السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتمنعطف في صراع مصيري

منعطف في صراع مصيري

0Shares

بقلم:أحمد غفار أحمد

 

عندما تجتاز ألف جدار وموانع وعراقيل مختلفة، عندما تترك خلفك معاناة الحصار ومخططات التصفية والابادة وتفرض إرادتك على قوى متغطرسة لاتتعامل إلا بمنطق القمع والقتل والجريمة، عندما تنجح في جعل العالم على تواصل کامل مع قضيتك وتشرحها للقاصي قبل الداني، فمعنى ذلك إنك صرت على الطريق الصحيح الذي لابد أن يقودك للإنتصار.

معادلة الصراع الفريدة من نوعها بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والتي من الواضح جدا إنها کانت طوال العقود الاربعة المنصرمة تميل لصالح الاول بفضل الامکانيات الهائلة، لکن وعلى الرغم من الامکانيات المتواضعة جدا للمقاومة الايرانية وکونها محاصرة سياسيا وإقتصاديا ومحاربة بشتى الوسائل والاساليب، فإنها ومع التضحيات الکبيرة التي قدمتها وتقدمها لم تستلم وظلت صامدة وتقاوم وتقف على قدميها بشموخ وإباء، وهذا ماأعطى إنطباعا خاصا لدى المختصين بالشأن الايراني منحيث إمتلاك هذه المقاومة کمعارضة وطنية، إمکانات خلاقة تٶهلها لکي تتبوأ المکانة التي تستحقها في هذا الصراع.

الانتصارات القضائية والسياسية المتتالية التي حققتها المقاومة الايرانية نظير إخراج منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب والتمکن من نقل 3 آلاف من أعضاء المقاومة الايرانية من العراق الى ألبانيا وإفشال مخطط النظام للقضاء عليهم وإبادتهم، وإثبات تورط قادة ومسٶولون في النظام في مجزرة صيف عام 1988 التي تم إعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، ووصولا الى النجاح في قيادة إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، کذلك النجاح الکبير في إيصال صوت الشعب الايراني الى العالم من خلال التجمعات السنوية العامة للمقاومة الايرانية والتي صارت بمثابة کوابيس تنزل على رأس النظام، کل هذا وبعد العملية الارهابية الفاشلة التي سعى النظام الى إرتکابها ضد التجمع السنوي العام لهذه السنة في باريس وکشفت عنها المخابرات البلجيکية، وبعد أن تم تقديم مشروع القرار 1034 من قبل النواب «مكلينتون» و«جسار» و«تيدبو» إلى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي. ويدين المشروع المخطط الإرهابي لاستهداف المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية بباريس، فإنه يظهر واضحا الى حد بعيد بأن الصراع بين هذا النظام وبين المقاومة الايرانية يسير بخطى حثيثة نحو منعطف نوعي تدل کل المٶشرات على إنها باتت تميل لصالح الاخيرة، خصوصا إدا ماوجدنا إن الداخل الايراني في حالة غليان غير عادية ضد النظام والاضرابات والاعتصامات والاحتجاجات مستمرة على قدم وساق مع ملامح إنهيار واضح في الاقتصاد الايراني، والاهم من ذلك إن الشعب الايراني أيضا بات يتطلع للبديل الديمقراطي الذي تجسده المقاومة الايرانية بإعتباره المنقذ الوحيد للبلاد من المحنة الحالية.

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة