الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومارتفاع نبرة الانتفاضة وأزمة طالت النظام الإيراني

ارتفاع نبرة الانتفاضة وأزمة طالت النظام الإيراني

0Shares

تبرز تصريحات أدلى بها خامنئي يوم 13آب/ أغسطس والقاضية بأن «أحداث تموز» كانت محدودة و«لا تندلع الحرب ولا نخوض المفاوضات» و«سبب الغلاء وانخفاض قيمة الريال» يعود إلى الداخل، توترات واضطرابات وأزمات تجعل النظام يصاب بالتشويش من داخله. وتدل هذه التصريحات على موقع حكم ولاية الفقيه تجاه الانتفاضات الداخلية والأزمة الخارجية وتميط اللثام عن الانتفاضة خلال الأشهر الأخيرة من قبل مختلف الشرائح للمواطنين الإيرانيين على نظام الملالي حيث يعد صمود المواطنين وإصرارهم على مطلب الإسقاط وقضية الحرية أهم خصوصية للانتفاضات والاحتجاجات.

وتشير تصريحات خامنئي إلى توسيع نطاق الأزمة السياسية والاجتماعية باتجاه رأس الهرم الحكومي. وحاول خامنئي خلال تصريحاته أن يعالج ذعرا وخوفا خيما نفسيهما على أركان النظام والعناصر الموالية للحكومة في مرحلة إسقاط النظام. بينما أوضح مضمون تصريحات خامنئي واستدلاله ومنطقه أزمة طالت وجود حكم الملالي وخوفا ساوره تجاه مصير هذا الحكم.

كسر الصمت تجاه الانتفاضات الشعبية

وبعد تصريحات أدلى بها خامنئي في كانون الثاني/يناير حيث تطرق فيها إلى دور لعبه جيش التحرير وتأثير مجاهدي خلق والمقاومة المنظمة في انتفاضة في 140مدينة، كان قد لزم الصمت لـ7أشهر. ولكن ارتفاع نبرة موجة الانتفاضات في تموز حيث استمرت في كل من طهران وكرج وأصفهان وشيراز ومشهد وقهدريجان وبقيه المدن بشعارات «الموت لخامنئي» و«الموت للدكتاتور» لما يقارب أسبوع، أرغم الولي الفقيه المكسورة شوكته للنظام المتخلف على كسر صمته تجاه الانتفاضات والظهور إلى الساحة ليطمئن عناصره والعملاء المذعورين في النظام أن «أحداث تموز كانت محدودة».

لا تندلع الحرب ولا نخوض المفاوضات

وتعتبر بعض الأجنحة في النظام رفض احتمال اندلاع الحرب من الخارج مرهونا بقبول المفاوضات. وفي مقابل هذه الزمر حاول خامنئي أن يؤكد أنه حتى في حال رفض النظام للانسحاب وللجلوس خلف طاولة المفاوضة، فاحتمال اندلاع الحرب من الخارج مرفوض. وبالتالي أكد بصراحة أنه «لن تحدث الحرب ولن تنشب الحرب، بالتأكيد» و«لن تنشب الحرب ولا نخوض المفاوضات».

وينبغي تقييم طمأنة خامنئي لقواته بأن الحرب لا تندلع في إطار ذعر النظام من الانتفاضة. ويريد خامنئي بهذه الصورة أن يخفض من تأثير السبب الثاني في انهيار معنويات قواته أي الحرب الخارجية ويلفت انتباههم وتركيزهم على التهديد الرئيسي للإسقاط أي انتفاضة الشعب الإيراني.

وتتابع هذه التصريحات هدفا آخر: لقد أضعف مسلسل الانتفاضات موقع النظام في المنطقة والعام بشدة. ويريد خامنئي ومن خلال رفض المفاوضة الإيحاء بأنه وخوفا من لهب الانتفاضات لا يقبل الجلوس خلف طاولة المفاوضات ولا «ينتحر خوفا من الموت» بعد.

كما يوحي المتعاونون للنظام في الداخل والخارج بأن تقدم انتفاضة الشعب الإيراني ومطلب إسقاط النظام سوف يؤديان إلى تشديد خطر الحرب الخارجية. وإذ يشفقون على النظام أكثر منه يوصون المنتفضين بالتنازل عن مطلب الإسقاط للحيلولة دون نشوب الحرب من الخارج داعين المنتفضين إلى سراب يحمل عنوان البحث عن الحلول من داخل النظام. غير أن المنتفضين ردوا على هذه المؤامرة من خلال إشعال لهب الانتفاضة في كل أنحاء إيران ولكن الآن ظهر الولي الفقيه في النظام الرجعي إلى الساحة بعدما تعرض لـ«صفعة» الانتفاضة مذعنا بعدم جدوى هذه الخدعة مؤكدا: «لا تندلع الحرب».

ليست المشكلات ناجمة عن العقوبات

وفي جانب آخر من تصريحات خامنئي في 13آب/ أغسطس أكد أن «المشكلات ليست ناجمة عن العقوبات!»

وتبين هذه التصريحات أصلا هاما وهو أن العقوبات تستهدف نظام الملالي ولا الشعب الإيراني. والمتعاونون والحماة للنظام على الصعيد الدولي ومن أجل إنقاد النظام من شدة العقوبات يوحون باستمرار بأن العقوبات من شأنها أن تزيد الضغوط المعيشية على المواطنين الإيرانيين. والآن ها هو الولي الفقيه الذي يقبل بكل صراحة أن الأزمة الاقتصادية في النظام وإضعاف القوة الشرائية للمواطنين حتى الثلث في بداية العام الجديد والظروف المعيشية المروعة للمواطنين، هي ناجمة كلها عن حكم الملالي.

ومن الواضح للقاصي والداني من الشعب الإيراني أن الجذر الرئيسي لجميع المشكلات المعيشية والاقتصادية وفي مجال العملة والأزمات والأضرار الاجتماعية الناجمة عنها يكمن في نظام خامنئي. وهنا ينوي خامنئي التستر على خوفه من الانتفاضة وحرف سير المطالبات والتظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية للمواطنين.

مأزق موت النظام وفرصة تأريخية أمام المواطنين

في حقيقة الأمر أصبحت الأزمات الناجمة عن الاتفاق النووي والأزمة المعيشية والفجوة الطبقية العظيمة والاحتجاجات العامة والانتفاضات وأزمة وجود نظام الملالي، مرتبطة بعضها بالبعض. ولا يقدر خامنئي وجهاز ولاية الفقيه على إجابة هذه الأزمات، كما أنه وخلال السنتين الماضيتين لم تتم الإجابة على تظاهرات المواطنين وإصرارهم على استعادة مبالغهم المودعة من مخالب السلابين الحكوميين بعد، حيث تحولت في سيرها إلى أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية عظيمة. ومن الآن فصاعدا لا تجدي هبهبة خامنئي بشكل مرن وأسلوب علاجه من خلال الوصايا في محاولة من أجل التستر على «مأزق النظام» فائدة لمعاجلة الأزمات المستعصية للنظام. ومن الآن فصاعدا وبارتفاع لهب الانتفاضة الشعبية وتزامنا مع التوترات الناجمة عن الأزمات الدولية والداخلية دخل نظام الملالي ممرا من الأزمات والمآزق المعقدة للغاية حيث لا مفر له منها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة