الشارع الإيراني وقوف خامنئي ورئيسي وراء القرارات التي تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد، فيما تتساءل أوساط النظام حول ما إذا كانت مهاجمة المرافق جزء من المطالبة بإنهاء الغلاء.

وكان رفع المحتجين لسقفهم السياسي نتائجه السريعة على الملالي، فلم يجرؤ النظام  على رفع الدعم عن الخبز التقليدي، لاسيما وأن لديه سوابق مع احتجاجات الشارع بعد رفع أسعار البنزين.

من بين المؤشرات التي يتم التقاطها بسهولة محاولة الملالي ترويج معلومات مغلوطة حول احتواء المظاهرات في الوقت الذي كان الشارع يتهيأ لانتفاضات جديدة، أكثر تجذرا من الانتفاضات التي تسبقها، وأشد خطرًا على استقرار النظام.

الظروف التي يعيشها نظام الملالي تحوّل دون بقائه في مربع التريث في رفع الدعم عن الخبز التقليدي ومحاولة تهدئة غضب الإيرانيين، فهو يعاني من ضائقة اقتصادية شديدة وحاجة ماسة إلى المال لتغطية تكاليف القمع، مشاريع الصواريخ والنووية، وتصدير الإرهاب والتدخل الإقليمي.

بذلك يتعيّن على النظام في وقت لاحق تنفيذ ما تبقى من إلغاء العملة المفضلة، ليشمل الخبز التقليدي، من خلال المضي قدما في مساعي إلغاء دعم الدقيق الذي يمثل قوت 80 مليون إيراني.

تتجه المؤشرات التي يعيها خامنئي جيدا إلى أن انتفاضة ما بعد إلغاء الدعم عن الخبز التقليدي ستكون أكبر بكثير من انتفاضة الاحتجاج على رفع أسعار البنزين نظرا لأهمية السلعة ولذلك يستعد لموجة أعلى من القمع ببنائه قواعد جديدة للباسيج في بعض المناطق المرشحة لان تكون بؤرًا للانتفاضة المقبلة.

الاحتجاجات التي تشهدها البلاد اليوم مقدمة لانتفاضة أوسع وأكثر تجذيرا وشمولا، مما يعني اضطرار الملالي لمواجهة تطورات غير مسبوقة في المرحلة المقبلة، وفي ظل عدم قدرتهم على توفير الحل الاقتصادي لن يجدوا أمامهم سوى استخدام أدوات القمع التي أثبتت فشلها في ثني الإيرانيين عن رفع أسقفهم السياسية، لتتجاوز بقاء  نظام الولي الفقيه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة