السبت, مايو 18, 2024
الرئيسيةمقالاتخبراء النظام الإيراني  يحذرون من خطر انفجار اجتماعي وشيك

خبراء النظام الإيراني  يحذرون من خطر انفجار اجتماعي وشيك

0Shares

 خبراء النظام الإيراني يحذرون من خطر انفجار اجتماعي وشيك

تتسارع جميع قضايا نظام الملالي، في هذه الأيام، بدءًا من التضخم والركود والبطالة وصولًا إلى انتشار الاحتجاجات الاجتماعية وتصاعدها، ومن ظهور الأزمة في المفاوضات وعواقب تجرع سم الاتفاق النووي وصولًا إلى الأزمات الإقليمية التي حلَّت بنظام الملالي. ومن الطبيعي أن يكون دوي كل من هذه الأزمات داخل نظام الملالي هو الاهتزاز والانهيار وتعميق الفجوة واشتداد حدة الصراع. بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: إلام ينتهى هذا المسار؟ وهذه هي القضية التي يثيرها أزلام نظام الملالي في كل مجال ويحذرون هذا النظام الفاشي منها، ويعربون عن مخاوفهم من الأفق المظلم الغامض الذي ينتظرهم. فماذا يُخفى حقًا وراء التعبير عن هذه المخاوف؟

والحقيقة هي أنه عندما يتحدث كل فرد من المسؤولين في الحكومة هذه الأيام يضطر إلى التعبير بطريقة ما عمَّا يَخفى من قلق ورعب وراء تصريحاته؛ بسبب الأوضاع الحرجة التي يعاني منها نظام الملالي في كافة المجالات. لكن الأهم من ذلك هو أنهم جميعًا يُركزون بتعبير ما على خوف مشترك يواجهه نظام الملالي بأكمله. خوفٌ له جذور في السياسات الفاشلة لنظام ولاية الفقيه المناهض للإنسانية من جهة، ونظام الملالي المستعصي الإصلاح من جهة أخرى.

ويُعد المجال الاقتصادي وما يشهده من انهيار إلى حد بعيد هو المجال الأكثر نجاعة لتوجية التحذيرات المشتركة من قبل قادة نظام الملالي وأزلامه.

كتب خبير حكومي، في 20 فبراير 2022، في مقال في صحيفة “دنياي اقتصاد” الحكومية بعنوان “الجراح القديمة في الاقتصاد الإيراني” مشيرًا إلى العواقب المباشرة لسياسات نظام الملالي الاقتصادية الفاشلة: “إن الأزمة الاقتصادية الحالية ناجمة في المقام الأول عن نوع من الركود المؤسسي الناتج عن هيمنة الشؤون السياسية على الشؤون الاقتصادية. فعلى سبيل المثال، نجد أن أحداث عام 1988 أدت إلى حدوث فجوة بين الحكومة والشعب، مما أسفر عن تعزيز الركيزة الأساسية للركود”.

هذا وحذرت العناصر الأخرى في نظام الملالي من هذا الأمر، في وقت سابق، في إشارة إلى الأزمات الاقتصادية، أثناء انتفاضة يناير 2018، التي رُفع فيها شعار “الموت لخامنئي”.

وتنتهي التحذيرات المشتركة في مجال المفاوضات والاتفاق النووي بالتأكيد على فشل استراتيجيات نظام الملالي والتهديد باندلاع الانتفاضة. فعلى سبيل المثال، كتب الخبير الحكومي، على بيكدلي، في 19 فبراير 2022، متسائلًا: لماذا يجب أن نورط أنفسنا اليوم هباءً في العقوبات والوضع البائس؟”. وألقى باللوم في الختام على قادة نظام الملالي؛ بسبب تداعيات هذه السياسة، وأكد على ضرورة تجرع سم المفاوضات، مشيرًا إلى اتساع الفجوة الطبقية وتفشي حالات الفساد بشكل غير مسبوق. وحذر من الأجواء المتفجرة في المجتمع، مشيرًا إلى أن الفجوة بين الشعب والسلطة وصلت في الواقع إلى ذروتها خلال الـ 43 عامًا الأخيرة. وكتبت صحيفة “همدلي” الحكومية التي غطت تصريحات بيكدلي، في نفس المقال: “الكثيرون يحذرون من أن ينفذ صبر المواطنين ويفيض بهم الكيل”، وفي الختام نشرت تحذير المستشار السياسي لرفسنجاني، غلامعلي رجائي الذي وجه كلمة لنظام الملالي، وقال في إشارته إلى الأزمة المعيشية للمواطنين:  “لقد ارتكبت الحكومة عيوبًا خطيرة في هذا الصدد، ستكون عواقبها كارثية على المجتمع في حالة ظهور الغضب الموضوعي بين المستضعفين”.

وذكَّرت صحيفة “مستقل”، وهي صحيفة أخرى منتمية إلى الزمرة المغلوبة على أمرها نظام الملالي، في 19 فبراير 2022، بنوع آخر من هذا الغضب الموضوعى الكارثي الذي يغلى في المجتمع، في مقال بعنوان “خطر التطرف يلوح لنا في الأفق”، وكتبت: “إن هذا الغضب يتغلغل اليوم من مضجع المجتمع الإيراني إلى داخل طبقات النخب الفكرية والعلمية أيضًا لدرجة أنه من الممكن أن يكون ناقوس الخطر لكل من المجتمع ومؤسسة السلطة”.

وترى هذه الصحيفة الحكومية أن تلبية نظام الملالي لمطالب المواطنين أمرًا ملحًا لبقاء النظام، وحذرت من أنه: “إذا لم ننجح في توسيع مساحة الحوار، فسوف تتحمل مؤسسة السلطة تكاليف باهظة”. وأعربت أيضًا في الختام عن مخاوفها، قائلةً: “من المؤكد أن المستقبل من شأنه أن يكون ساحة لصراع القوى المتحررة من أي نوع من التسامح، وسوف تتجه بجنون نحو الدمار”.

والنقطة الجديرة بالملاحظة في هذا التعبير عن الرعب المشترك هي الاعترافات الضمنية لأزلام نظام الملالي بتغيير ميزان القوى بين الشعب والنظام الفاشي، لدرجة أن أحمد شيرزاد، العضو السابق في مجلس شورى الملالي حذر نظام الملالي في صحيفة “آرمان” الحكومية في عددها الصادر في 19 فبراير 2022، من تقييد الإنترنت واللعب بالنار.

نعم، إن القاسم المشترك بين معظم هذه التحذيرات هو الاعتراف بالغضب المتراكم للشعب، وهو اعتراف غير مباشر بإتاحة الظروف الموضوعية للثورة. وأعربت صحيفة “ابتكار” المنتمية للزمرة المغلوبة على أمرها، في 20 فبراير 2022، عن قلقها من رد فعل المنتمین لنظام الملالي، مشيرةً إلى “حجم الاستياء والغضب والعصبية الكبير” و”القضية الرئيسية للقاسم المشترك لردود الفعل”، وحذرت قائلةً: “الحقيقة هي أن نتيجة ردود الفعل المستمرة لذلك لن تكون سوى إعادة إنتاج المزيد من العنف والغضب بشكل غير مسبوق لدى الآخرين”.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة