الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمناورة صاروخية لخامنئي خوفا من انتفاضة الشعب الإيراني

مناورة صاروخية لخامنئي خوفا من انتفاضة الشعب الإيراني

0Shares

أعلنت قوات الحرس التابعة لخامنئي وعبر عنتريات وضجات عالية عن إطلاق 6صواريخ مصنوعة من جانبها من نوعي «قيام» و«ذوالفقار» صباح الأول من أكتوبر/تشرين الأول داخل الأراضي السورية شرق الفرات.

وقبل أن تنتهي الضجات المثارة لإطلاق الصواريخ زعم رئيس الأركان لجيش خامنئي أن المنطقة التي يسيطر عليها داعش شرق الفرات، تخضع لسيطرة القوات الأميركية مؤكدا أن «الصواريخ سقطت في مناطق قريبة من المناطق التي تستحوذ عليها القوات الأميركية».
كما يقولون في مجال آخر إنهم كتبوا على الصواريخ شعارات «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل» و«الموت لآل سعود» بمعنى أنه على المستمعين والقراء أن يستنتجوا أن «داعش في شرق الفرات» هو مجرد ذريعة والهدف شيء آخر ولكن وبما أن على خامنئي يتوخى الحذر ألا يجازف في الظروف التي يجد فيها النظام نفسه في المأزق، ولذلك يراجع داعش في الأراضي السورية من أجل اقتناص الفرص.
وطيلة السنوات الماضية عندما كان الولي الفقيه المتخلف يجد نفسه في المأزق والوضع الخطير حيث كان يفقد توازن، كان يحاول أن يستعيد توازنه بتوجيه ضربات عسكرية أو إرهابية ضد مجاهدي خلق وجيش التحرير. ولكن الآن لا يقدر النظام على استهداف مجاهدي خلق ومقاتلي جيش الحرية وبالنتيجة يحاول النظام أن يعوض الفراغ الخاص للعمليات العسكرية والإرهابية عبر إطلاق الصواريخ أو إقلاع طائرات كوادكوبترا (مسيرة).

وجاء الهجوم الصاروخي على المكتب المركزي للحزب الديمقراطي في «كوي‌سنجق» بأربيل في 8سبتمبر/أيلول 2018 لهذا الغرض.

إطلاق الصواريخ من قبل النظام علامة القوة والاقتدار أو إخفاء وتستر على العجز؟
وأدركت المقاومة الإيرانية جيدا أنه حيثما يتعرض النظام للمأزق فيضطر إلى مناورات فارغة، وبالنتيجة يعد إطلاق الصواريخ وإقلاع طائرات كوادكوبترا وجها آخر لعملة الاقتدار المشكك فيه والعجز المفرط للنظام.

واعتبر خميني الحرب ضد العراق نعمة وفي نفس الوقت كان يستخدم عمليات الإعدام الواسعة للحفاظ على نظامه. ويحتاج علي خامنئي وهو في توازن غير مستقر للغاية إلى إطلاق الصواريخ والإعدام والتشدد وذلك من أجل الحفاظ على ما تبقى من القوات المنهارة في نظامه، كما هو بحاجة إلى مناورات وإعادة استخدام اقتداره الفارق. وتجري حالات الإطلاق هذه في الوقت الذي لا تعالج فيه زيارة روحاني لنيويورك وإبداء التذمر من قبل بغية الحوار، داءا من النظام حيث اجتاح وانتشر إضراب سائقي الشاحنات في 258مدينة في البلد. وفي هذا الشأن لا يولي سائقو الشاحنات الكادحون أهمية بتهديدات المدعي العام للنظام حيث أطلق عنوان «قطاع الطريق» عليهم، بل يمضون قدما في إضرابهم.
إذا، إطلاق الصواريخ وإقلاع طائرات كوادكوبترا ليس من منطلق المكاسب العسكرية وإنما من أجل الزوبعة وإطلاق عنتريات دعائية بهدف الحفاظ على العناصر الداخلية والمتساقطة والمنهارة معنوياتها. لأنه لو كان النظام قادرا على إجراء العمليات العسكرية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل أو بقية بلدان المنطقة، لرد على الهجمات الجوية والصاروخية لإسرائيل ضد قواته في الأراضي السورية أكثر من أي شيء آخر وقبله، كما ولو كان النظام قادرا على المغامرات العسكرية كما في السابق، لما قال على خامنئي من منطلق الضعف والعجز: «لن تندلع الحرب ولا نخوض المفاوضات».

كسر شوكة خامنئي حتى داخل النظام
في الحقيقة وفي الظروف الراهنة التي يعيشها النظام وتزامنا مع كشف عجز النظام فضلا عن العلامات الدالة على المرحلة الأخيرة، لا أحد يتبع خامنئي، بل يضرب كلامه عرض الحائط.
وخاطب الحرسي سلامي في كلمة أدلى بها قبل صلاة الجمعة 28سبتمبر/أيلول 2018 أي قبل إطلاق الصواريخ بـ3أيام القوات المتساقطة داخل النظام تحت عنوان «أيتها الأمة الإيرانية!» وحذرهم قائلا: 
«… بالله عليكم لا تنخدعوا إزاء العمليات النفسية والدعائية التي يقوم بها العدو … لا ترتبكوا وكونوا هادئين لأنه لم يحدث واقع».

كما قال موحدي كرماني هو الآخر: (مجاهدي خلق) … يريدون إخلاء قلوب المقاتلين من الهدوء والسكينة ليلقوا الرعب والذعر فيها».
وفي مثل هذه الظروف لا شك في أن الولي الفقيه يحتاج إلى إثارة الضوضاء والعنتريات و أن يكشر عن أنيابه، وأي مكان أفضل من «شرق الفرات» و«داعش!» حيث يدعي بأنه قضى عليه.

 

خوف تجاه الانتفاضة، الهدف الرئيس لإطلاق الصواريخ
أما وطبقا لما ذكر أعلاه، فيكمن الذعر الرئيسي لخامنئي في اتساع نطاق إضراب سائقي الشاحنات وارتفاع نبرة الانتفاضة. ومع اقتراب موعد تنفيذ العقوبات النفطية والارتفاع المنفلت لسعر الدولار، تعرض النظام لأوضاع جديدة وهي عبارة عن ظروف تؤدي إلى أن «تهز قلوب المقاتلين (قوات الحرس والعناصر القمعية في الحكومة)» وإلى إيجاد «الارتباك» و«التشويش» والخوف في صفوفهم وهي ظروف بدأ جراءها كبار المسؤولين النهابين في النظام يجمعون أمتعتهم من أجل الهروب.
واليوم ما يتبين في المشهدين السياسي والاجتماعي لإيران هو حضور المواطنين المحتجين والمنتفضين بجانب معاقل الانتفاضة في الشوارع. وبدأت المقاومة المنظمة للشعب تسطر مصير حكم الملالي، وبالتالي ساور الذعر والخوف عملاء النظام وقبل كلهم علي خامنئي والقادة السلابين لحكمه. وإنهم يحاولون دون جدوى تعزيز معنوياتهم من خلال الحالات التافهة ودون الأهمية لإطلاق الصواريخ ولكن هذه الإجراءات قبل أن تعزز معنويات القوات المنهارة للنظام، تعكس الذعر الكبير لدى على خامنئي تجاه الظروف كمن يصفر في الليل للتغلب على خوفه.
 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة