الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومارتفاع نبرة الانتفاضة والأزمة الداخلية في النظام الإيراني

ارتفاع نبرة الانتفاضة والأزمة الداخلية في النظام الإيراني

0Shares

قام مجلس شورى النظام الإيراني بمحاسبة روحاني أخيرا، ومن الواضح أن توجيه الأسئلة لروحاني يشدد الأزمة الداخلية في النظام. وبالطبع أن الهجمات والهجمات المعاكسة لكلتا الزمرتين ضد البعض خلال فرصة شهر لروحاني من أجل إجابة المجلس، ونظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية المتفجرة والمرحلة الأولى من العقوبات التي من المقرر انطلاقتها في 4آب/ أغسطس، سوف تكون أشد وأكثر حدة.

استيضاح؟!

ومن الواضح أن عددا من عناصر عصابة خامنئي في مجلس شورى النظام نظير نقوي حسيني في صدد استيضاح روحاني وحتى البعض منهم نظير حاجي دليكاني يجمعون التواقيع لطرح عدم أهلية روحاني. وبغض النظر عن حظهم في النجاح أو عكسه، تعد هذه الحركة في حد ذاتها خير دليل على الأجواء الموجودة الناجمة عن الأزمات المستعصية الطاغية على النظام وأكبرها أي الأزمة الاجتماعية التي حولت البلاد بأسرها إلى مشهد ساخن لا يهدأ فيه النظام وقواته القمعية ولو للحظة وفي كل مدينة تشتعل نيران الغضب الشعبي المتكاثف كالبركان. والحركات الاحتجاجية التي يبدو في الظاهر أن سببها هو الغلاء والأزمة الاقتصادية ولكن وفور ما تتحول الشعارات في الخطوة الأولى والساعة الأولى إلى شعارات سياسية وبحسب النظام شعارات تتحدى تركيبة النظام. ويمكن المشاهدة بكل وضوح أن هناك ظروفا خاصة تخيم على الأجواء.

لماذا لا يغيرون في الحقيقة؟

إذا ما كانت نية الملالي من استيضاح روحاني هو السيطرة على الانتفاضة واخمادها، فلماذا لا يكملون هذا النهج كحل؟ وعلى سبيل المثال كإقالة روحاني! أو تغيير معظم أفراد كابينته على الأقل أو إيجاد تغيير جذري على حد قولهم؟

والإجابة على هذا السؤال واضح، قد تكون نية هؤلاء هي صب الماء على النار ولكنكم تعلمون في حالة حريق هائل وحرارة عالية، فنتيجة محاولة صب الماء على النار عكسية، وقد تكون نتيجة هذه الأعمال عكسية هذه المرة!

وتؤكد زمرة روحاني على هذه النقطة مؤكدة أن ظروف إجراء هذا العمل هي أسوأ الظروف وينبغي عدم القيام بذلك في هذه الظروف لأنه يرسل رسالة ضعف إلى المواطنين والقوات الباحثة عن الإسقاط وأيضا الأطراف الخارجية.

ولكن الأنظمة الدكتاتورية الآيلة للسقوط تتذرع بمثل هذه الخدع والمراوغات والمناوارت في المرحلة الأخيرة لحياتها غالبا ما، كما وعندما يلجأون إلى هذه الأعمال، يأتي الأمر بنتيجة معكوسة لأنه بلغ السيل الزبي. كما شاهدنا في نظام الشاه وقيامه بمثل هذه المناورات والمراواغات في المرحلة الأخيرة واللافت هو أنه: رغم تجربة نظام الشاه لدى نظام الملالي، ولكنه لا يقدر على تجنب ذلك. وحاول الشاه من خلال اعتقال وإقالة هويدا ورئيس «ساواك» وعناصر من هذه الشاكلة أن ينقذ نفسه غير أنه تسبب في إشعال نيران «الموت للشاه» أكثر فأكثر. والآن من الواضح أن مجرد إشارة استيضاح روحاني، يعني دخول خامنئي الذي يسيطر على كل شيء إلى الساحة.

لماذا تأتي الحلول بنتيجة عكسية؟

وبكل هذه الأوصاف لا يمكن أن نتصور أن النظام يلزم الصمت مكتوف اليدين ليلاحظ سقوطه.

ولكن يجب أن نتأكد من أنه وكشخص تورط في المأزق كلما يحاول أن يتخلص كلما يدخل في العمق. والآن يعيش النظام ظروفا كل ما يفعل فيها لا يؤدي إلا إلى الإسراع في سقوطه. كالمؤامرة الإرهابية ضد المؤتمر العام للمقاومة في باريس ولكن وبحسبهم تحول ذلك إلى أكبر كارثة دبلوماسية طيلة عمر النظام. وما هو السبب لهكذا ظروف؟ لأن هناك بديلا قويا على الساحة يعتمد على الشعب المنتفض والمسلح بالإستراتيجية الناجحة لألف معقل للانتفاضة حيث نلاحظ تقدمها وشقها للطرق في الميدان وفي الشوارع والمدن المختلفة في البلاد يوميا. وبالاعتماد على كل ذلك يمكن القول بكل صرامة:

لا حظ  للنظام للتخلص من منحدر السقوط على الإطلاق.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة