الأحد, مايو 12, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومدائرة الرهانات الخاسرة

دائرة الرهانات الخاسرة

0Shares

مرة اخرى، يثبت نظام الملالي في ايران انه يتحرك في دائرة الاوهام والرهانات الخاسرة، بانقضاضه على انتفاضات الشعب الايراني لاجهاضها، على امل التمكن من اخضاع توق الايرانيين للحرية، واطالة عمر الدكتاتورية الدينية.

في اليومين الماضيين ادعى قادة النظام "ضبط الموقف" بقمعهم انتفاضة أهالي أصفهان، متجاهلين اثر القمع في مراكمة حالات التذمر والاستياء التي توفر الظروف والمناخات لانتفاضات الأيام والأسابيع المقبلة.

يلفت  نظام الملالي النظر الى عدم قابليته للتعلم من التجارب التي لم يمض عليها الكثير من الوقت، كان وما زال بامكانه القاء نظرة خاطفة على تسلسل الانتفاضة الكبرى منذ عام 2017 حتى اليوم ليكتشف ان القمع لا يسكت الانتفاضات والحراكات، وليدرك ان قتل الناس يقلص الفواصل الزمنية للانتفاضات، لكنه يصر على جر الايرانيين الى حمامات الدم.

الدروس الكبرى ما زالت ماثلة، لم يمض عليها الكثير من الوقت، انتفاضة ديسمبر 2017 كانت نقلة نحو انتفاضة أهل كازرون في مايو 2018 ، ما ينطبق عليهما يمكن تطبيقه على  انتفاضات صيف 2018، نوفمبر 2019 ، يناير 2020 ، سيستان وبلوشستان في يناير 2021،  خوزستان في يوليو وأغسطس 2021 ، مواطني أصفهان في نوفمبر 2021.

 لا يخلو الامر من وعي متأخر بعد كل كارثة يرتكبها النظام بحق الايرانيين، لكن مثل هذا الوعي يبقى دون اعادة التفكير بالاداء وابداع الحلول للخروج من المآزق،  اعترف إعلام النظام في اليومين الماضيين بأن "ما حدث بالأمس في شوارع أصفهان كان لهيبًا تحت الرماد" لكن النغمة السائدة في خطاب الملالي تبقى محاولة التعمية والتغطية على التوغل في سياسة مفاقمة الازمات لتظهر حالة الاضطراب واضحة في اوساط الملالي، وفي تصريحات الحرسي مير حيدري ما يدلل على ذلك حين ادعى بتمكنه من ادارة الحدث رغم تعبيره عن القلق من وجود مسلحين بين المنتفضين. 

تقترب سياسات النظام من اعادة المشهد الى ستينات وسبعينات القرن الماضي، فقد  استخدم الملالی حشود كبيرة من الحرس والباسيج واطلقوا النار على أهالي أصفهان في الايام الماضية، ليخلف قمعهم حتى الآن ـ حسب بيان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ـ أكثر من مائة جريح، وتغيب عنهم تطورات ما بعد قمع ديكتاتورية الشاه لانتفاضة 5 يونيو 1963.

 يرفض نظام الملالي التسليم بالحقيقة الواضحة وضوح الشمس امام الايرانيين وهي تجذير ذلك قمع الشاه للنضال ليصير اكثر عنفا وتنظيما، حيث عادت الجماهير الغاضبة عام 1978 إلى الشوارع، وحين  استخدم الشاه ذات الاسلوب في 8 سبتمبر 1978 في ساحة جاله، ظلت الشوارع فارغة لمدة أسبوعين فقط، واندلعت الانتفاضة رافعة شعار "الموت للشاه" الذي انتشر على اوسع نطاق.

تسقط هذه الحقائق والمعطيات مزاعم القدرة على ادارة الصراع المستخدمة لتعزيز معنويات عناصر النظام وقواه المنهارة، وتكرس الحقيقة التي يحاول الملالي طمسها، وهي ان توقف الانتفاضة لفترة وجيزة لا يعني انطفاء الجمر تحت الرماد، او ينفي التقليص المتزايد للفترات الفاصلة بين الانتفاضات، او يحول دون نقلات نوعية تصل إلى مرحلة اكتمال الثورة، و التغيير الذي يطمح له الشعب الايراني .

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة