الجمعة, مايو 10, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوماحجية الخطوط الحمراء

احجية الخطوط الحمراء

0Shares

احجية الخطوط الحمراء

القت عقبة الحرس الثوري التي تعترض نجاح مفاوضات البرنامج النووي الايراني ظلالا ثقيلة على الصراعات الداخلية في نظام الملالي ليتراجع الحديث مجددا عن قرب التوصل الى اتفاق مع الجانب الامريكي.

ظهر التطور الابرز في ردود الفعل التي لقيها تصريح وزير الخارجية امير عبداللهيان الذي اشار الى تذكير “قادة الحرس الثوري” بعدم اعطاء “الحرس” الاولوية التي يستحقها في تفكير النظام.

جاء رد الفعل الاول على لسان حسين شريعة مداري رئيس تحرير صحيفة كيهان التابعة لخامنئي الذي دعا قيادة الحرس الى “تصحيح كلام أمير عبد اللهيان” تلاه تأكيد كمال خرازي مستشار خامنئي على “حذف الحرس من قائمة الإرهاب الأمريكية” فيما وصف عضو مجلس الشورى خضريان تصريحات عبد اللهيان بانها ضد مصالح النظام قائلا ان ما جاء فيها يكمل خطة العدو لإحداث الشروخ .   

رد عبداللهيان على الانتقادات التي تعرض لها بان تصريحاته دقيقة وواضحة، مشيرا الى ان ما قيل هو نهج “القيادة العليا للحرس” ولم يقل أن هذه الكلمات لا يمكن قولها دون موافقة خامنئي، اكتفى بالتشديد على أن “التسوية” مع الولايات المتحدة ليست حول “الخطوط الحمراء” دون ان يوضح  “الخطوط الحمراء” التي يضعها النظام، وما إذا كان الحرس الثوري من بينها.

بات غموض موقف نظام الملالي أكثر انكشافا عندما التقى عبداللهيان مع منسق محادثات فيينا إنريكي مورا في طهران حيث قال بأن “عدم وجود قرار سياسي أمريكي برفع العقوبات المرتبطة بالمنافع الاقتصادية يمنع التوصل إلى نتيجة نهائية” دون ان يتطرق للحرس.

صراعات الملالي الداخلية لم تعد بين جناحين بل داخل جناح خامنئي، فهناك شريعة مداري، كمال خرازي، واخرون يقودهم مجتبى خامنئي الذي يمتلك زمام استخبارات الحرس، في مواجهة أمير عبد اللهيان ومجموعة أخرى في الخارجية وعدد من أجهزة النظام المذعورة من الجمود الاقتصادي الذي تفرضه العقوبات وتريد التوصل إلى اتفاق على أي حال.

اللافت للنظر في تطورات الصراع امتناع خامنئي عن توضيح ما اذا كان الحرس جزء من الخطوط الحمراء في محادثات فيينا، وحرصه على ازدواجية اللغة حين يتحدث حول الاتفاق النووي، لكن المراوغة والمماطلة ليست متاحة على الدوام، فقد حدد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيف بوريل “ايام قليلة” لحسم مصير الملف النووي الايراني، مما يتطلب موقفا واضحا من نظام الملالي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة