الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرأخبار العالممجيء جون بولتون يمکن أن يکون منعطفا عظيما لإيران

مجيء جون بولتون يمکن أن يکون منعطفا عظيما لإيران

0Shares


بقلم:* توم ريتش

تعيين جون بولتون مستشارا للأمن الوطني أثار ردودا کثيرة فيما يتعلق باحتمال وقوع حرب أخری من قبل الولايات المتحدة الأمريکية في الشرق الأوسط. وعلی المنتقدين قدر من التأمل والتفکير قبل التسرع في الحکم.
ولا تزال الولايات المتحدة الأميرکية متورطة في حرب سوريا وتحاول أن تخفض الأضرار التي تسبب فيها بشار الأسد، بينما تبحث عن طريق نحو الأمام فيما يشبه بشکل متزايد بوضع دون انتصار. وکنا بحاجة إلی تجديد وعدنا 15عاما في أفغانستان حيث يستعد طالبان للعودة إلی الظروف السابقة. وفي هذه الأثناء تم تهديد حلفائنا في الشرق الأوسط لحرب أخری في اليمن. ويضعف عدم الاستقرار في العراق وعدد آخر من البلدان مما يضر بالأمنين الوطني والدولي.
هناک عامل مشترک وراء کل هذه الصراعات. کانت جمهورية إيران الإسلامية الداعمة الرئيسية للأسد منذ بداية الحرب الأهلية السورية. طهران تدعم المتمردين الحوثيين في اليمن وتوفر لهم أسلحة مثل الصواريخ الباليستية التي تستهدف المملکة العربية السعودية.
وتسعی إيران لتکثير نموذج حزب‌الله التابع له بين جماعات الميليشيات في العراق والأخری من المناطق. وبوضعها خلافات طائفية مع طالبان إلی جانب، بدأت إيران علاقاتها مع طالبان لإثاره المشکلات للأعداء المشترکين وذلک علی غرار ما فعلته مع القاعدة في وقت سابق.
يدرک کل صانع سياسة معقول أن بصمات إيران بارزة في کل أزمة کبيرة في الشرق الأوسط. وينطبق هذا علی وزير الدفاع جيمس ماتيس ، الذي حظي بقبول رئيسي.
بدلاً من تصوير تعيين بولتون علی أنه غير معقول، کان بإمکان المعلقين أن يختاروا مناقشة معقولة تمامًا حول الطرق المختلفة التي قد تتخذها الولايات المتحدة تجاه ما يُعترف به علی نطاق واسع باعتباره تهديدًا خطيرًا ومتناميًا من الجمهورية الإسلامية. في أعقاب الاتفاق النووي لعام 2015 ، أصبح سلوک إيران أکثر سوءًا، بما في ذلک خصومها من الغربيين والإقليميين وتدخلها في شؤون الدول المجاورة.
قد يکشف الفحص الدقيق لمواقف بولتون أن هناک نهجين أساسيين تجاه سياسة إيران.
النهج الأول يميل بشکل طبيعي نحو الاسترضاء. هذا هو ما غرقنا فيه في جميع أنحاء الجمهورية الإسلامية تقريبا – خاصة خلال المفاوضات النووية ، عندما أعطت لإيران إدارة أوباما الکثير من النفوذ السياسي والاقتصادي الذي کان لدی الغرب.
النهج الآخر أکثر حزما في مواجهة الاستفزازات الإيرانية المستمرة – وهذا ما لدينا أخيرا فرصة للمحاولة الآن
.وما يتجاهله منتقدو بولتون هو أنه ليست الصرامة بمعنی اللجوء إلی الحرب. وبدلا من تعريض أرواح الأناس وثروات الأميرکيين للخطر، ينبغي أن تشمل هذه الجهود عقوبات اقتصادية منسقة ومعترکا دوليا لمحاسبة مسؤولي النظام لانتهاکم حقوق الإنسان وما يمارسونه من سوء المعاملات ودعم العناصر الداخلية التي تتوافق مع المصالح الأميرکية والقيم الديمقراطية إلی حد أکثر.
وهناک حرکة مقاومة شعبية في إيران في الوقت الراهن، کما أثبت نهاية کانون الأول/ ديسمبر وکانون الثاني/ يناير أن البلد اهتز جراء مجموعة من الاحتجاجات المناهضة للحکومة طيلة بضعة أسابيع. والترکيبة الاجتماعية للمتظاهرين کانت تضم مختلف الشرائح بما فيها الفقراء والريفيون ممن کان يفترض بأنهم يدعمون النظام. بل إنهم طالبوا بکل صراحة بتغيير النظام عقب دعوة أعلنت عنها مجموعة المعارضة الرئيسية، المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية …
بعد وقت قصير من بدء انتفاضة الشعب الإيراني في ديسمبر، أعلن ترامب دعمه لکفاحهم ضد الاستبداد. فيما عرض بولتون علی الحرکة دعمه أيضا.

تقدم هذه اللحظة التاريخية فرصة فريدة، فرصة يمکن للولايات المتحدة استغلالها عن طريق تحويل سياستها تجاه إيران بعيداً عن الاسترضاء والتواصل في غير محله لصالح دعم المقاومة الإيرانية والشعور الإيراني المحبط لفترة طويلة بالحرية والحکم الديمقراطي.

في ضوء هذه الفرصة، ليس هناک وقت أفضل لشخصية مثل جون بولتون للانضمام إلی البيت الأبيض ومساعدة ترامب في ابتعاد الولايات المتحدة عن الأنماط الفاشلة.

لا شک أن بولتون يدرک أن التخلص من نظام رجال الدين في إيران لن يتطلب من الولايات المتحدة شن حرب أجنبية أخری. بل علی العکس تماما ، فإن تغيير النظام هو الشيء الوحيد الذي سيزيل الحرب من الطاولة تماما، وسيکون خطوة عملاقة في اتجاه تحرير الولايات المتحدة وحلفائها من العديد من الأزمات القائمة.

 

*توم ريتش اول وزير الأمن الداخلي الامريکي

 

 

للرجوع إلی النسخة الأصلية اضغط علی الرابط التالي:

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة