الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعن أي زمام للمبادرة يتحدثون؟

عن أي زمام للمبادرة يتحدثون؟

0Shares


بقلم:کوثر العزاوي


علی الرغم من إن إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، قد سحبت الاغطية التي کان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يغطي بها بصعوبة بالغة مشاکله و أزماته الخانقة، و جعلته يبدو علی صورته الحقيقية، وکشفت عن عجزه الکبير عندما يکون هناک تحرک إحتجاجي کبير ضده، فإن القادة و المسؤولين الايرانيين لايزالوا يصرون علی إنهم يمسکون بزمام المبادرة!
اليوم، وبعد إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، التي شارکت فيها منظمة مجاهدي خلق”الخصم الاقوی للنظام” بصورة فعالة فإن النظام الايراني وفي‌ خضم الاوضاع الداخلية الوخيمة و أوضاعه الاقليمية البائسة من جراء تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة يضاف الی ذلک عزلته الدولية التي تتسع يوما بعد يوم، يعاني من وطأة الازمات و المشاکل خصوصا الداخلية منها، حيث لم تعد أساليب الترقيع و الترهيم و الحلول الوقتية و العابرة تجدي نفعا، وصارت الازمة الاقتصادية تلقي بظلالها السوداء بقوة علی داخل إيران حيث هناک مايمکن وصفه بحالة غليان و إحتقان استثنائيين من تدهور و وخامة الاوضاع المعيشية و إزدياد الفوارق الطبقية و کذلک إزدياد نسبة المواطنين الايرانيين الذين باتوا يعيشون تحت خط الفقر الی أکثر من 70% في بلد يعوم علی بحر من البترول و حقول الغاز، وإن التقديرات و التوقعات تشير کلها الی إحتمال ليس إنتفاضة وإنما ثورة شعبية کبيرة بوجه النظام بحيث لايقوی أبدا علی مواجهتها.
السياسات العشوائية و غير العلمية و المدروسة للنظام و المراهنة دوما علی إيجاد الحلول و البدائل المناسبة خارج إيران من خلال تصدير المشاکل و الازمات الی دول المنطقة خصوصا التطرف الديني الذي ولد و يولد الکثير من المشاکل و الاوضاع المضطربة في دول المنطقة، کما ان تعويل النظام علی تقوية و توسيع أجهزته القمعية من جانب و الاستمرار بالتمسک ببرنامج صواريخه الباليستية رغم الضجة الدولية المثارة بشأنها بعد إستخدامها من قبل عملائها الحوثيين في اليمن ضد بلدان المنطقة، هذين الامرين مضافا إليهما التدخلات الواسعة للنظام الايراني خارج إيران، دفع بالاوضاع الاقتصادية الايرانية الی الحضيض وإن الهبوط المريع للريال الايراني أمام الدولار هو أحد النتائج الاساسية لذلک.
إرتفاع نسبة التضخم بوتائر مخيفة بحيث تجاوزت الحدود و المستويات المألوفة بکثير و تفشي الفقر و إرتفاع نسبة البطالة حتی وصلت الی حدود مخيفة، فإن المراقبون يؤکدون بأن خشية النظام الايراني من”ثورة جياع” بسبب الازمة الاقتصادية و المعيشية الخانقة التي يعيشها المواطنون، واحد من أهم الاسباب الاساسية التي دفعت بالنظام الی الابقاء علی التمسک بخيار التفاوض و عدم التخلي عنه، علی الرغم من کل تلک التصريحات المتضاربة و المتخبطة بشأن التمسک ببرنامج الصواريخ الباليستية و کذلک بالتدخلات، حيث إن هاتان المسألتان مطروحتان حاليا علی جدول التفاوض مع طهران والتي تشعر بخوف شديد من التفريط بهما من جهة و من غلق باب التفاوض، ففي الحالتين ستکون هي الخاسر الاکبر.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة