الأربعاء, مايو 8, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومهزيمة في الفضاء الالكتروني

هزيمة في الفضاء الالكتروني

0Shares

هزيمة في الفضاء الالكتروني

يصعد نظام الملالي حملته الاعلامية لحظر الانترنت تحت عنوان خطة “الحماية” متذرعا باستغلال “العدو” للفضاء الالكتروني في النيل من النظام، وما يعتبره خطرا تنطوي عليه وسائل التواصل الاجتماعي.

 قال عضو هيئة رئاسة مجلس الشورى ان الفضاء المجازي ينطوي على تحديات ومشكلات أمنية للنظام، فيما رأت قوات الحرس ان مجاهدي خلق يرسمون خريطة  الخطوط الأمامية للحرب في الفضاء الإلكتروني، وفي جميع الاحوال يتجاهل نظام الملالي جيشه السيبراني وإنفاقه مبالغ فلكية، لشيطنة مجاهدي خلق.

  في جميع الاحوال تستدعي حملة النظام وتبريراته التساؤلات حول اسباب القلق والتحذير من الفضاء الالكتروني وقد تتطلب فهما دقيقا لطبيعة الصراع في المجتمع الإيراني.

يعلم المتابعون لتطورات الاوضاع في ايران ان النظام وحلفاءه يمثلون احد اطراف الصراع، فيما يقف في الجانب الآخر الشعب و“مجاهدي خلق” والمقاومة الإيرانية الذين يعملون بلا كلل على اسقاط النظام، ومن المفترض ان تتواصل المواجهة المستمرة منذ اربعة عقود حتى تدمير جانب على يد الجانب الآخر، وبالتالي لا يمكن اقتصار فهم مخاوف وتحذيرات النظام على انها نوع من “الدعاية” والصخب الشائع في الفضاء الإلكتروني.

 الهجوم المتصاعد الذي يشنه الملالي على الفضاء الالكتروني جزء من حرب دائرة في مختلف انحاء ايران بين دعاة اسقاط النظام ـ الذين جرت العادة على وصفهم بالعدو ـ والقوات الحافظة للنظام.

سلاح الملالي الأساسي في هذه الحرب هو “شبكة الكبت والخنق” التي يحاولون الحفاظ عليها بكل قوتهم، باعتبارها الشريان الذي يبقيهم في السلطة، وللحفاظ على شريانهم يحرصون على ممارسة مختلف اشكال القمع و الترهيب بالإعدام والسجن والتعذيب والاغتصاب، ويزيد من حرصهم على هذه الادوات انتفاضات الغضب التي يشهدها الشارع الايراني.

 من الطبيعي في هذه الحالة ان تكون استراتيجية الخصم لإسقاط النظام تحطيم حاجز الكبت تمهيدا للعاصفة التي ستهب من قلب المجتمع المتمرد، انطلاقا من سلسلة النشاطات اليومية لوحدات المقاومة التي تتخذ اشكال حرق صور رموز النظام، مراكز قوات الحرس والباسيج، مكاتب حكومية أخرى، لافتات نظام خميني وخامنئي، واطلاق هتافات الموت للباسيج والموت لخامنئي والتحية لرجوي في مختلف المدن والمراكز، للابقاء على روح التمرد .

يواجه الملالي مأزقا في تصورهم للفضاء الالكتروني، فقد ظنوا في يوم من الايام ان بامكانهم احتكاره، اعتقدوا يوما ما بقدرتهم على استخدامه في مواجهة الحقائق، ويأتي تحريضهم عليه  دلالة على فشلهم في التعامل معه، وعجزهم عن تقديم محتوى مقبول في الشارع.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة