الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانکل ما يکلف إيران لتهريب مقاتلي القاعدة هو ملابس وجواز سفر

کل ما يکلف إيران لتهريب مقاتلي القاعدة هو ملابس وجواز سفر

0Shares


عمد الحرس الثوري الإيراني بـ”لباس، وحذاء” جديدين، وجواز سفر إيراني، إلی جانب مبلغ من المال وتهريب عدد من عناصر تنظيم القاعدة، وقياداته التي تواجدت علی الأراضي الإيرانية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وإعادة توزيعهم جغرافيا.
هذه التفاصيل کانت قد وردت ضمن سلسلة من رسائل ضابط الاتصال في تنظيم القاعدة، عطية الله الليبي، واسمه الحقيقي جمال ابراهيم الشتيوي المصراتي، وهو مُعيّن من قبل أسامة بن لادن زعيم القاعدة کمبعوث لتنظيم القاعدة في إيران.
هذا إلی جانب ما تکشفه الرسائل عن طبيعة التعاون بين الجانب الإيراني، والجماعة الليبية المقاتلة، أحد أفرع تنظيم القاعدة.
نهج إيران وعلاقاتها الدولية
ومن خلال رسالة لأحد عناصر القاعدة الليبيين، والملقب بـ”نادر”، وجهها إلی عطية الله الليبي، الذي أطلع بدوره، ابن لادن علی مضمونها، برز نهج النظام الإيراني في تفسير علاقاته الدولية، وهو نهج لا يعترف بصداقات، بل بمصالح فقط.
وهذا، ما أفصح عنه ضباط بالحرس الثوري الإيراني، خلال اجتماعهم بـ”نادر”، أثناء الترتيب لعملية إخراجه من الأراضي الإيرانية في 2007م. بالقول: “نحن ليس لنا في العالم أصدقاء أبدا، حتی هذا المکان الذي ستذهب إليه ليس بيننا إلا المصالح فقط”.
کان ذلک، وبحسب نص الرسالة، في مقر إقامة قيادات القاعدة، ومجموعة الزرقاوي، بأحد المجمعات المخصصة لهم، قائلا: “جاءني أحد المحققين ليلة الجمعة، ومعه لبسة جديدة، وحذاء، وقال لي جربها علی مقاسک، أو لا.. وجلس معي، وحکي لي بعض الکلام، منه، (نحن ليس لدينا سياسة التسليم).. وقال لي، (إن هناک أناسا مطلوبون من الخارج، لا نترکهم، وإننا ترکناک لأننا نعرف أنک غير معروف لدی أي جهة تريدک).. طبعا عرفوا أنني ليبي بعد أن قلت لهم إني عراقي، وعرفوا أنني دخلت عندهم جديد”.

 
جواز سفر إيراني
جواز سفر إيراني وتحذير من الرجوع
وعقب إنهاء التفاهمات المتبادلة، منح ضباط الحرس الثوري، المقاتل “نادر”، جواز سفر إيراني، ممهورا بختم الدخول، قائلا في الرسالة: “أراني في تلک الليلة جوازا، قد أعدوه هم لي، وشرح لي کل شيء فيه، الصدور وتمديد الصلاحية، ومکان التمديد، وختم الدخول، إليهم برا، وأراني التذکرة وأعطاني فرصة للسؤال عن تفاصيل الجواز والدخول والخروج، وبعدها أخذها، وقال لي سوف يذهب معک الذين هنا في المقر ليخرجوک، وهناک سيسلمون لک کل شيء، ولم يعطوني شيئا إلا في آخر نقطة الدفتر (الجواز)، والمال ووقفوا حتی خرجت”.
وأضاف نادر: “حذرني المحقق من الرجوع إلی بلادهم، وقال لي نحن ليس لنا في العالم أصدقاء أبدا حتی هذا المکان الذي ستذهب إليه، ليس بيننا إلا المصالح فقط.. طبعا هذا الوقت هنا (يقصد المکان الذي انتقل إليه)، عندهم قمة السياحة، وجميع الجنسيات والأسعار، والمبيت، وکل شيء مرتفع، نفد المال، ولکن سخر الله الأخ الکردي الذي ربطتني به، واقترضت منه مبلغا من المال، وبعدها أرسل لي القاري (قيادي في تنظيم القاعدة، قُتل في 2017 بغارة شنتها في أفغانستان طائرة أميرکية بلا طيار)، مبلغ 1080 دولارا”.
المصري نائباً للظواهري إلی سوريا
تفاصيل الهروب، کما جاءت في رسالة لعطية الله موجهة إلی أسامة بن لادن زعيم القاعدة، والتي وردت ضمن ما يعرف بوثائق أبوت آباد، کان في 2007، مصطحباً معه زوجته وأبناؤه.
أقام “نادر”، في إيران إلی جانب “أبو الخير المصري”، محمد رجب عبد الرحمن، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، وعن أبو الخير المصري، قال نادر: “قد خرج قبلي بأسبوع الأخ عبد الهادي الليبي، ولا أعرف عن أخباره شيئا، وأما عن عبد الله رجب، فقد بقي معنا سنة وأربعة أشهر، وأهله في زهدان في بيت هناک، وقد تعب نفسيا من ذلک، ولکن بعد سنة وأربعة أشهر، جمعوه بأهله وقالوا له أنت إجباري أن تبقی هنا”.
إلا أنه ورغم احتفاظ الجانب الإيراني بـ”أبو الخير” المصري، لأکثر من عقد ونصف، دفع به الحرس الثوري في 2013، إلی سوريا، حيث وفد إليها مندوبا، ونائبا عن أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الحالي، قبل أن يُقتل في شمال سوريا بمدينة “إدلب”، عام 2015.
إضافة إلی “أبو الخير” المصري، ورد في رسالة “نادر”، أسماء لعدد من عناصر القاعدة، وقيادات الجماعة الليبية المقاتلة، من بينهم کان: “صلاح فقد وعدوه بأن يخرج إلی جهتکم لأن أهله هناک، ولا أعرف، لمَ تأخر، وأنا متفائل بخير، إن شاء الله، وأما عن عبد الغفار، فقالوا له هذه الفترة الأخيرة عندک خياران، إما أن تبقی في المجمع مع الشباب، أو أن تسافر ولا تعود أبدا، طبعا لأن أهله من بلادهم.. ولکن اشترطوا عليه إن بقي، أن لا يُعلم أهل زوجته، أنه موجود في الداخل فقال لهم: أکيد سيعلمون ببقائي عندکم، إن سألوا عني في الخارج، ولم يسمعوا عني شيئا، هذا ما حصل ولا أعرف ما ستکون النتيجة”.
توظيف عناصر القاعدة والانتقال لسوريا
تنسيق الجانب الإيراني مع النظام السوري، في توظيف عناصر القاعدة، وتوجيهها وفق ما يجمع الأطراف من مصالح مشترکة، تکَشفَ من خلال ما ورد في الرسالة التي اتضح فيها جانب من تفاوض الحرس الثوري الإيراني مع عدد من عناصر القاعدة المتواجدين في سجن إيفين، الذي نُقل إليه “العزاب”، حيث اجتمع فيه “نادر”، قبل خروجه بثلاثة أسابيع، مع کل من صلاح، وعبد الهادي، وعبد الغفار، لمدة تسعة أيام، قبل إعادتهما مجددا إلی ما وصفه بـ”المکان السري”.
قال نادر في رسالته: “تکلمنا هناک في إيفين، مع الأخ أبو مسلم الکردي، الذي مسک مع عبد الهادي، وأخبرنا أنه حکم سنتين، وکان في ذلک الوقت ما تزال 20 يوما علی مدة الحکم، قال له عبد الهادي إنهم وعدوه بالشام، فقال له أنا أيضا تکلموا معي نفس الکلام وتقريبا کل الشباب يريدون صرفهم الی هناک”.
رفاق ابن لادن ومجموعة الظواهري
هذا، ولم يکن سجن إيفين الإيراني ليقتصر علی رفاق ومقاتلي أسامة بن لادن، وإنما ضم کذلک مجموعة الزرقاوي من بينهم أبو القاسم “خالد العاروري” (أردني) مساعد الزرقاوي، والمتواجد حاليا في سوريا ضمن ما يعرف بمجموعة قاعدة خراسان، التي وفدت قياداتها من إيران إلی سوريا منذ 2013م، وإلی جانبه “أبو الضحاک”، علي صالح حسين، يمني الجنسية، وهو أحد المقربين من أسامة بن لادن، وکان حلقة الوصل بين القاعدة وبعض المنظمات المؤيدة لها في الشيشان.
تدريب المقاتلين وإرسالهم للشيشان
کما أشرف أبو الضحاک، علی تدريب مقاتلين في معسکرات القاعدة في أفغانستان، وإرسالهم إلی الشيشان، وتولی نقل عناصر القاعدة إلی إيران بعد انهيار نظام طالبان في کابل عام 2001.
ووفقا لما جاء في الرسالة: “خرجنا يوما إلی الشمس، فکتب الأخ عبد الهادي علی الأرض، فوجد بعدما خرجنا مرة ثانية، إلی جنب کتابته نحن الضحاک، والقسام.. طبعا ذلک المکان يتألف من طابقين، فکنا والشباب الذين ذکرت لک فوق، والقسام والضحاک تحت، هکذا سمعنا من الشباب الذين تکلمنا معهم وکذلک سمعنا أن الذين کانوا مع الشيخ أبي مصعب الزرقاوي موجودين کذلک في نفس المکان”.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة