الإثنين, مايو 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانجمع القمامة ومأساة العيش في النفايات في إيران

جمع القمامة ومأساة العيش في النفايات في إيران

0Shares

جمع القمامة ومأساة العيش في النفايات في إيران

لقد تسبَّب نظام الملالي في أن يكون الوضع المعيشي للمواطنين بائسًا لدرجة أن جمع القمامة والبحث عن الخردة وحتى المواد الغذائية بين مصادر النفايات أصبح مهنة شائعة بين العاطلين عن العمل والفقراء.

والجدير بالذكر أن أطفال العمالة يُعتبرون من بين المجموعات الكبيرة القمَّامة في إيران. ويتم استغلال الأطفال القمَّامين مقابل مبلغ ضئيل من المال من قبل مَن تُسمِّيهم وسائل الإعلام الحكومية بمافيا القمامة، كما أن بداية خيط هذه المافيا موجود في بلديات نظام الملالي.

إن القمَّامين، ولا سيما الأطفال منهم لا يبحثون عن النفايات القابلة لإعادة التدوير؛ في صناديق القمامة وأماكن تجميع الخردة فحسب، بل إنهم مضطرون إلى البحث عن النفايات القابلة لإعادة التدوير في بيئات ملوثة وغير صحية وسط أكوام من النفايات المعدية لبيعها من أجل كسب المال ليتسنى لهم توفير الحد الأدنى من المواد الغذائية اللازمة للعيش على الكفاف من أجل البقاء على قيد الحياة.

ويعمل القمَّامون، ولا سيما الأطفال منهم ما يتراوح بين 10 إلى 11 ساعة يوميًا مقابل أجور متدنية للغاية، دون التمتع بأي نوع من الحماية لكي يربح تجار القمامة الحكوميين، وهم المافيا الحكومية الرسمية المعروفة للجميع؛ عدة آلاف من المليارات من التومان سنويًا من أجور القمَّامين.

وتُظهر مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أطفالًا ورجالًا ونساءً، وحتى كبار السن، وهم يبحثون عن لقمة العيش في صناديق القمامة، في الشوارع.

بيد أن قصة جمع القمامة لا تقتصر على المدن والشوارع، بل تنتشر أيضًا بين القرى، حيث كتبت صحيفة “همدلي” الحكومية، في 18 أبريل 2022، تحت عنوان “تفشي العمل في جمع القمامة في البلاد مخاطرةٌ امتدت من المدن الكبرى إلى القرى”: “لقد ازداد عدد المقبلين على البحث عن لقمة العيش في صناديق القمامة لدرجة أنه يبدو أن صناديق القمامة الحالية في العديد من المدن لا تفي بحاجة القمَّامين. وإذا قمتم بنزهة قصيرة في شوارع العاصمة وأزقتها، فسوف تشاهدون أناسًا بين القمَّامين يحملون أكياسًا بدءًا من الأطفال ممَن تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 11 عامًا وصولًا إلى المسنين ممَن تتراوح أعمارهم بين 70 إلى 80 عامًا، ومن الأولاد الصغار وصولًا إلى المجموعات العائلية الكبيرة وحتى النساء.

إن ما جعل قضية جمع القمامة في إيران أكثر تعقيدًا اليوم تحت وطأة حكم الملالي، في ظل هذه الظروف وعلى هذا النطاق الواسع، هو الزيادة المستمرة في عدد القمَّامين وانتشار هذه الوظيفة بين الكثيرين من الأفراد في المجتمع”.

وتجدر الإشارة إلى أن سلوك مافيا القمامة مع القمَّامين من النساء والرجال، ولا سيما مع الأطفال مجحفٌ لدرجة أن وسائل الإعلام وخبراء الاقتصاد المنتمين إلى نظام الملالي أطلقوا عليه مسمى “العبودية الحديثة”، ويعتبرون أطفال القمامة أشخاصًا يلقون بمستقبلهم في صناديق القمامة.

ولا شك في أن الأمر لا يتعلق بجمع القمامة فحسب، بل إن هناك أعمال معقدة أخرى، من قبيل نقل الوقود، والعتالة، والتسول، وبيع الأعضاء، فضلًا عن النوم في القبور، وما إلى ذلك. فالفقر هو هدية حكومة الملالي لأبناء الوطن المضطهدين في البلاد.

إذ إن اتجاه القمَّامين نحو العمل في القمامة، وناقلي الوقود نحو العمل في نقل الوقود، والعتالين نحو العمل في العتالة ناجمٌ عن الفقر والبطالة والمأزق الاقتصادي.

وهو مأزقٌ ناتج عن نهب قادة نظام الملالي ومؤسساته لموارد هذا الوطن ولهذا الشعب المضطهد.

وأدى هذا الوضع إلى القضاء على الطبقة المتوسطة كطبقة مؤثرة ومهمة في اقتصاد البلاد، ودفع سكانها إلى العيش في مستعمرة الفقراء ومَن يعيشون تحت خط الفقر والمهمشين.

والجدير بالذكر أن هذا الوضع هو الوجه الآخر لعملة نهب نظام الملالي، والذي تم في أحدث مثال عليه – وهو من أصغر الأمثلة – فقدان 1500 مليار تومان في الغرفة التجارية!

ولكن يبدو أنه استنادًا إلى ما ذكرته صحيفة “فرهيختكان” المحسوبة على زمرة خامنئي أن مبلغ الأموال المفقودة في الغرفة التجارية يفوق هذا المبلغ بعدة أضعاف. وتشير الوثائق الموثوقة والمتقنة إلى أن مدفوعات شركة واحدة فقط للغرفة التجارية تعادل 53 في المائة من الدخل المُطالب به لهذه الغرفة. والغرفة التجارية لديها وديعة بقيمة 1000 مليار تومان لا يستطيع النشطاء الاقتصاديون الوصول إليها على الإطلاق.

وقال عليرضا بيكي، عضو مجلس شورى الملالي: “يفيد الإحصاء الرسمي للبنك المركزي، خلال السنوات الـ 8 الماضية أنه تم في ظل الظروف الصعبة للعقوبات سحب 177 مليار دولار من العملات الأجنبية خارج البلاد”. (وكالة “إيرنا” الحكومية للأنباء، 27 يناير 2022).

ولا مفر من أن الفقر المتفشي بين أبناء الوطن، وضغط القمع سيدفع المواطنين إلى القيام بانتفاضة كبرى تحرق نيرانها لحية وجذور الظالمين والحكام المستغلين.

إن انتشار أنشطة الشباب الثوري ووحدات المقاومة في جميع أنحاء البلاد يوجِّه ضربات مستمرة لجدار القمع، ويُبشِّر باندلاع انتفاضة عامة، وفي نهاية المطاف، سوف يسفر عن استرداد رؤوس الأموال من مجرمي ولصوص ولاية الفقيه الذين يسرقون الشعب في رابعة النهار.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة