الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومسياسة المشارط الصدئة

سياسة المشارط الصدئة

0Shares

سياسة المشارط الصدئة

تسارعت وتيرة تدهور الوضع المعيشي للايرانيين قبل مرور شهر على محاولة رئيس نظام الملالي ابراهيم رئيسي التقليل من اثر الغاء العملة المفضلة، وتأكيداته على عدم تأثر الاوضاع الاقتصادية بتداعياته المتزايدة.

 طال التضخم المنفلت آخر ما تبقى على موائد الايرانيين، ارتفع سعر القمح بنسبة 100٪ مقارنة بما كان عليه قبل 3 سنوات، زاد سعر الدقيق التقليدي والصناعي من 2500 تومان إلى ما يتراوح بين 12000 و 16900 تومان، ليرتفع معه سعر الخبز، ارتفع سعر خبز الساندويتش 13 مرة، زاد سعر علبة زيت الطهي من 500 تومان إلى 170 ألف تومان، سجل سعر الأرز ارتفاعا بنسبة 130% خلال 6 أشهر، فيما ارتفع سعر الدواء 10 مرات، وتحدثت وسائل إعلام حكومية عن كسر ظهور مستأجري العقارات.

دفع التذمر الشعبي الواسع من الارتفاعات الفلكية في الاسعار ابراهيم رئيسي لمحاولة تخدير الشارع بوعد تعويض المواطنين عن إلغاء العملة المفضلة بإعانات تصل الى 300 و 400 ألف تومان.

 انطوي وعد رئيسي على محاولة لإخفاء عملية النهب، حيث يتيح إلغاء الدعم توفير 8 مليارات دولار من الأموال التي يمكن أن تنفق على الإرهاب والاجهزة القمعية، وإذا أخذت زيادة الأسعار في عين الاعتبار، تصل سرقات رئيسي من جيوب الشعب إلى 18 مليار دولار، حيث تحدث وزير العمل عبد الملكي مع بداية موجة التضخم الأخيرة عن مليار و270 مليون دولار تتدفق إلى الحكومة شهريا، ويعترف بعض الخبراء الحكوميين باستخدام عمليات الابتزاز الحكومي في تعويض عجز الموازنة.  

يعيد وعد زيادة الدعم  افلام “روبن هود” الكارتونية إلى الاذهان، حيث يلقي قطعة النقود المعدنية إلى كوب المتسول لتقفز قطعتان يلتقطهما في الهواء، يعي المتابعون الية دورة الاسعار، ولا يغيب عنهم ان النهب الناتج عن إزالة العملة المفضلة عدة أضعاف الزيادة في الدعم، تتناقص القوة الشرائية للدعم البالغ 400 ألف تومان مع انخفاض قيمة الريال، ويرتفع التضخم بسرعة، لذلك تبقى المسافة بين معدلات التضخم ومعدل الدعم في تزايد باستمرار.

يتجاهل رئيسي ضرورة تقديم شروحات حول إمكانية تقديم “تعويض” في ظل عجزه عن توفير عملة تفضيلية لا سيما وانه لم يتم ادراج التعويض في موازنة الدولة، مما يعني لجوءه إلى  طباعة أوراق نقدية دون رصيد، حيث اعترف الرئيس السابق للبنك المركزي همتي بطباعة حكومة رئيسي 142 ألف مليار تومان حتى الآن لتستحق لقب سلطان طباعة النقود.  

آلية الإصلاح الاقتصادي في حكومة رئيسي فاضحة  إلى حد اعتراف الملالي بان “الاستمرار في تقديم الدعم يعني ترك المشرط الصدئ في جسم المريض ليصبح أكثر عدوى ومعاناة” مما يعني بقاء الاحتجاجات على تدهور الاوضاع المعيشية واستمرار العجز الحكومي في معالجة أسباب التدهور.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة