الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالخطر النووي واختبار المجتمع العالمي

الخطر النووي واختبار المجتمع العالمي

0Shares

في حديثنا السابق شرحنا الوضع الحساس لنظام الملالي عشية اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن نظام الملالي، بعد سبعة أشهر من بدء المحادثات النووية في فيينا وبعد شهور من المناقشات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم يقدم بعد إجابة محددة لمجموعة 5 + 1 حول خطة العمل الشاملة المشتركة، ولم يحل غموض الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأسئلتها.

في مثل هذه الحالة، تم تسريب التقرير الذي قدمه غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى بعض الدبلوماسيين وأعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى وكالات الأنباء ووسائل الإعلام.

واستشهد التقرير بـ "العراقيل التي وضعها" النظام في المحادثات النووية، وخلق مشكلات في مراقبة المواقع النووية، وتوسيع الأنشطة النووية، ومنع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى المواقع النووية، مؤكداً أن النظام "يعرقل تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية" وجعل "الجهود المبذولة" في احياء الاتفاق النووي موضع التشكيك ".

كما حذر الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي من أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف "تتحرك في جو ضبابي" في البرنامج النووي للنظام حسب وول ستريت جورنال – 7 سبتمبر.

بات واضحاً للجميع الآن أن النظام، الذي وصفه الرؤساء الأمريكيون مراراً بأنه الراعي الأكبر للإرهاب في العالم والذي يصفه مسؤولون آخرون بأنه حكومة إرهابية وخطيرة، يسعى لتحقيق قنبلة نووية.

هذا هو نفس التحذير الذي وجهته المقاومة الإيرانية للعالم قبل ثلاثة عقودـ أنهم و بتبنيهم سياسة وطنية مبدئية، وضعوا عقبة جدية أمام المشروع النووي السري لنظام الملالي والمخالف لمصلحة الوطن، ونبهوا العالم إلى الخطر الأكبر على سلامه وأمنه، وكشفوا عن المعلومات السرية للملالي بفضل الجهود الحثيثة والثمن الذي دفعه أنصارها بقبول المخاطر.

وكشفت المنظمة لأول مرة عن البرنامج النووي السري للنظام في يوليو 1991. ثم، مع إقامة أكثر من 100 مؤتمر متتال، حذرت العالم بلا كلل من مخاطر البرنامج النووي للنظام.

وفي آب (أغسطس) 2002، مع الكشف عن المواقع السرية للغاية في نطنز وآراك، أصيب العالم فجأة بالصدمة. لدرجة أن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش اعترف بأننا لم نكن نعرف البرنامج النووي للنظام الإيراني حتى كشفت عنه المعارضة الإيرانية.

أدت عمليات الفضح التي قامت بها المقاومة الإيرانية عن نشاطات النظام النووية إلى وضع الحبل النووي على رقبة الملالي، مما مهد الطريق أمام إحالة ملف النظام النووي إلى مجلس الأمن، وفرض ستة قرارات عقوبات ضده، وجعل النظام تحت الفصل السابع من قانون العقوبات بموجب ميثاق الأمم المتحدة كتهديد عالمي؛

وحتى يومنا هذا، يشتكي الملالي من أن كل الضغوط والعقوبات ضد النظام كانت بسبب مجاهدي خلق .

الآن، مع تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى مدى جدية وحيوية التحذيرات وما قامت به المقاومة الإيرانية من عمليات الكشف عن نووية النظام.

المجتمع الدولي يواجه الآن الاختبار التاريخي المتمثل في ما إذا كان سيستسلم لأكبر راع للإرهاب في العالم ويمهد الطريق أمام أخطر نظام في العالم لتسليح نفسه بسلاح نووي؛ أم أنه يظهر قرارا حاسما ضده بتبني سياسة مبدئية، وفي المرحلة الأولى، أي اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يبدأ في 13 سبتمبر، يصدر قرارات جادة ضد النظام ويمهد الطريق لإعادة إحالة هذا النظام الإرهابي إلى مجلس الأمن.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة