الأحد, مايو 12, 2024

اوهام الاخضاع

0Shares

اوهام الاخضاع

تأخذ عقارب الساعة في ايران اتجاها مختلفا عما اراده الملالي، لتتجاوز محاولات تزييف ارادة الايرانيين، اخضاعهم، وتجاهل حضورهم في معادلة صناعة القرار.

يهتف المتظاهرون في المدن الايرانية اليوم بـ “الموت لرئيسي” ليتبدد وصف خامنئي لتنصيب المسؤول عن مجزرة 1988 بانه مؤشر على الديمقراطية، ويجد نظامه في مواجهة  الغليان الخارج من تحت جلد البلاد الى الشوارع  في دزفول وإيذه ومسجد سليمان ودرود وأنديمشك وجونقان وشهركرد وماهشهر، في مؤشر واضح على عودة اخرى الى المربع الاول.

 يخرج الشباب منذ عدة ليال الى ميادين وشوارع مدنهم بهتافاتهم المطالبة برحيل الملالي، المنددة بسياسات القمع والنهب والتجويع، لتتسرب صرخات الجياع الى الخارج، رغم قطع الانترنت، وتكشف عن تصدعات جدار الرقابة.

تحضر في هذه المناخات تصريحات خامنئي، حين حذر اركان نظامه من “ثغرات داخل الدولة” في العام 2016  ، وحثهم على منع توسيع هذه الثغرات، لتجنب انفجار الزلزال.

بدأ الزلزال الذي توقعه خامنئي بعد عام على تحذيره الشهير ليتحول الى كابوس يقض مضجعه، في 2017، ويستمر الى صيف 2018 ، ويمتد الى تشرين الثاني   وكانون الأول 2019، ليطلق عليه وصف المؤامرة العميقة والواسعة والخطيرة للغاية، ويفسره مستشار رئيس النظام حينذاك حسام الدين آشنا بانه “عملية الضياء الخالد رقم 2”.

تلقف خامنئي وباء كورونا باعتباره “نعمة” و “فرصة” واستخدمه أداة لقتل الناس بالجملة والتصدي للزلازل اللاحقة، مما أدى إلى قتل أكثر من 500 ألف إيراني، لكن هذه الجريمة سرعت في تصدع النظام، ليترنح على وقع الاحتجاجات خلال عامي 2020 ، 2021.

حاول خامنئي ورئيسي اشغال الناس باوضاعهم المعيشية، تم تجويعهم بالغاء العملة المفضلة، أزالة الدعم عن السلع الأساسية، ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن والبيض ومنتجات الألبان عدة مرات، وخداعهم باطلاق وعود وقف التضخم.

انقلب السحر على خامنئي ورئيسي خلال الايام الماضية، لم يخضع المواطنون للموت التدريجي جوعا، خرجوا إلى الشوارع لعدة ليالٍ، اشتبكوا مع حرس خامنئي في أنديمشك، أشعلوا النار في قاعدة للباسيج المناهض للشعب في جونقان، ويجري تداول تقارير عن اشتباكات مسلحة.

  التصدعات اليوم أكثر نشاطًا، الزلازل اكبر مما يتخيله الملالي، و في الأفق مستقبل مختلف، يصنعه غضب الجياع في شوارع المدن الخارجه عن الحسابات، والمتمردة على اوهام الاخضاع بالقمع والتجويع ونشر الاوبئة .

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة