الخميس, مايو 2, 2024

أكاذيب الطغاة

0Shares

أكاذيب الطغاة 

تبقى إجراءات ومواقف وتصريحات خامنئي حول الأوضاع الداخلية في إيران دافعا لاستحضار مقولة الكاتب التركي الشهير عزيز نيسين بأن كل ما يقوله الطغاة أكاذيب، باستثناء ما ينكرونه، فقد أعلن الولي الفقيه في انتفاضة نوفمبر 2019 أنه لا يملك الخبرة للحديث حول ارتفاع أسعار البنزين الذي ادى لاندلاع الانتفاضة، لكنه أكد في المقابل تأييده لقرار الرفع الذي اتخذه رؤساء السلطات الثلاث.  

كان واضحا أن بؤس أوضاع النظام، عدم امتلاكه الأموال للإنفاق على القمع والإرهاب، ورغبته في توفير الكلفة من جيوب الإيرانيين، وراء المخاطرة باتخاذ قرار الرفع، والإيعاز لرؤساء السلطات الثلاث بدعمه.  

 يأتي استهداف الخبز والسلع الأساسية الأخرى في ذات السياق، أرادوا تدبير إنفاقات الباسيج والحرس وحسن نصر الله والحوثيين والصواريخ والأسلحة النووية من موائد الشعب الفارغة  تحت يافطة العملية الجراحية الاقتصادية. 

يسعى خامنئي للاستيلاء على ما بين 8 مليارات دولار و18 مليار دولار من جيوب الشعب الإيراني بإلغاء الدعم الحكومي للعملة ـ دون الإعلان عن الإلغاء ـ مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، لدرجة اعتراف وسائل إعلام النظام بأن قيمة الإعانة البالغة 400 ألف تومان لاتكفي أكثر من وجبة واحدة للأسرة، وتحذيرها من انتفاضة شبيهة بما حدث عام 2019، وربما أسوأ، وإشارة وكلاء النظام إلى أن إلغاء العملة المفضلة خيار حكومة رئيسي الأخير، وإقرارهم بأن خامنئي وراء قرارات الرفع. 

تمثلت مقدمة هذه الإجراءات بتنصيب إبراهيم رئيسي رئيسا للنظام، تلاه ترقية قوة الشرطة القمعية إلى قيادة عامة، محاولة إقامة 500 قاعدة للقوات القمعية في أصفهان، والدعوة إلى تجميع 30 ألف من الباسيج عند قبر خميني، إلخ،  فقد رأى الولي الفقيه ضرورة تخويف المواطنين بتصعيد سياسة القمع ورفع منسوب السلطوية لإجراء الجراحة الاقتصادية. 

أظهر اندلاع الانتفاضة في مدن مختلفة، واستيلائها على مقرات الباسيج الطبيعة المتفجرة للمجتمع، التي لا تترك مجالًا للمناورات، في الوقت الذي تتجه الأسعار نحو ارتفاعات صاروخية تشمل كل السلع، مما يعني موجات أخرى من الانتفاضات، واضطرابات مذهلة تهز أركان النظام في الأشهر المقبلة. 

ستكون مخرجات خامنئي الهندسية وجراحته الاقتصادية مدخلا لجراحة أوسع وأشمل، مع إمساك الشعب الإيراني بزمام الامور، واستئصاله نظام النهب، لتتخلص البلاد من ورم سرطاني دام أربعة عقود.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة